اخر الاخبار:
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مبدعون وابطال الحرية

• رجل الفكر والسياسة والقائد الشيوعي عامر عبد الله

عبد جعفر

الحزب الشيوعي العراقي

مركز الإتصالات الإعلامية ( ماتع )

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رجل الفكر والسياسة والقائد الشيوعي

عامر عبد الله يعود إلى جمهوره بعد غياب عشر سنوات

 

لندن - عبد جعفر:

 

أقامت عائلة المناضل والسياسي والأديب الرفيق عامر عبد الله  (أبو عبد الله) يوم 15 أيار الجاري حفلا استذكاريا بمناسبة الذكرى العاشرة لرحيله، وذلك على قاعة المركز البولوني في هامرسمث. وقد قدمته الدكتورة رابحة مجيد الناشي.

 

 

 

وألقى عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي سلم علي كلمة الحزب في الحفل (في أدناه نصّها).

وتضمن الحفل كذلك فقرات عديدة، منها كلمة قصيرة عن الراحل باسم العائلة، قدمتها السيدة بدور الدده، ورسالة من الرفيق محمد حيدرة مسدوس،عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني، وأخرى من الرفيق سعد الله مزرعاني، مساعد الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني. كذلك رسالة من الدكتور كاظم حبيب، وتحية من صديق الفقيد الرفيق الدكتور حامد أيوب، و كلمة الأستاذ وداد البيضاوي، وأخرى من صديق الراحل بريماكوف الشخصية العالمية المعروفة.

وأجمعت الكلمات على الإشادة بالراحل ودوره في تعزيز مكانة الحزب، وبجهوده الفكرية وجرأته في الطرح، حتى أصبح اسما كبيرا في الحركة الشيوعية والوطنية.

وألقيت في الحفل قصيدة للشاعر الجواهري، مهداة إلى الفقيد الراحل بمناسبة ولادة ابنته مريم، وقد ألقاها الشاعر عدنان الصائغ. تلتها قراءات من كتابات عامر عبد الله (ملامح ومكونات النظام العالمي الجديد) قدمتها كل من الرفيقة بشرى برتو، والسيدة باسمة الحكيم، ثم قصيدة "مي" من شعر الفقيد، ألقتها ابنته مريم.

واختتم الرفيق عبد الرزاق الصافي الحفل، في حديث عن ذكرياته مع الفقيد، منها أيام دفاع الفقيد عنه وعن زملائه في المحكمة أيام العهد الملكي المباد.

 

 

 

كلمة الحزب الشيوعي العراقي

في الذكرى العاشرة لرحيل المناضل عامر عبد الله

 

نتوجه اليكم بالتحية في جمعكم الطيب، الملتئِم إحياءً لذكرى شخصية سياسية وطنية غير عادية، كان لها حضورها المميز طيلة عقود من السنين، في حياة ونضال الحزب الشيوعي وعامة الحركة الوطنية العراقية، وفي الحياة السياسية خلال حقبة عاصفة من تاريخ العراق الحديث.. ذكرى  الرفيق الراحل عامر عبد الله (أبو عبد الله).

وحين نتحدث في هذه المناسبة عن الفقيد ومسيرته الحياتية، لا بد أن نشير إلى ما اتسم به منذ فتوته المبكرة، من حيوية ذهن ونباهة وذكاء. وكان وهو ينتقل من صف إلى آخر في الابتدائية والثانوية، يلفت الانتباه بتميزه في الدراسة، وبقدرته على الاستيعاب والتعبير في آن. لذلك، وعلى رغم أصله الاجتماعي المتواضع، انفتحت أمامه فرصة الالتحاق بكلية الملك فيصل، ذات المستوى العالي، والمخصصة أصلا لأبناء النخبة المتحكمة والفئات الميسورة.

وقاده اهتمامه بالمواد الدراسية، وفضوله السليم، ورغبته في الاطلاع على المزيد  من المعارف، إلى القراءات الأدبية والثقافية العامة، التي تحولت فيما بعد إلى زاد أساسي لا يستطيع منه فكاكا، والى مصدر متجدد من ثـَمّ لنمائه الثقافي والسياسي والفكري.

وكان لهذا وذاك في النهاية، دوره في انخراط الفتى عامر مبكرا في النشاط السياسي الوطني، وإسهامه في الفعاليات التي كانت تـُنظم في إطاره، وبضمنها التجمعات والمظاهرات، التي كثيرا ما كانت تواجه بالمنع وبالقمع. وقد حصد هو، جزاء انغماره في هذا النشاط، الفصل والملاحقة والاضطهاد. وارتباطا بهذا كله، وفي سياقه، حدث ما كان منطقيا وطبيعيا تماما في حينه، زمنَ النهوض الوطني الكبير والعارم، حيث انضم الفقيد إلى العمل المنظم  في صفوف الحزب الشيوعي العراقي.

وبمرور الشهور والسنين اللاحقة، راح يكرس جهده ونفسه بنحو متزايد للنشاط الحزبي والنضال السياسي. وفي النهاية انصرف اليهما تماما.

آنذاك عرف العمل الثوري العراقي عامر عبد الله مناضلا متفرغا متحمسا ومتفانيا، بجانب كونه حقوقيا بارعا. وفي خضم النشاط الحزبي المتصاعد، وتحت وطأة المتابعة والرصد والملاحقة غير المنقطعة، من جانب الأجهزة البوليسية للنظام الملكي– السعيدي المتسلط، اضطر إلى الاختفاء وانهمك أكثر في النشاط السياسي السري. ومنذ أواسط الخمسينات صار ينشط ضمن كادر الحزب القيادي. وكان من الوجوه البارزة في الكونفرنس الثاني للحزب الذي انعقد عام 1956، حيث لفت الانتباه بمداخلاته وملاحظاته وتعقيباته في مجرى التداول والنقاش. وحينها تم اختياره لعضوية قيادة الحزب.

وعرفت الفترة التالية "أبو عبد الله" واحدا من نشطاء الجهد التعبوي المثابر، الرامي إلى تأمين مستلزمات الإطاحة بالحكم الملكي – السعيدي، وفي مقدمتها جمع القوى الوطنية في إطار للعمل المشترك الموحد. وهو الجهد الذي تكلل لاحقا بإقامة جبهة الاتحاد الوطني في شباط 1957، والمباشرة بعملية التحضير الملموس للثورة، التي اندلعت بعد ذلك بسبعة عشر شهرا ـ  في 14 تموز 1958.

وتضمن ذلك الجهد  تهيئة الأجواء لإنضاج العوامل الذاتية للثورة، عبر إطلاق التعبئة السياسية في الساحة الوطنية، وتطوير العلاقات مع القوى الوطنية الأخرى. كما تضمن السعي إلى حشد الدعم الاممي للثورة، حال اندلاعها.

وفيما بعد، وغداة انتصار ثورة 14 تموز، كان أبو عبد الله احد الوجوه البارزة في التعبير عن سياسة الحزب ومواقفه.

وبرغم التعقيدات والمعضلات التي واجهت الحزب في سنوات ما بعد الثورة، بقي الفقيد لصيقا بالحزب، باحثا في التجربة، ومستخلصا الدروس الواجب استيعابها لتأمين النهوض بقدرات الحزب والحركة الوطنية، في مواجهة الردة الفاشية التي توّجها الانقلاب الدموي في 8 شباط 1963.

وفي النصف الثاني من الستينات انخرط في عملية إعادة بناء الحزب، وتجديد علاقاته الوطنية وتطويرها، وفي السعي لتغيير الأوضاع السيئة التي كانت مخيمة على البلاد آنذاك.

وبعد انقلاب تموز 1968، واعتبارا من 1972، وفي ظروف صعبة وعصيبة، تبوأ المنصب الوزاري ممثلا للحزب. وبقي وزيرا للدولة حتى 1978، عندما انقلب الصداميون الفاشيون على حزبنا والحركة الوطنية، واعملوا فيهما قمعا وترويعا وتقتيلا وإبادة. حينها اضطر الفقيد إلى الهجرة والاستقالة من الحكومة، استنكارا لنهجها وسلوكها الإجراميين، واحتجاجا عليها.

وتهيأت لرفيقنا الراحل في ظروف العقدين التاليين من السنين، التي تنقل فيهما بين براغ والشام ولندن، فرص تفرغ نسبي للبحث والكتابة في القضايا السياسية والفكرية. وقد أثمر انصرافه إلى ذلك هذه المرة، وكما في مرات سابقة، مقالات ودراسات وكتبا أغنت مكتبتنا الشيوعية والوطنية.

وتجدر الإشارة هنا إلى ما تميز به أبو عبد لله من قلم رشيق وأسلوب كتابة متين وممتع، كانت ترفدهما ثقافة واسعة ومعرفة عميقة في ميادين الاجتماع والاقتصاد والسياسة. وهو ما أسهم في جعل كتاباته مادة جذابة، مرغوبة ومقروءة.

لقد فقدنا بوفاة الرفيق عامر عبد الله شخصية وطنية سياسية وثقافية بارزة ومؤثرة، وكان رحيله خسارة حقيقية للفكر اليساري الديمقراطي، وللحركة الوطنية العراقية.

ستبقى ذكراه حاضرة ماثلة على الدوام.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.