اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

علوم وتكنولوجيا

• التايم: إنسان جديد عام 2045

 التايم: إنسان جديد عام 2045

 

الثلاثاء 19-04-2011

 

لدى العالم ريموند كروزويل افكار ونظريات حول المستقبل وما ينتظر الانسان من تقدم وتغيّر في حياته. وقد ظهرت توجهاته هذه في البداية من خلال تجربة اجراها في شبابه المبكر عندما استخدم الكمبيوتر لتأليف مقطوعة موسيقية، ليمضي بعد ذلك معظم حياته العملية في التعريف بأهمية تلك التجربة.

 

لقد حرص كروزويل على اثبات ان خلق اي عمل فني يعتبر من النشاطات التي اختص بها الانسان والبشر وحدهم. وان الفنون فعل تعبير ذاتي، واننا (البشر) لا نستطيع اداءها اذا لم تكن لدينا الموهبة الكاملة. ولكن ان نشهد عملية خلق، وهي مجال نشاط قاصر على الانسان، يؤديها جهاز كمبيوتر صممه شاب صغير في السابعة عشرة من عمره يعني اننا نشهد تلاشي الخط الفاصل بين الذكاء الطبيعي والذكاء الصناعي.

تزداد سرعة أجهزة الكمبيوتر كل يوم وقد بلغت سرعة البعض منها مدى لا يمكن تصوره. وقد تأتي لحظة قد يكون بمقدور هذه الاجهزة اكتساب «ذكاء» يمكن مقارنته بذكاء الانسان. ويرى كورزويل وآخرون مثله ان اجهزة الكمبيوتر سوف تستمر في التطور، وقد تتمكن يوما ما من اداء المهمة التي كان يقوم بها مبتكروها من البشر ذوي التفكير الاقل سرعة. وعلينا تصوّر عالم كمبيوتر هو نفسه سوبر كمبيوتر ذكي. فهذا سيجعله يعمل بصورة سريعة لا تصدق.

لكن قد يكون من المستحيل التنبؤ بسلوك تلك الأدوات الذكية (الأكثر ذكاء من الإنسان)، والتي، إذا ما وجدت، فإنها قد تشاركنا العيش فوق هذا الكوكب، لأنه اذا ما استطعنا التنبؤ بذلك فسنكون في مثل ذكائها. وهناك عدة نظريات تتناول هذه المسألة، ومنها ربما اننا قد نندمج معها ونتحول بذلك الى مخلوقات ذات ذكاء خارق نستخدم الكمبيوتر لتوسيع قدرات ذكائنا وربما ساعدنا الذكاء الصناعي في معالجة آثار التقدم في السن، واطالة متوسط العمر لدينا الى سنوات غير محددة، وربما أيضاً نتمكن من نقل شعورنا الواعي الى أجهزة الكمبيوتر وان نعيش فيها مثل البرامج إلى الأبد. وربما تنقلب أجهزة الكمبيوتر هذه على الإنسان وتقضي عليه!

 

إنسان جديد

والأمر الوحيد المشترك بين تلك النظريات هو تحول نوعنا البشري الى مخلوق لا يمكن التعرف عليه ولا يشبه إنسان عام 2011.

وقد أطلق على عملية التحول هذه اسم «الواحدية»، وهي عبارة مأخوذة من علوم الفيزياء الفلكية، وتشير الى نقطة من الزمان والمكان، على سبيل المثال في ثقب من الثقوب السوداء التي لا تنطبق عليها قواعد وأحكام الفيزياء العادية.

ولقد تطورت «الواحدية» هذه ولم تعد فكرة، بل إنها جذبت العديد من الناس ممن يشعرون بأن هناك رابطا يجمع بينهم، ولقد شكلوا حركة أو جماعة فرعية في المجتمع، ولكنهم ليسوا جميعا من اتباع كروزويل، بل يشاركون في النظرة ذاتها تجاه العالم.

والى جانب رابطة «الواحدية» التي شارك كروزويل في تأسيسها هناك معهد الواحدية للذكاء الصناعي ومقره سان فرانسيسكو.

ويعقد هذا المعهد مؤتمرا سنويا يطلق عليه اسم قمة الواحدية، يشارك كروزويل في تأسيسه أيضا. ولطبيعة نظرية الواحدية التي تشمل جوانب ومجالات مختلفة، فإن ذلك المؤتمر يجمع أناسا من تخصصات متنوعة، غير ان الذكاء الصناعي يشكل الموضوع الأساسي لتلك المناسبة، الى جانب بعض الموضوعات المهمة الأخرى مثل مجالات علوم الوراثة والنانو تكنولوجي.

 

علاج الشيخوخة

وفي قمة عام 2010 التي عقدت في اب في مدينة سان فرانسيسكو كان من بين الحضور علماء في مجال الكمبيوتر وعلم النفس، وعلم الأعصاب، والنانو تكنولوجي، والجزيئيات الحيوية، وأساتذة طب الطوارئ وخبير في مجال الإدراك وسحرة وحواة. وبعد موضوع الذكاء الاصطناعي كان الموضوع الذي كثر الحديث حوله في قمة 2010 قضية إطالة العمر. فالحدود البيولوجية التي يعتقد معظم الناس أنها ثابتة وحتمية، يرى اتباع الواحدية انها مشكلات يمكن حلها، وان الموت إحدى هذه المشكلات. وان الشيخوخة ما هي إلا مرض مثل الأمراض الأخرى. ولكن ما الخطوات التي نقوم بها تجاه المرض؟ العمل على علاجه. ومثل الكثير من أفكار متبني فكرة الواحدية، نجد أن الأمر يبدو غريباً في البداية ولكن عند النظر إليه عن كثب تقل غرابته. فعلى سبيل المثال نجد انه من المعروف ان أحد أسباب تدهور القدرات العضوية والبدنية عند الإنسان ذات الصلة بالتقدم في العمر مرتبطة بأجزاء تيلوميرز، وهي أجزاء في الحمض النووي توجد في أطراف الكروموزومات. ففى كل مرة تنقسم فيها الخلية تصبح أجزاء تيلوميرز أقصر، وعندما لا تكون هنالك تيلوميرز في الخلية فإنها لا تستطيع إنتاج المزيد، وتموت. ولكن هناك نوعاً من أنزيم تيلوميريز لديه مفعول عكسي لتلك العملية، وهو أحد أسباب بقاء خلايا السرطان حية لفترة طويلة. وبالتالي لماذا لا تتم معالجة الخلايا العادية غير السرطانية بالتيلوميرز؟!

في تشرين الثاني الماضي، أعلنت كلية الطب في جامعة هارفارد عن قيامها بتلك الخطوة، حيث حققت مجموعة من الفئران تعاني تدهورا عضويا وبدنيا نتيجة التقدم في السن بأنزيم تيلوميرز. وقد تم القضاء على ذلك التدهور ولم تتحسن فقط صحة الفئران بل بدت أصغر سناً. ومن بين العاملين في مجال بحوث متوسط عمر الإنسان اوبري روغراي، وهو ايضا من حضور قمة الواحدية الدائمين. ودوغراي عالم احياء يحمل درجة الدكتوراه من جامعة كيمبردج. وهو يرى ان الشيخوخة ما هي الا عملية تراكم للأضرار. وقسم ذلك الى سبع فئات يأمل ان يستطيع طب التجديد والانعاش معالجتها يوما ما.

 

قهر الأمراض

ويأخذ كروزويل قضية اطالة متوسط العمر على محمل الجد. فقد توفي والده، الذي كان مقربا منه، بمرض في القلب، وكان في الثامنة والخمسين من عمره. وقد ورث كروزويل اعراض هذا المرض الوراثية، اصيب بمرض السكر النوع الثاني وهو في الخامسة والثلاثين. غير ان هدفه يختلف قليلا عن ذلك الذي يتطلع اليه دوغراي. فكروزويل لا يركز كثيرا على مسألة البقاء في صحة جيدة طالما كان ذلك ممكنا بل البقاء على قيد الحياة حتى تحقيق فكرة الواحدية. ويقر كروزويل ان هنالك مستوى اساسيا من الخطورة يرتبط بالواحدية، لاننا بكل بساطة لا نعرف كيف سيتصرف مخلوق ذو ذكاء اصطناعي متقدم ومتطور يجد نفسه على كوكب الارض! ولهذا فان احد اهداف معهد الواحدية ليس فقط تطوير الذكاء الاصطناعي، بل جعله صديقا للانسان ايضا. وانه من البديهي فهم ان ضم مخلوق مركب ذي ذكاء فائق في مجالنا البيولوجي يعتبر خطأ داروينيا اساسيا.

وبالنسبة للمستقبل، يرى كروزويل ان علوم النانو تكنولوجي والتكنولوجيا الحيوية سوف تمنحنا القدرة على تعديل أجسامنا والعالم من حولنا كما نرى على مستوى الجزيئيات. كما سنستطيع نقل ونسخ وعينا في الكمبيوتر والدخول في وجود افتراضي او استبدال أجسامنا بأجهزة روبوت لا تفنى. وانه خلال قرون سيتمكن الذكاء البشري من إعادة تركيب كل المواد في الكون.

 

عصر الأجهزة الذكية

وهنالك بعض القضايا الثانوية، يجرى مسبقا تحديدها حولنا وأمام أعيننا. وكلما نقرأ عن فكرة الواحدية تزداد رؤيتنا لأمور تطل علينا من جهات غير متوقعة. فقبل خمس سنوات لم يكن هناك 600 مليون انسان يديرون حياتهم الاجتماعية في شبكة الكترونية واحدة، والآن لدينا (فيسبوك).

وقبل خمس سنوات، لم يكن هنالك أناس يتأكدون مما يقولون ومن الوجهات التي يذهبون إليها، وهم الآن يقومون بذلك عن طريق استخدام جهاز رقمي، والآن لدينا «آي فون». ولا يمكننا تصوّر اتخاذ خطوة أخذ جهاز آي فون من يدنا وزرعه في أدمغتنا، لكن ماذا عن المستقبل؟وهنالك مسبقا 30 ألف مريض مصاب بمرض الرعاش العصبي (الباركنسون) زرعت لهم اعصاب. كما تُجري شركة غوغل تجارب مع أجهزة كمبيوتر تستطيع قيادة السيارات. وهنالك أكثر من الفي روبوت تقاتل في افغانستان إلى جانب قوات بشرية.

ويحب كروزويل ان يشير الى ان الهاتف النقال العادي لدينا الآن حجمه واحد من المليون من الكمبيوتر الذي كان لديه قبل اربعين عاما، وان سعره واحد من المليون، مقارنة بذلك الكمبيوتر، بل انه اسرع منه اكثر من الف مرة!

عن مجلة تايم

ترجمة: رضا عامر

جريدة المدى

 

أضف تعليق


للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.