ارشيف مقالات وآراء

• الولاء والانتماء... ودور الحــركة الكشفية!!

وهيب الصانع

الولاء والانتماء... ودور الحــركة الكشفية!!

 

في عام 1907 م ظهرت الحـركة الكشفية ، حركة مدنية مستـقلة لم يكن هدفها هو شغل وقت فراغ الفتية والشباب وتوفير فرص الترفيه والتسلية لهم .

بل ذهب مؤسس هذه الحركة التربوية " اللورد بادن بأول"  إلى أبعد من ذلك .

 أن فلسفة وأهداف الحركة الكشفية الإستراتيجية تسعى إلى تطوير المجتمعات إلى الأفضل عـن طريق الاهتمام بالفـرد وتنميته بالإسهام والمشــاركة في المشروعات والخـدمات التي تعود على المجتمع بالنــفع والفــائدة .

ومع تنامي مؤشــرات ارتفاع السكان في العــالم ، قــد أدى إلى زيادة الطلب في منظومة الخدمات , هـذا الأمـر رافـقه عبث في استغلال الموارد الطبيعية وتدهور ملحوظ على كافة مستويات النظم البيئية .

ورغم أن اختلال التوازن في مكونات ومفردات عالمنا قد أفــرز العديد من القضايا البيئية والفـكرية والقيـمية التي تعد من أبرز الأساليب لتأزم المعيشة .

لــذا لم تعد الجهود الحكومية قادرة على ســد الاحتياجات في مجال الخدمات وتنمية المجتمع ،بل أن ما يقدم ليس بالقدر المناسب والكافي ، إذ غالباً ما تستأثر بها بعض المدن الكبيرة على حساب القـرى الصغيرة أو المناطـق النائـية .

كما أن برامـج التنـمية أدت إلى تـحسن مستوى المعيشة في بعض المجتمعات بينما لا نجد أي أثـر لهذا التقدم في مجتمعات أخرى مدرجة بخطط التمنية للحكومات , ومن هنا جاءت الحاجة الضرورية والملحة لأهمية الدور الذي يمكن أن تقوم به الحــركة الكشفــية في هذا المجال ليس فقط وفــق أصالتها وفلسفتها وأهداف نشأتها .

بل أيضاً لتأكيد مبادئها القائمة على غـرس وترسيخ القيم الروحـية العالية التي تجسدها سـلوكيات الشباب والنشء بعد الانخراط في هذه المنظومة التربوية المتكاملة .

أن فلسفة مناهج الحركة الكشفية تقوم بالأساس على تأكيد مبادئها من حيث أداء الواجب نحو الله بإتقان العمل ،ونحـو الآخـرين بتقديم العون والمساعدة ، وحتى نحو الذات بالرضا لأداء ما عليها من فروض وواجبات وأعمال .

 إن الولاء والانتماء هما الركيزتان الأساسيتان لضمان تماسك المجتمعات والدرع الواقي لحماية شبابها من كل تلك الأمراض التي تأتي من الخارج أو تفـرزها الظروف السياسية  والصراعات الداخلية ، لذا فإن الحركة الكشفية تعمق هذان الاتجاهان نحـو الطـريق الصحيح من خلال المهارات والتقالـيد والفــنون الكشفية والتي تتميز بها الحركــة الكشفية عـن غــيرها من الفلســفات التربوية .

وبما ان الولاء و الانتماء يتم بروحية وجدانية يتم صياغتها بلغة ذات دلالات معنوية يصعب قــياسها على المدى القريب فــإن الطريقة الكشــفية ( الجماعات الصغيرة)

تسهم في غرس تلك القيم  والمثل العليا التي جعلتها تتربع على عرش أفضل الأساليب التربوية القديمة والحديثة في العالم كونها تقوم على أساس التعلم بالممارسة .

إن فكرة التعليم بالممارسة مع الأخذ بنظام وتميز الجماعة قد جعل هذا التعلم أكثر فعالية وأكبر تفـوقا وتمـيزا لما فـيه من عناصر ومكونات هي بالأسـاس مطلب لكل المجتمعات وحاجة ماسـة وضرورية في وقــتنا الحاضـر .

فعمل الشباب أو الأطفال ضمن مجموعة نشاط يجعلها أكثر تفاعلاً من أفراد مجموعته ويشعره بالانتماء لهذه المجموعة . إن نجاح أو فـشل هذه المجموعة مرهون بحـجم الجهد المبذول من قبل الجميع .

ولأن شعار المجموعة يقوم على " الكل يعمل وطليعة تفوز " فإنه وبنفس الوقت يزيد من درجة  انتمائه لهذه المجموعة الصغيرة وبهذا يكون وبلا شك أن الكشفية قد غـرست قبل ذلك قـيم وعادات ( الوعد والقانون الكشفي ) لدى أفرادها , بهذه  تكون  أسهمت في خلق المواطنة الصالحة التي تنشدها كل الفلسفات والأيديولوجيات المختلفة .

إن نجاح هذه الفلسفة في كثير من البلدان قـد جعل بعض الحكومات أن تصدر تشريعات لاعتماد الطريقة الكشفية كإحدى أفضل أساليب وطـرق التعلم  الفاعلة كون هذه الفلسفة تقوم على مبادئ التعلم بالممارسة مستخدمة في ذلك أحدث الطرق لإكساب المعارف والمهارات للمتعلمين .

إن أسـلوب المحاكاة والبـيان العملي وتمثل الأدوار وورشـة العـمل كلها أساليب تجعل من المتدرب حجر زاوية العملية التعليمية  .

إن الحركة الكشفية حركة مفتوحة للجميع فهي إحدى مؤسسات التعليم التربوية الغير رسمية وتمتلك من المناهج والطرق والأساليب المتطورة ما يجعله الأكثر جودة والأقـل جهد أثناء التـعلم , إنها برامج متكاملة تسهد الأسهم في خلق المواطنة الصالحة وبث روح الطـوعية بين أعضائها ،نشئ ، شباب ،وراشدون .

إن الحركة الكشفية هي الأكثر مرونة في التعامل مع الثـقافات والمعتقدات ،لأن روحها ينبع منه كل القيم السامية النبيلة التي تنادي بها وتنشدها الديانات السماوية والأيدلوجيات الإنسانية .

 

هذه بعض من أقوال اللورد بادن بأول مؤسس الكشافة العالمية

ü     هناك قادة يولدون قادة وهناك قادة يتعلمون القيادة وهناك قادة لن يصبحوا قادة .

ü     إننا نريد أن يتمتع الجيل الجديد باتساع الأفق .. ويعمل على نشر مبادئ الأخوة والاعتراف بأننا إخوة من أب واحد مهما كانت الأديان أو الأعراق أو الدول.

ü     يجب أن نعالج أسباب نشوب الحروب والعمل على نبذها ونشر السلام .. ويجب إعداد الجيوش للدفاع فقط وليس للاعتداء

ü     قم بواجباتك أولا .. و ستحصل على حقوقك بعد ذلك

 

كاتب وباحث من اليمن