اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مبدعون وابطال الحرية

• مهدي محمد علي يا طائر الورشان البصري .. وداعا ايها الغريب

وداد فاخر

مهدي محمد علي يا طائر الورشان البصري ..

وداعا ايها الغريب

 

لا فعل أكثر وطئا على الأحبة من فعل الموت ولا خبرا أكثر حزنا ومرارة منه . وقديما قال شيخنا أبا محسد المتنبي:

طوى الجزيرة حتى جاءني خبر .. فزعت فيه بآمالي إلى الكذب

أنعيك أيها الرفيق العزيز وكأنني انعي نفسي لنفسي  .. فوداعا يا أبا أطياف العزيز رغم إن العبرة لا تكفي عن التعبير ولا تعيد الفقيد .

عرفتك أيها الورشان البصري الجميل رائعا في كل مواقفك وأفكارك .. ويوم التقينا في خليتنا الحزبية منتصف سبعينيات القرن الماضي كانت البسمة لا تفارك شفاهك والنكتة العفوية ملازمة لك في حلك وترحالك . وأصبحت لقاءاتنا شبه يومية بافتتاح مكتبة عشتار في سوق الهنود في العشار التي كانت تعود لي .

ويوم هجمت جموع الفاشست من جديد على حزبنا في العام 1978 لم ندر أن غربتنا عن الوطن العزيز وبصرة الفراهيدي ستطول ، عندما تفرقنا أيدي سبأ كما يقال هربا من سيف الجلاد الذي لا يرحم ، وغاب كل عن الأخر لنعيش عوالم جديدة بعيدا عن هسيس سعفات النخيل على شطئان نهر الخورة والعشار .

وفي عاصمة الادارسة الرباط في المغرب التقيت الراحل مصطفى عبد الله ورغم حب العزيز الراحل مصطفى للصمت لكنه كان لا ينسى ذكراك إثناء أحاديثنا .

وعدنا من جديد نتقابل في منتصف تسعينيات القرن الماضي ولكن هذه المرة من خلال صفحات أدب وفن في الثقافة الجديدة أو نتبادل الرسائل . وجاءت الفرصة عند زيارتي لدمشق الشام العام 2002 ، وذلك لتدبير أمر التحاق ابني بالعائلة في النمسا حيث سارعت للاتصال ببيتك في حلب لتقول لي أم أطياف انك في دمشق اليوم وفي مقر الحزب في ركن الدين كنت بانتظارك وكنا منشغلين في الحديث ليقول لي احد الرفاق : الم تر صاحبك ؟ ، قلت من ؟ ، قال مهدي هذا الذي صافحكم قبل لحظات . كم تغيرت أيها البصري الجميل بحيث إننا وخلال الخمس وعشرون سنه التي مضت لم نستطع معرفة بعضنا ؟ ، وماذا فعلت بنا الفاشية كل هذه السنين الطويلة ؟؟ هل هي لحيتك الكثه البيضاء التي ضيعت علي معرفة ملامحك أم عيونك التي بدت متعبة خلف نظارتك ؟

وفجأة رايته أمامي هاشا مبتسما ووراءه صبية صغيرة : هتف مستغربا : معقول لم نعرف بعضنا ؟ .

وبعد عناق حار قطعته السنين الطويلة التفت للوراء وهو يقول للصبية التي تلحق له : بابا أطياف هاذ عمج البصراوي رفيقي وابن محلتي .

وألح علي لزيارته في حلب واتصل بعد يومين بالتلفون الذي أعطيته إياه يلح بان اذهب لزيارته لكي نتحدث عما افتقدناه من أحاديث خلال الخمس وعشرون سنة الماضية ورغم وعدي له لم استطع الذهاب لزيارته لانشغالات عدة في دمشق . لكن لقاءاتنا استمرت على صفحات أدب وفن بدون توقف .

ولان جموع الورشان الجميلة  تختفي بين سعفات غابات النخيل في البصرة عند أول لفحة برد تجتاحها لكنني لا اعرفها طيورا مهاجرة ، فكيف استعجلت الرحيل أيها الورشان الجميل ؟ .

سأفتقدك عندما أحج للبصرة من جديد واقف طويلا في سوق السيمر وأجول في محلات أبو الحسن والخليلية والحميدي ، وأتوقف طويلا في سوق المغايز لاسترجع أحاديثنا الماضية واسترجع صورتك السابقة شابا حييا رائعا بدون لحية كثة بيضاء .

فوداعا أيها العزيز ولمهدي اهدي باقة ورد حمراء بعطر هواء البصرة اجمعها من بساتين الخورة والمطيحة وحمدان ومهيجران وأبو الجوزي وأبو الخصيب لتكون ذكرى عطرة لابن البصرة الرائع مهدي محمد علي ولتظل ذكراه بين محبي ومتذوقي الأدب والشعر ولتكون البصرة دائما كما قال مهدي ( جنة البستان ) . ولام أطياف وأطياف العزيزة وكل العائلة ومحبي وأصدقاء مهدي الصبر والسلوان .

      

      * فيينا / النمسا

 

www.alsaymar.org          

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

- الفقيد مهدي محمد علي شاعر من شعراء البصرة المرموقين ولد فيها وكان نزيل دمشق الشام حيث وافاه الاجل يوم 30 . 11 . 2011 بدمشق

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.