اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مبدعون وابطال الحرية

• الطريق الصعب للشهداء يوسف- يوبرت- يوخنا

يوسف شكوانا

مقالات اخرى للكاتب

الطريق الصعب للشهداء

يوسف- يوبرت- يوخنا

 

تمر علينا كل عام في الثالث من شباط ذكرى استشهاد كوكبة أبطال حركتنا الديمقراطية الاشورية وذلك منذ يوم تسلقهم أعواد المشانق عام 1985. انهم في استشهادهم اعلنوا بداية الطريق الجديد لنضالنا القومي الوطني، فقبلها بخمسة أعوام ونصف توصلت مجموعة من الشباب المثقف المستعد للتضحية توصلت بعد أن رأت الخطر الذي يهدد شعبنا نتيجة سياسات النظام المقبور الشوفينية الى تأسيس الحركة الديمقراطية الاشورية التي تشتهر باسم (زوعا) خاصة وانها كانت تعيش في الوطن ومعظمهم كان من طلبة الجامعات، لقد كانوا أدرى بغيرهم بما يجري في الوطن كما كانوا على علم تام ببطش النظام بكل من يتجرأ أو حتى يفكر بالقيام بمثل ما قاموا به، ولكن رغم ذلك قالوا (إن لم نتحرك نحن فمن يتحرك). لم يفكروا بعوائلهم ودراساتهم وحياتهم لأنهم شعروا أن شعبنا يدعوهم لفعل الممكن فلبوا النداء وتقدموا ولم يقولوا لماذا نحن وليس غيرنا. تمسكوا بثوابت جعلت حركتهم تسلك طريقا جديدا، منها استقلالية قرارهم والايمان بالعمل على ارض الوطن ووحدتنا القومية وربط موضوع حقوقنا القومية بالديمقراطية في الوطن، ومن ثوابتهم أيضا تحويل الشعارات الى عمل وهكذا أقدموا على أصعب خطوة وكانت المشاركة في الكفاح المسلح كتنظيم سياسي وطني قومي وفيه قدموا اول شهيدين (جميل وشيبا). أن طريق الكفاح المسلح لم يكن مفروشا بالورود خاصة عندما تسلكه مجموعة صغيرة لا يتجاوز عددهم عدد اصابع اليدين، ولكنها كانت ضرورية لتمثيل شعبنا بين الاحزاب الوطنية والكوردستانية. بعدها قام النظام بحملة شرسة ضد أعضاء الحركة واصدقائهم وحكم عليهم باحكام مختلفة وتوجها باعدام هذه الكوكبة من الشهداء الابرار الذين صعدوا مشانقه وهم يهتفون للديمقراطية في البلد ولحقوق شعبنا القومية. بالنظر الى مسيرة زوعا نرى بأنها لا تخلوا من صعوبات وتضحيات وخصوم وحتى أعداء. فكانت البداية بمقارعة النظام الدموي والسجون والمشانق وظروف الكفاح المسلح القاسية، كما تطلب إثبات الوجود في صفوف المعارضة بذل المزيد من الجهود وتحمل الكثير من الصعاب. وبما يخص موقف شعبنا منها فلقد كان التأييد والتعاطف معهم يسود الساحة وان كان بصورة سرية باستثناء المنتمين الى حزب السلطة عن ايمان وكانوا أقلية منبوذة في الاوساط التي يعيشون فيها

 

وبعد عام 1991 والتغيير الذي حصل في كوردستان بدأت مرحلة جديدة من العمل لتحويل الشعارات الى اعمال فكانت مرحلة العودة الى القرى والاراضي وبشهادة سكان المنطقة فالحركة قدمت لهم من دون تمييز كل الدعم الممكن، ومسألة العودة لم تكن خالية من المشاكل المترتبة بسبب التهجير والهجرة نتيجة سياسة السلطة في حرق الاخضر واليابس في المنطقة. كما رأت أن الوقت مناسب لتطبيق مشروع التعليم بلغتنا العريقة بهدف المحافظة عليها بعد أن كانت في طريقها الى الزوال، لقد ضحوا بالكثير من أجل انجاح هذا المشروع الكبير من اوقات الاختصاصيين والاموال وارسال أولادهم للدراسة فيها رغم تشكيك البعض وقولهم انه مشروع فاشل سيدمر مستقبل اولادنا ولو كان هذا صحيحا فالذين سجلوا اولادهم بهذه المدارس يستحقون كل التقدير من كل من يعتز بهذه اللغة لأنهم ضحوا بمستقبل فلذات اكبادهم من أجل احياء لغتنا، لقد كانت هذه المرحلة ايضا غير خالية من الصعوبات منها المادية واستشهاد عدد من اعضائها بطرق مختلفة وتشكيك بعض الاخوة ووقوفهم ضدها لاسباب تتغير بين فترة واخرى الا ان العداء يبقى ثابتا، ومن المشككين في هذه المرحلة من كانوا يطلبون من غيرهم اعادة زمن الامبراطورية وهم في الخارج فكانوا يقفون ضدها لأنها لا تلبي طموحاتهم الخيالية. والملاحظ في هذه الفترة ايضا التعاطف الكبير لغالبية شعبنا مع الحركة بدليل فوزها في اول انتخابات باربعة من المقاعد الخمسة المخصصة لشعبنا في برلمان اقليم كوردستان، وهنا ايضا كان يجاهر بعدائه لها ازلام السلطة المؤمنين بسياساتها، وهذه الظاهرة لم تقتصر على الوطن وانما ظهرت في الخارج ايضا، ففي امريكا مثلا كانت كل منظماتنا ومؤسساتنا الوطنية والقومية قريبة جدا من الحركة بعكس عملاء السفارة العراقية وكتاب التقارير الذين كانوا دائما يركزون على اعضاء الحركة ونشاطاتهم اسوة بغيرهم من اطراف المعارضة

 

بعد عام 2003 تغيرت الامور وفتح طريق جديد لنيل حقوقنا، والمطلع على أوضاع البلد يعلم جيدا مدى صعوبة العمل السياسي فيه، فمنذ التغيير الذي حصل تم تعيين مجلس حكم انتقالي من اطراف المعارضة وكان لشعبنا تمثيلا فيه اسوة بغيره، هذا التمثيل جاء كاستحقاق لنضال الحركة خلال عقدين من الزمن ومشاركتها بكل المؤتمرات التي عقدت في اماكن واوقات مختلفة، ومع ذلك فهذا المجلس كان لفترة قصيرة ومؤقتة يتم التمثيل بعدها عن طريق الانتخابات وهذا ما يتم فعلا. في هذه المرحلة تعددت تنظيمات شعبنا في الوطن وفي الخارج منها من تأسس قبل هذا التاريخ ومنها بعده، منها في الوطن ومنها في الخارج، وهذه تعتبر نقطة ايجابية إذا يعمل كل تنظيم بحسب ما يعلنه من أهداف وبخطاب موحد عندما تكون المسألة تخص مصلحة ومصير شعبنا خاصة في الوطن ولكنها تكون سلبية عندما يكون هدفها الوحيد خلق الصراعات وجر شعبنا الى مهاترات جانبية على حساب مستقبل شعبنا. وهكذا ان هذه المرحلة ايضا هي مليئة بالصعوبات من الشهداء الذين قدمتهم الحركة في هذه المرحلة والماسي التي يعيشها شعبنا بالهجمة الشرسة ضده والمتمثلة بالشهداء والتهجير القسري والخطف والهجوم على البيوت والكنائس وقتل المصلين المسالمين ومحاولات التغيير الديموغرافي في مناطقنا وضرورة وجود من يقف ضدها, وبالاضافة الى كل ذلك لم تتوقف محاربة الاخوان خاصة الذين لا هم لهم الا زوعا وكأن لا عدو لهم الا زوعا، فالتمثيل الناتج عن الفوز بانتخابات ديمقراطية اسوة بغيرهم ينكروه رغم ادعائهم بالديمقراطية، ويحاولوا جر شعبنا الى صراع ظاهره التسميات واما باطنه فهو الوقوف ضد وحدة هذه الامة وتمزيقها والدليل ان بداية هذه النغمة كانت توجيه تهمة الالغاء ولتفنيد ذلك عقد مؤتمران الاول في بغداد والثاني في أربيل توصلا الى صيغة مقبولة تحترم كل تسمياتنا ولا تلغي ايا منها ولا حتى اي من حروفها فكان من المفروض ان توضع خاتمة لهذا الموضوع وتبدأ مرحلة العمل التي ينتظرها شعبنا ولكن عشاق الانقسام وجدوا فيها الخطر الذي يهدد ويفضح نواياهم الانقسامية فأخذوا يحاربونها دون أن ياتوا بالبديل الذي يوحدنا، فهم لم يكتفوا بتقسيمنا وانما يحاولون تقسيم المقسم الى اصلي وتقليد وبدرجات متفاوتة وكأن عدد نفوسنا بعدد نفوس الصين أو الهند، تاركبن الكثير الذي يجمعنا جانبا ويؤكدون فقط على القليل الذي يجمعنا. والملاحظ ان اعداء الحركة يغيرون مبرراتهم بين فترة واخرى الا ان الهدف يبقى نفسه

 

بهذه النظرة السريعة نجد ان الطريق الذي استشهد فيه هؤلاء الابطال لم يكم ابدا خاليا من الصعوبات والمخاطر ولم يكن في يوم من الايام مفروشا بالورود، بدءا بخطورة معارضة النظام الدموي وهو في اوج عظمته مرورا بكل هذه المراحل والى يومنا هذا فكلنا نعلم مدى صعوبة العيش والعمل في بغداد والموصل وكركوك والعديد من المدن الاخرى. ولكن بالمقابل نرى ان ما تحقق وان لم يكن بمستوى الطموح ألا انه يعتبر كبيرا في مسيرة شعبنا النضالية فشعبنا يخوض الانتخابات لاختيار ممثليه بحرية سواء في كوردستان أم في العراق وليس عن طريق التعيين كما عودتنا الانظمة السابقة، نلاحظ ان المسؤولين الاداريين في مناطقنا هم من ابناء المنطقة وليسوا معينين من مناطق اخرى ومعهم السوط كما كان سابقا، نجد لغتنا العريقة اجتازت المرحلة الجامعية بعد أن كانت على حافة الهلاك، كما نرى ان معظم تنظيمات شعبنا السياسية تعمل ضمن تجمع من أجل مصلحة شعبنا ونتمنى اليوم الذي تستحدث محافظة في منطقة سهل نينوى التي ستعم فوائدها لكل ساكنيها بعيدا عن التهميش الذي تعاني منه دائما، نرى منظمات المجتمع المدني تعمل بحرية لا سابق لها كما تعمل الوسائل الاعلامية المختلفة التابعة لشعبنا لنشر الوعي القومي والتعريف بحقيقة شعبنا واحياء تراثنا ولغتنا واهدافنا. هذا كان بعض ما تحقق باختصار بهذا الطريق الصعب الذي اختارته الحركة ودفعت في سبيله الضرائب الباهضة في مقدمتها الشهداء الذين يبقون ابدا نبراسا يضئ درب نضالنا القومي والوطني

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.