اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مبدعون وابطال الحرية

• لماذا أٌنٌفِلتْ ألاٌم البريئة شيرين شمعون البازي؟!!!

كفاح جمعة كنجي

مقالات اخرى للكاتب

 لماذا أٌنٌفِلتْ ألاٌم البريئة شيرين شمعون البازي؟!!!

 

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

فليعذرني كل من قرأ ومازال ما اكتبه، حقيقة لا اعرف لما عندما بدأت، بدأت بالكتابة عن الشهداء الأبرياء الذين رحلوا بصمت، ومازالت ساحة الجريمة مجهولة، مازالوا بدون قبور كباقي الأموات والشهداء.

في ذاكرتي  محطات لا تُطوى ولًن يطويها ِسوى الموت

شيرين شمعون البازي أم و إنسانة، صدرها احتضن قلباً ممتلئ بحنانٍ يوازي حنان صدور راهبات العالم كله..

كانت على أعتاب العقد السادس من العمر، أمراض الشيخوخة نخرت جسدها، خطواتها بطيئة  نتيجة الأمراض التي استوطنت جسمها .

لم تتباهى بشهادة جامعية ولا ثانوية أو حتى ابتدائية، أنها زوجة وأم، صادقة، لعائلتها وأولادها ولشقيقها الثائر على مدى أعوام عمره  ولجيرانها ولكنيستها كنيسة مار يوسف في الشيخان.

لم تكتب منشوراً أو بيانات سياسية ضد احد لم تعمل في الصحافة لتتناول هذا ضد ذاك، لم تدخل تنظيم سياسي، وليست عضوه في حزب أو منظمة، كل يومها ينقضي في الاهتمام بزوجها وعائلتها من أولاد وبنات داخل عشها العائلي

لم تحمل السلاح ولم تقتل ولم تأسر احد ولم تسرق شيئاً ولم تقطع طريق احد ولم تمنع الماء عن فم عطشان

 

اعتقلت أجهزة النظام الصدامي شيرين شمعون البازي وأجبرتها على مغادرة الشيخان عام 1985  وأبعدت من منزلها عنوة لا  لأنها شكلت خطر على النظام والرئيس القائد، بل بحجة وجود ابنها بين البيشمركة، واقتيدت إلى اتروش، هناك  أشاروا إلى الجبل المواجه لاتروش.. ابنك يسكن خلف تلك الجبال اذهبي إليه.

لم تشفع شيخوختها كامرأة قد تخطت الستين من العمر. مشت على الأقدام من اتروش إلى جبل كارة صعودا ونزولا مرة على الأقدام وعشرات المرات على الأطراف الأربع.

 كان موعد هذه البريئة  مع الجبل العاري. فيه اجتمعت مأساة من كل حوب وصوب في طريقها هدها التعب من السير على الأقدام .

لم يكن لها ذنب اقترفته، ولا جريمة ارتكبتها ليرسلها الأشرار إلى الجبال، ذنبها أنها أم.. أم يوسف.. وشقيقة (دنخا ابوباز)

الكتب السماوية  والأديان والشرائع والقوانين لا تحاسب إنسان بجريرة آخر باستثناء أولئك المجرمون الذين قدموا من سلالات العصور الحجرية وهولاكو وأحفاد نيرون وقتلة السيد المسيح عليه السلام

ما الذي اقترفتهِ بحق السماء ليرسلك الأشرار إلى الجبل البعيد؟!!، أنهم يدركون لا ذنب لك، لكنهم يا خالتي هم على الدوام شياطين عرفوا كيف يرشون  الملح على جروحنا.. بفعلهم هذا وتهجيركم.. امسكونا من اليد التي تؤلمنا  وتوجعنا.

 

من ينسى صداقتك مع (زوزك)  ذلك العصفور الذي َفَقدَ والده وَهو رَضيع، كم من المرات كنتما تَتمشيان بخطوات بطيئة.. يده اليسرى ممسكة بقوة أصبع يدك وأنت تناجين الرب تارة عند تعثر خطواته وتارة عند  سقوطه على الأرض بكلمات مازالت ترن في مسامعنا:-

ـ يا شِمة آلاها..1 .. يا ِشمة أمشيحا2 . من ينسى أمنيته التي حدثك عنها وهو في حوض السيارة البيك آب الواقفة تحت الأشجار  حين قال ( ماما لماذا لا يصلحون السيارة حتى نطير بها ونذهب بعيدا من هنا)!!!! )

ومن ينسى معاناتك أيام الحصار في كارة، العطش والجوع، والخوف والموت، وصعود كارة الذي يعجز عنه الرجال وكم مرة عَلقت ملابِسك  بالصخور وَمزقتها وهل أرادت الصخور تذكاراً و شهادة لِتحكي للأجيال مِن بَعدكم تِلك القصِص التي حكاها آلا ف الأبرياء في تلك الأيام العِجاف بين الوديان وقمم الجبال. ما زالت الساعات التي مَضيتها أيام الحصار في كارة خلال الأنفال مع أمي في ذاكرتي، الصعود إلى كارة من ( أسيان) وكم من المرات سَندتك بيديِّ وكتفي كَي لا تسقطين للخلف نتيجة التعب والعطش الشديدين. ليس من عادتي السكوت، لكن لا اعلم لما  لزمت الصمت في تلك الساعات وبقيت فقط أصغي إليكما وانتما تتحدثان عن كل شيء منذ زمن الطفولة في الشيخان لحين الحصار الخانق في كارة..

اخذ المجرمون حصتهم من دمائنا وغادروا.. لكن يا خالتي لم يتركونا نحيا كما نشاء ولم يتركونا ندفن موتانا كسائر الناس.... 

ها قد مضى ثلاثة وعشرون عاماً على تلك الأيام السوداء..  ذكرى الذين قتلهم صدام  في الأنفال مع داي شيرين مازالت حية بيننا في ضمائرنا..  تنز  حزناً  ودما ً وأسفا على حال مازال  ينكث الجرح كلما طالعنا وجه جحش من مجرمي الأنفال تحول إلى مسئول في العهد الجديد.

 

 تعني باللغة الآشورية  يا اسم الرب أو باسم الله - 1

-  تعني بالآشورية يا اسم المسيح 2

 

 

 نيسان 2011

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.