اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مبدعون وابطال الحرية

• معتقل "نقرة السلمان" الصحراوي.. أشهر سجون النظام العراقي السابق

معتقل "نقرة السلمان" الصحراوي.. أشهر سجون النظام العراقي السابق

شاكر عواد

 

 

يقع معتقل "نقرة السمان" في جنوبي شرقي صحراء السماوة بالعراق، وهو عبارة عن قلعة من 3 طوابق توطّنت فيها أمراض خطيرة، وبجواره مقبرة يدفن فيها كل من يموت من المعتقلين، وكان ذلك السجن يعتبر الأشهر بعد سجن "أبوغريب" في عهد النظام السابق.

وبنيت "قلعة السلمان" في حقبة العهد الملكي بناء على توصية من الجنرال البريطاني غلوب الذي كان يلقب "أبوحنيك" بغرض مراقبة الحدود والتضييق على عمليات التهريب ثم اضيفت الى (القلعة القديمة) 10 قاعات ملحقة بها تتوسطها باحة كبيرة.

وذكر عدنان سمير، إعلامي وأحد سجناء الحزب الشيوعي، لـ"العربية" أن السجن كان نهاية الطريق لكل شخص منتمٍ إلى حزب أو لديه سجل نضالي في خمسينات وستينات القرن الماضي.

فيما قال عذيب عطشان من أهالي منطقة السلمان إن دفن الموتى كان يتم بشكل سطحي، حيث كان يكتفي الجنود والحرس بإهالة التراب على السجين الميت والانصراف سريعاً.

وفكرة الهرب من السجن كانت مستحيلة، وأهالي المنطقة يتذكرون أن احد المتعقلين هرب من السجن ومات في الصحراء عطشاً، وفي هذا الصدد يقول المواطن حسن فليح: "اتفق ذلك السجين مع بعض الناس أن يبقى في بئر خارج السجن قبل تشديد الإجراءات الأمنية، ومع ذلك لم يفلح في الابتعاد طويلاً فمات عطشاً خلف القلعة".

وعن ذكرياته في ذلك السجن الرهيب يقول الشاعر العراقي عباس البدري: "كانت أمسيات الشعر والغناء واحدة من اعاجيب الحياة في سجن نقرة السلمان، وكان الشاعر مظفر النواب يتألق بقصائده وصوته الشجي فيما كانت رخامة صوت سعدي الحديثي بلهجته البدوية المنتزعة من متاهة الصحراء تفجر المزيد من الينابيع في الواحات، وتتابعها قصائد هاشم صاحب وخالد الخشان وشعوبي محمود، أما القيادي السياسي الشيوعي عبدالقادر اسماعيل البستاني فكان منهمكاً في رعاية جنينة خضراء صغيرة زرعها بالقرب من غرفة بالقلعة القديمة".

ويقول في ذكرياته أيضاً: "كانت السماء وحدها تلتهم غموض الصحراء وتشطر حبات رمالها فيما كانت بوابتا سجن نقرة السلمان مشرعتين على مصراعيهما في الليل والنهار ولكن اين يذهب السجين اذا ما حاول الفرار؟!".

وفي حديث صحافي قال أحد الناجين من السجن ويدعى جلال حسن إنه تم ترحيلهم من السجن في نهاية عام 1987 وكان العدد في يوم الترحيل بالضبط 2550 محتجزاً، لم يبق منهم على قيد الحياة إلا في حدود 300 والباقي أخذوا الى جهة مجهولة.

أما بدري أحمد فذكر لصحيفة "الاتحاد" الكردستانية أنه كان له أقارب محتجزين في السجن، "و في آخر زيارة أبلغ منه أقاربه انه تم توزيع الزي العسكري عليهم وأنهم سيذهبون كمتطوعين الى الحرب وبعد ذلك يمكن أن ينزلوا في إجازات دورية الى بيوتهم، لكنهم وليس في الأمر غرابة على النظام البعثي، لم يعد منهم أحد على الإطلاق".

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.