اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

ارشيف مقالات وآراء

• المطران الجليل مار سرهد يوسب جمو ... وكرازته عن قيامة الأحياء

كوركيس اوراها منصور الهوزي

المطران الجليل مار سرهد يوسب جمو ...

وكرازته عن قيامة الأحياء

القيامة مع الأحياء

نعم من الممكن ان تكون قيامتنا مع سيدنا يسوع المسيح ونحن أحياء، لا كما يعتقد الكثيرون بان القيامة هي فقط للذين في القبور، هذه المعلومة الأيمانية هي فلسفة روحية عميقة قالها سيادة المطران مار سرهد يوسب جمو، لجمع المؤمنين الذين قدرت اعدادهم بالمئات في كاتدرائية مار بطرس للكلدان والاثوريين في ساندييكو وهو يكرز في قداس صباح القيامة المجيد للعام 2012.

اللص الذي نال الخلاص

كان سيدنا يسوع المسيح قد قال للص الذي على يمينه بانك من الان ستكون معي في الفردوس، وكان يسوع يقصد بان اللص سيكون معه في الملكوت بعد الصلب والموت على خشبة الصليب، ويذكر ان اللص الذي كان على يمين يسوع كان قد التفت الى يسوع الفادي وهما على خشبة الصليب قائلا له: انني واللص الاخر مجرمان ونستحق الموت أما انت يارب انسان بار وبريء وليس لك ذنب لتصلب معنا، وكان هذا اللص قد قال كلامه هذا معقبا على كلام زميله اللص الاول الذي كان صليبه على يسار صليب يسوع حيث كان قد قال ليسوع : اذا كنت انت المسيح وابن الله حقا لماذا لا تخلص نفسك وتخلصنا معك.

تعدد مفاهيم القيامة

أذن نفهم بان الخلاص والقيامة تكون دائما بعد الموت، ولكن سيادة المطران الجليل مار سرهد جمو أكد لنا في كرازته في عيد القيامة لهذه السنة بانه من الممكن أن نقوم ونحيا حدث القيامة المجيد مع الرب يسوع ونحن أحياء، اي قبل موتنا ودفننا، فهذا أيمان عميق ليس من السهولة ادراكه وله مغزى روحي كبير وينم عن فهم جديد لوقائع تحدث هذه الأيام لعالمنا المعاصر الذي نعيش أحداثها المؤلمة يوما بيوم.

واذا ذهبنا بادراكنا قليلا الى الأمام ونتفحص هذه المقولة الحديثة على مسامعنا بايمان وروحانية متفتحة، حينها من الممكن ان يقودنا مسلسل الأحداث التي يعيشها عالم اليوم وتطور الأيمان البشري الى تبدل في مفاهيم تعودنا على سماعها في طقسنا الكنسي المشرقي الممتد لألفي سنة مضت.

ربما كان سيادة المطران يقصد باننا اليوم نعيش حدث موت وقيامة المسيح كما يخبرنا انجيل اليوم على لسان يوحنا، بانه يمكن لنا ان نقوم مع المسيح ونحن أحياءا، وذلك من خلال التغلب على سقطاتنا المتكررة في الحياة والتغلب على الخطيئة الكامنة في دواخل الكثيرين منا، من خلال العمل بتعاليم الرب يسوع الذي ركز على ضرورة حفظ وصيانة كرامة الأنسان التي كانت مهانة قبل مجيء المسيح في زمن كانت العبودية والوثنية قد طغت حياة البشر.

المغزى من قيامة الأحياء

وقبل ان احلل المغزى النهائي من كلام مطراننا الجليل مار سرهد جمو، الذي اغنانا بفكره النير ونظرته المتجددة للطقس والأيمان في كرازته التي كانت مفعمة يالروحانيات ونحن نعيش معه صباح القيامة المجيدة لسنة 2012.

قبل التحليل لا بد لي ان أستشهد بكلام وجمل قالها سيادته في كرازات سابقة ومناسبات دينية متعددة وكلها تشير الى حقائق مطلقة وفريدة وروحانيات موجودة في ناسوت والوهية ربنا يسوع المسيح وفي خصوصية ولادته وحياته وقيامته المطلقة.

حيث كان سيادته قد قال: بان القيامة هي حقيقة دامغة كون طريقها مثخن بالالام والجراح والشقاء وهذا يمكن ان نسميه بقمة البطولة، وان مسيحيتنا تجذب مؤمنيها وتبشرهم بان الطرق الضيقة المثقلة بالالام والعذابات هي التي تقودنا الى القيامة الحقيقية.

ان القيامة هي قمة الحياة المسيحية وجوهرها وغايتها، وهي أعظم دليل على ان يسوع هو الله بحق، وان كل الأنبياء ماتوا ورقدوا وقبورهم موجودة، الا ان يسوع مات وقام من بين الأموات وان قبره فارغ وهو مزار عظيم.

يسوع ينفرد دون كل البشرية بولادته وحياته وموته وقيامته

كما كان موت وقيامة يسوع حدث فريد في تاريخ البشرية جمعاء، كذلك هي قصة ميلاد يسوع من بدايتها حتى نهايتها، هي حدث فريد وغير عادي ولم يحدث ان ولد انسان او نبي بهذه الطريقة أبدا، وان هذا يقودنا للقول بان يسوع لم يكن مجرد نبي أرسله الله لخلاص البشر، وان كان كذلك لما اختار الله هذه الطريقة العجيبة لولادته التي لم يسبق ان أختارها لنبي لا من قبله ولا من بعده، ان هذا ايضا يقودنا للقول بان يسوع هو كلمة الله الحية.

ولو فرضنا كان يسوع مجرد نبي كباقي الأنبياء، لماذا صنع وحده العجائب من شفاء المرضى وفتح عيون العميان وأقامة الموتى التي لا يمكن ان تحدث لولا قوة الله، ان قيام الرب يسوع باحياء الموتى يثبت ودون جدل بانه اي الرب يسوع المسيح قد وطىء الموت بالموت ووهب الحياة للذين في القبور وهو اله من اله.

القيامة ونهاية العالم المرتقبة

ان انساننا المعاصر يعيش اليوم تغييرات هائلة في حياته الشخصية وهي تغييرات تتمثل في جانبين كبيرين من الأهمية، الأولى في ضخامة التطور التقني من ثورة الاتصالات والتكنولوجيا وغيرها، والجانب الثاني هو لظهور علامات نهاية العالم التي ذكرت في رؤيا يوحنا وذكرت في اماكن اخرى، من خلال حدوث كوارث طبيعية وحروب وتغير في سلوك واخلاقيات البشر والتي تنبىء بنهاية العالم القريبة.

وهنالك أيضا من يدعم ويروج لنبوءات امسترداموس التي حددت نهاية العالم بنهاية العام 2012، وهو العام الذي نعيشه اليوم.

قد تكون هذه النبوءة صحيحة اذا ما لاحظنا ما جاء في رؤية يوحنا من حروب بشرية وكوارث طبيعية وتبدل في سلوك واخلاقيات البشر المتجهة نحو الشر اكثر من كونها متجهة نحو الخير.

وقد لا تكون النبوءة صحيحة كون ما ذكرناه من الكوارث الطبيعية نسبي ولا يسير بنفس المستوى التسلسلي من الكوارث خاصة ونحن قد اقتربنا كثيرا من الوقت المحدد في نبوءة أمسترداموس وهو نهاية هذا العام الحالي، كما ان ما يخطوه العالم المتحضر من خطوات نحو بناء المستقبل وما يخطط له التطور العلمي والتقني الهائل من برامج تطور يومية والتي تسير بخطى حثيثة ومتزايدة نحو المزيد من التقدم والرفاهية وتحقيق الكرامة الأنسانية.

هل سنعيش القيامة ونحن احياء

أذا ما ذهبنا الى الخيار الأول وهو قرب نهاية العالم ومجيء ربنا يسوع المسيح هذه الأيام ونحن احياء نرزق، فانه يمكن القول بان قول سيادة المطران مار سرهد جمو باننا سنعيش القيامة مع الرب يسوع ونحن أحياء نرزق هو قول في غاية المنطق والأيمان القويم سواءا كانت القيامة هذه بتجديد حياتنا الروحية اليومية او عيشها ونحن على اعتاب التغيير المتوقع من نهاية العالم.

وقول سيادته أيضا للجمع المؤمن بانه من الممكن لكم انتم الذين في هذه الكنيسة اليوم ان تعيشوا القيامة مع ربنا يسوع المسيح وانتم أحياءا وتعيشون الحدث والأيمان والقيامة الحقة، وهذه القيامة ان تحققت ستكون سابقة لم تشهدها البشرية منذ ان عرفت الأديان والأيمان والحياة والموت.

خاتمة

في النهاية أود القول بانه يترتب علينا جميعا كمسيحيين مشرقيين مهما تعددت تسمياتنا القومية والمذهبية ان نعيش حدث القيامة المجيد من خلال تجديد حياتنا الروحية، وان نعيش الأيمان الحقيقي المتمثل في مبادىء وقيم ربنا ومخلصنا يسوع المسيح التي وحدها فقط ستقودنا الى طريق الخلاص، وعلينا الأعتزاز بتاريخنا المسيحي الذي بدأ قبل 2012 سنة، وان نعتز بهذا التاريخ وبتاريخ ابائنا الأوائل الذين قدموا التضحيات الجسام من اجل نشر مبادىء وقيم مسيحيتنا، واسسوا لثقافة المحبة والسلام وتركوا لنا ارث ديني وحضاري كبير ليكون لنا نبراسا في الحياة التي تحتاج الى التجدد الدائم وفق تلك المبادىء والقيم السامية.

مبروك للجميع عيد القيامة المجيد للعام 2012 وشكرا.

بقلم / كوركيس اوراها منصور الهوزي

ساندييكو - كاليفورنيا

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.