ارشيف مقالات وآراء

• سفينة السنة في العراق ...الى اين ؟؟(الجزء الاول)

احمد حسن الصائغ

سفينة السنة في العراق ...الى اين ؟؟(الجزء الاول)

 

منذ أن تشظى العراق تحت وطأة المحتل وسفينة السنة فيه تميد بهم  ذات اليمين وذات الشمال ظلت سفينتهم وفقدت بوصلتها الهداية والاتجاه، وفوق ذلك عصى على الربان قيادة جمعهم.

 

 وهل كان للسنة بعد الاحتلال ربان؟

 

فبعد سقوط خيار المقاومة المسلحة نتيجة اعمال القاعدة المشبوهة ,والسنة مذبذبين بين خياري الانكفاء على الذات او الانخراط في العملية السياسية. فمن انكفأ منهم على ذاته لاذ  بدول الجوار العربية , ليجتر بقيا كرامته التي هدرت في العراق,  بيد المحتل الامريكي والايراني او بيد بعض الشيعة المؤمنين بالمشروع  الايراني في العراق, الذين لم يستثنوا بظلمهم شيعة العراق ايضا .

 

قد لا يلام السني العراقي الذي غادر العراق , فقد كانت حياته ومصير عائلته بل كل مستقبله على كف العفريت الذي خرج من قمقم الطائفية , التي اكدت الايام انها كانت تعمل وفق مخطط ممنهج يعمل وفق اليه مدروسة وبشكل محترف حيث اعمال تصفية الرموز السنية المعتدلة مازالت تمارس الى اليوم.والا لماذا يستهدف رجل كالشيخ عبد العليم السعدي(رحمه الله)  الذي لاناقة له في السياسة ولاجمل , ويترك خالد الملا "البصري"  وهو الغارق الى شحمة اذنيه في العمل السياسي وفي تنفيذ المشروع الايراني ؟

 

ربما كان د.عدنان (الدليمي) اول قائد سني جمع شتات السنة بعد الاحتلال لانه وبالضد من محسن عبد الحميد لم تلطخ يداه باليد الامريكية (وفق المنظور السني انذاك ) وبالتعاون مع الاخرين ولدت  جبهة التوافق التي استبشر السنة فيها خيرا  لتكون لهم مرجعية سنية واضحة وبالشكل الذي يتماشى مع ثقافة المرحلة الدخيلة على المجتمع العراقي .وبعد مهازل محمود المشهداني وفضائح احمد عبد الغفور وجعجعات (خلف العليان). ادرك السنة انهم مازالو بعيدين وبشكل كبير عن مرجعية توحدهم او على الاقل تضمن حقوقهم المهدورة في هذا البلد . حيث هم مواطنون من الدرجة الثالثة بعد الشيعة والاكراد . ومما زاد الطين بله ظهور شخصيات ادعت زورا انها هي الممثل الاكفأ والاحق للسنة  خصوصا ابان وبعد  سقوط مشروع الحزب الاسلامي المدوي في الساحة السنية . فظهرت شخوص مثل ابو  ريشة  و حاتم سليمان و الهايس. ولم يكونوا سوى شبان مغمورين لا رصيد لهم سوى العرف العشائري الذي يمنح بموجبه الابن مشيخة ابيه بالوراثة بغض النظر عن كل شيء.  ومعظم عشائرهم ذات تاريخ معروف ولكن تشوبه الارتباطات الأجنبية التي يسوقون لها المبررات بالعمالة للاجنبي ومنذ ايام المحتل البريطاني . وتوجوا بطولاتهم بركوب موجة الصحوة وجيروا تضحيات ابطالها الذين ضحوا بارواحهم للدفاع عن امن مدنهم , صادروا تلك التضحيات وانفقوا الملايين التي حصلوا عليها من المحتل الاميركي بدعوى ايصالها للمقاتلين الذين تطوعوا لقتال تنظيم القاعدة, انفقوها على حفلات المجون و الاعراس والليالي الملاح والتي لا تروق لهم الا خارج العراق كعرس المدعو عبد الرحمن سليمان (شقيق) علي حاتم السليمان الذي يصف نفسة بامير الدليم  على المدعوة سارة السهيل (اخت) النائبة صفية السهيل (عضو البرلمان العراقي التي لا يحلو لها الكلام الا باللهجة اللبنانية)  حيث انفق فيه 4 مليون دولار وحسب ماتناقلته وسائل الاعلام ومواقع الانترنت . وتشهد على ذلك صورهم الباذخة التي شكلت  رسائل استهزاء بدماء الشهداء المراق على ثرى الوطن المنكوب, فهم يتنعمون بملذات تتظاءل أمامها قصص الف ليلة وليلة. فيما يقبر الشهداء تحت التراب  وايتامهم يذهبون الى الشوارع بالملايين ,و احمد عبد الغفور السامرائي هو الآخر له قصص لا تقل صفاقة وبلاهة وغباءاً عن آل بو سليمان .

 

وباتجاه اخر وفي اطار البحث عن الرمز او المرجعية على غرار النموذج الشيعي المتمثل بالسيستاني. التجأ السنة الى بعض الشخصيات التي تميزت بالكاريزما الاثيرة , لما يمتلكونه من تاريخ مشرف. كاحمد الكبيسي او عبد الحميد العبيدي . الا انهما لم يكونا بمثل ما ارتجى منهم السنة في تحمل المسؤولية التاريخية . فقدا التجأ الاول الى الامارات مفضلا لنفسه واهله الحياة والعيش الرغيد على المسؤولية التاريخية التي كان غالبا مايرددها في محاضراته , التي طافت حينها مساجد بغداد. حيث كان يقول التقوى ثلاث اصناف:

 

 الاولى تقوى فردية وتشمل علاقه الفرد بربه وهي اداء الفروض والعبادات.

 

 والثانية هي التقوى الاجتماعية وتشمل علاقة الفرد بالمجتمع فان قصر فيها لم تنفعه تقواه الفردية.

 

 والاخيرة وهي الاخطر من وجهة نظر الدكتور الكبيسي هي التقوى السياسية (كما وصفا انذاك)  وهي  علاقة الفرد بوطنه ,حيث التقصير فيها خيانة, تحرق جميع افعال الانسان الخيرة.

 

وهكذا وبكل بساطة فضل ان يكون واعضا عبرالفضائيات ,عن ان يكون راعيا للامة وقت ازمتها.  وليس الدكتورعبد الحميد العبيدي احسن حالا منه ,حيث اكتفى ببرنامجه الفقهي من على شاشة قناة الرافدين في وقت كان بامكانه ان يفعل الكثير لخدمة قضية السنة وهداية شبابهم بعد أن ظلوا سواء السبيل .

 

وبالاطار السياسي ,لا يستطيع احد ان ينكر ظهور بعض الشخصيات التي اغرت السنة بالمراهنة عليها في وقت من الاوقات ,كالدكتور سلام الزوبعي والدكتور رافع العيساوي . اما الاول فقد افلس بوقت مبكر حيث شهوة المال والجاه كانت اقوى من اداء الامانة فختم رحلة الدفاع عن السنة بصفقة زواج من الملحق الثقافي في مصر وراتب تقاعدي ليضرب ضحايا أهل السنة عرض الحائط. واما الثاني ومع ما يقال عنه من كلام طيب الا ان السنة يسمعون جعجعة ولا يرون منه طحينا . فما زال يراوح في مكانه دون اي تأثير ملموس في الساحة السنية. الرجل كان أضعف من أن يدافع عن قضية أعيت المجالدين واستسلم دونها الفرسان...نعم إنه على خلق وإنه طيب ولكني لا أريده عريساً لابنتي، إني أريده قائدا ومرجعا ومثابة للتائهين من السنة . شخصيتان اثنان من السنة فقط استطاعتا ان تستوقف السنة طويلا امامهما قبل ان يحكموا عليهما , وهما حارث الضاري الذي اختار خيار المقاومة المسلحة سبيلا للتعامل مع المحتل , وطارق الهاشمي الذي اختار الطريق السياسي للتعامل مع ذات المحتل والاطراف الدخلية الاخرى التي تصدرت المشهد العراقي ...ولنضعهما في الميزان نحتاج الى مقالة اخرى ليستوفي الامر حقة ولتكون امتدادا لهذه المقالة .