اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مبدعون وابطال الحرية

• شهادات

ناجي محيبس الكناني


 
شهادات

 

بمناسبة مرور عام على رحيل الشخصية الوطنية العراقية  هاشم الواسطي

                       المناضل والطاقه المتحركه في أروقة الزمن

 

يندهش الانسان أحياناً عندما يلتقي برجل طاعن في السن ، يحمل طاقه لا يجرؤ على حملها ، ألا من كانت له القدره الكافيه ،و من هذا المنطلق راحَ قلمي يسرد هذه الامكانيات ، والطاقات الفذه التي ادهشتني، انه المناضل هاشم جلاب (ابو نزار) الرجل الذي يعجز اللسان عن التعبير عما يمتلكه من قدره فكريه ، وسياسيه ، واجتماعيه أني وجدته انساناً يعيش منذُ الجاهليه وحتى القرن الواحد والعشرين ، وكيف لا ؟ انه القائد والسياسي والمعلم البارع في تنظيم حياة الناس المليء بالمشاعر ، وبعد الظر .

الراحل ( ابونزار) ابن المدينه التي امتزج  تراب ارضها الطيبه بمرقد الامام التابعي الشهيد سعيد بن جبير (ع) ، انه من رواد المسيره النضاليه في ارض واسط .

ابن مدينة الشهداء الشيوعيين ، والوطنيين ، والديمقراطيين الاحرار وأخصُ منهم بالذكر ، علي الشيخ حمود ، وعطا مهدي الدباس ، وعبد الرضا الحاج هويش .

كان شيوعياً شجاعاً صلباً لايخاف سجون الغرف المظلمه ، والمعتقلات .           يتصفُ بالعنفوان ونكران الذات ، يمتلك أحاسيس مرهفه ، لانه تأثر برفاق دربه ، وبصمودهم ، وآثرَ التعب والمشقه ، طوى المسافات الطويله مشياً على الاقدام، في طول بغداد ، وعرضها ، لأيصال خبراً اومنشوراً حزبياً أو تبليغ بموعد أجتماع ، فلا يبالي الصعاب ، ولاتهمهُ المخاطر .

لاترهبه اساليب سلطات الانظمه الرجعيه، والدكتاتوريه لايجامل اعداء الحزب ، وان جاملهم ليس على حساب مفاهيمه الفكريه ، والسياسيه و يؤمن بحركة المجتمعات ،وكيفية انقسامها الى طبقات ، ودور الطبقه العامله ، بشقيها اليد

 ، والفكر، والبرجوازيه، الوطنيه ،في التطورات الاقتصاديه ، والاجتماعيه و ظهور تيارات فكريه وسياسيه ، ودينيه ويؤكد دائماً ان التيار الديمقراطي هو المنوط  بحمله في المستقبل .

عام 1947 غادر الراحل العاصمه بغداد ، بعد نفيه منها ،و فضل العوده الى مدينته الحي ، افتتح َ فيها مكتبه ، غنيه بالكتب العلميه ، والادبيه ، والسياسيه ، والفلسفيه ، وكتب النقد ، والمسرح  تحولت المكتبه الى عامل جذب ، ومكاناً لتجمع الشباب ، ومنطلقاً للتظاهرات ضد الظواهر السلبيه ، ومناصرة الشعوب ، التي تناضل من اجل التحرر الوطني ، والديمقراطي ، والاجتماعي ، وتأييداً للانتصارات التي احرزتها الحركات التحرريه ، الوطنيه والعالميه ، واحتجاجاًُ على وعد بلفور الداعي لتقسيم فلسطين .

في عام 1948 اعتقل هاشم جلاب مع نخبه طيبه من ابناء المدينه ، محاولين اقصاء دوره النضالي ، لافراغ المدينه من العناصر الشيوعيه المناضله ، بأساليب الترغيب ، والترهيب ، والاغراء ، علّهم يستطيعون تفتيت اللحمه ، النضاليه المتماسكه ، لكن من دون جدوى .

يعتبر الراحل أبو نزار ، الفتره التي قضاها في السجون ، في العهود المنصرمه ، التي عانت منها البلاد ، سجون الكوت ،العماره، الحله ،بعقوبه ، الرمادي ،وسجن بغداد المركزي، ونقرة السلمان ، وكركوك ، وعديد من المعتقلات والمنافي ، انها مرحلة التبلور والنضوج الفكري ، والسياسي ، بسبب تعلقه بالرفيق الخالد يوسف سالمان يوسف (فهد) وتأثره بأفكاره النيره ،وبصلابته امام السلطات الحاكمه ، ودراسة امهات الكتب الماركسيه ، وكتب لينين الشهيره ، وقرائتة لأشهر الروايات العالميه .

سألتهُ :من هو فهد؟ لحظة صمت ، بعدها شمرّ عن ساعديه ،و أجاب قائلاً : ان الرفيق فهد( كتاب مفتوح كبير ) غطت صفحاته ، كل تضاريس العراق ، سهل المعاني ، عميق الفكره ، ثري التجربه ،جدير بالتأمل والدرس ، أراد تغيير لون الحياة القاتم المظلم الى لون مشرق مضيء .

ان سنوات السجون لم تقل من عزيمة المناضل هاشم جلاب ، بل  زادته صلابه ، وأيماناً، وكثيراً ما حدثني بأعجاب عن الرفيق المؤسس (فهد ) عن رباطة جأشه ، وهدوءه ، وشجاعته في مواجهة الصعاب ، وكان دائماً يعلمنا على تخطي المشاكل ، ويتعلم منا متواضعاً مع رفاقه ، حازماًُ في مواقفه مع العدو ، وعملائهُ ، لم تزعزعه لاسنوات السجون ، ولاحمله للاغلال الموثق بها .

تحدث الراحل ابو نزار عن ايام سجنه مع الرفيق فهد عن الأغلال الحديديه ، التي يحملها .... ماثقلها عليك يارفيقي العزيز ؟ هل تؤلمك كثيراً ؟ كان جوابه درساً بليغاً ونافعاً لي ولرفاق الدرب :ـ انها ثقيله كالجبل يارفيقي هاشم! كل لحظه اشعر بالتعب منها ، كأنها تزداد وزناً يوماً بعد يوم وتؤلمني كثيراً كأنها تأ كل في عظامي ! لكنها ياهاشم ان هذه الاغلال ستفتح امام شعبنا في المستقبل ، الافاق المطلقه ، والرحبه ، وما هي الاعامل مهم لتحطيم ، اعصاب قوى الشر ، وستبقى رمزاً لارادة الانسان، وقوه للضعاف ! ممن لا اهلية لحمل وسام  الامتداد ، الصحيح لمستقبل الحزب ،

 ولكل شهيد من بعدي.

سأل احد الحضور الرفيق هاشم عن مشاعره عندما سمع خبر....؟ قاطعه بكل هدوء ، تقصد حكم الأعــ ...... تلعثم الراحل هاشم جلاب ، ولم يكمل عبارته ، وتنحى جانباً متكئاً على عكازه ، وعصبَ عينيه بــ (يشماغه) واخذ ينشج بصوت خافت كأنه يكلم نفسه..هذا لايطاق ، لايطاق ، صمت الجميع وغرورقت الدموع في العيون . قبله الحضور، وربتوا على كتفيه ، غادروا المكان ، وهم حاملين ، معهم اوسمة الوفاء والمبادئ الساميه .

ستبقى هذه الصوره خالده في قلوب ، كل محبي الراحل هاشم جلاب لانه كان انساناً بسيطاً ، ولطيفاً ، وصادقاً مع نفسه وفكره وسيظل الطاقه النضاليه المتحركه في اروقة الزمن .! لانه سلك اشرف ، وانبل طريق ....... طريق الشيوعيه.                                                     

 

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.