اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مبدعون وابطال الحرية

• من مدينة الحي / شهداء من الذاكرة .. حسين عليوي عجيل الدحيه

بقلم بشار قفطان

من مدينة الحي / شهداء من الذاكرة .. حسين عليوي عجيل الدحيه

                 
حري بنا ان نستذكر  من رحل منا بصمت ، من طيبي الذكر ، وسائر الشهداء  الذين رووا بدمائهم الزكية هذه الأرض الطيبة .

من نستذكره اليوم كان من المناضلين البارزين في مدينة الحي الباسلة .

 وقوفه إلى جانب زملاءه دفاعا عن ثورة الرابع عشر من تموز ومنجزاتها كانت وبالا عليه في زمنها وعنفوان زهوها

والغريب العجيب انه كان يهتف بمناسبة مرور عام على سلامة قائد ثورة الرابع عشر من تموز من محاولة الاغتيال الفاشلة. أن جريمته ليس  أكثر مما  كان يهتف

 ( ماكو زعيم إلا كريم  ) وهذا أيضا ليس اعتقادا  أو رجما بالغيب  وإنما حقيقة ما حدثني به احد زملائه الذين  اعتقل معه والحمد لله لازال على قيد الحياة متمنيا له العمر المديد

وفي نفس التهمة ،  تهمة إثارة الشغب  ..؟ والقلاقل , ..؟ وكثير المشاركات في التظاهرات ، المؤيدة للثورة ومنجزاتها ..

صارت حياته ثمنا لكرهه الإقطاع والنظام الملكي وتأكيد تأييده لثورة الرابع عشر من تموز التي اعتبر مكاسبها ضمانا لمستقبله ومستقبل الشعب والوطن .

وكيف لا ..؟ وحسبها حسابا بسيطا في عواطفه ، ثورة  الرابع عشر من تموز أطلقت سراحه مع المئات من المعتقلين والسجناء السياسيين . وتوالت الانجازات التي كان يناضل من اجل تحقيقها في العهد المباد عهد ما قبل  انتصار الثورة

 وحاول من حاول أن لايدع مجالا لا  لآستذكاره  فحسب  ..وإنما أراد أن يقطع الطريق على أهله  ومعارفه ومحبيه في توديعه  ساعة الرحيل  كسائر الموتى الذين يختطفهم الرحمن  ..؟  ممنوع التشيع ..؟  ممنوع الصراخ ..؟

   ممنوع إقامة مجلس العزاء ..؟ وكل شيء ممنوع .؟

  وحتى الإشهار عن وفاته صار ممنوع 

نعم لأنه من ضحايا جبروت الإنسان الذي لايتذكر قدرة الله عليه

والسؤال الذي من السهل الاجابة عليه هل التزم الاهل والمعارف ورفاق الدرب بهذه الممنوعات . لا  وألف لا  هذا ما يشهد به من ظل على قيد الحياة من الأهل والرفاق

حسين عليوي دحيه من شهداء الحزب الشيوعي العراقي في قضاء الحي

 من مواليد تلك المدينة الباسلة في  ثلاثينات القرن الماضي وعاش فيها حتى يوم رحيله عام 1962

 كان مناضلا شجاعا انتمى إلى صفوف الحزب الشيوعي مطلع خمسينات القرن الماضي

 وكان منفذا جسورا لسياسة وقرارات منظمته الحزبية بالرغم من عدم مواصلته الدراسة .                                                                                                                                                   كان عاملا بسيطا  يمتهن المهن الحرة  في القطاع الخاص مرة يعمل في مطعم للكباب وأيام في بيع الأسماك.  وأشهر وسنين معتقل .                                                                                                                                                           لا يمنعه من المشاركة في فعاليات الحزب التي تكاد تكون أسبوعيا  في المدينة الا وجوده خارج القضاء .

 مشاركا فعالا وشجاعا في التظاهرات ،

 وله دورا في مساندة الطلبة في اعتصاماتهم وإضراباتهم الطلابية  .

حينما يكلفه الحزب في القضاء مع بعض الشباب لحماية الطلبة من مداهمة الشرطة للثانوية الجعفرية التي تقع مقابل مركز الشرطة  من البارعين  في تنفيذ المهمة .

طويل القامة عريض المنكبين

 أبوعلي مرات ومرات  استطاع من تفويت الفرصة على تلك المداهمات  .

 من جراء ذلك النشاط  تعرض للسجن والاعتقال مرات عديدة  ، في اعوام 52 و54 وكذلك في انتفاضة مدينة الحي الباسلة  في كانون الأول من عام 1956.

  لعب  فيها دورا بارزا جنبا إلى جنب مع رفاق دربه في التهيئة لوسائل التصدي للهجوم المرتقب الذي كانت تخطط له أجهزة السلطة وقت ذاك وتوزيع الحراسات الليلة  ومتابعة التحركات المشبوهة من قبل عملاء السلطة .

بعد احتلال المدينة واستباحتها اعتقل مع من اعتقل ،  من أبناء المدينة هو وشقيقه الأصغر المرحوم حسن ، وتعرض للتعذيب الوحشي وحكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات وشقيقه خمسة عشر عاما . أطلق سراحهما بعد انتصار ثورة 14 تموز المجيدة عام 58  مع سائر المعتقلين السياسيين  .

واصل نشاطه الوطني مع من تعاقد معهم على خوض النضال والدفاع عن الجمهورية الفتية ، انخرط في صفوف الشبيبة الديمقراطية ، ذلك النشاط أثار غيظ الحاقدين على المنجزات التي تحققت  في ظل حكومة الثورة الوطنية الديمقراطية.

استهدفت القوى المعادية  كل من وقف إلى جانب الثورة في افتعال المعارك الجانبية والدعاوي الكيدية وكان الرفيق الراحل حسين عليوي احد ضحاياها في الاعتقال والحجز المتكرر.

بعد مسيرة التأييد للزعيم الراحل عبد الكريم قاسم بمناسبة  نجاته من محاولة الاغتيال الفاشلة اعتقل الشهيد حسين مع من اعتقل بحجة إثارة الشغب في تلك المسيرة، وذلك عام 1961 هو والعديد من المتظاهرين من أبناء المدينة الذين شاركوا فيها في العاصمة بغداد وأودعوا الحجز في معتقل خلف السدة وقد تعرضوا إلى تعذيب وحشي، سبب له ورما في الكلية ومن ثم عجز الكليتين  .  (يقول رفيقه الذي احتجز معه بلاسم قاسم  عندما احتجزنا بدعوى كيديه عن إثارتنا للشغب في تلك المسيرة في عام 1961 وكان معنا نعيمة الحاج عكار ألدبي  ومحسن الحاج هويش . وقد تعرضنا إلى تعذيب وحشي مرض على أثره الرفيق الراحل حسين ومن دون رعاية صحية . وبعد ان تدهورت حالته الصحية تم نقلنا الى معتقل  شرطة الحي وكانت الجامعة لا تفارق أيدينا خصوصا أنا والمرحوم حسين في جامعة واحدة ( الكلبجة )  ويستمر أبو بشار في حديثه قائلا حتى عندما يروم قضاء حاجته لايسمح لنا بفتح الجامعة من يده التي ارتبطت مع يدي بالرغم من تدهور حلته الصحية  ) .

وفي نهاية عام 1962   وبعد تدهور صحته  ودنو ساعة رحيله تم إبلاغ عائلته بإطلاق سراحه ،  وحذروهم من مغبة تشيعه في حالة وفاته وسرعة  تجهيزه إلى النجف الاشرف للدفن .    

 وعصر نفس اليوم الذي أطلق فيه سراحه انتقل البطل  حسين إلى الرفيق ألأعلى ليضاف  اسمه إلى شهداء الشعب والوطن .

 وسط تشيع جماهيري قل نظيره في مدينة الحي من الرجال والنساء قد اتسم التشييع بالسخط والاستنكار والخسارة الفادحة برحيله  تاركا خلفه زوجته وطفليه بنتا وولدا  حيث استشهد ابنه في انتفاضة آذار  عام 1991 ليلتحق بابيه المناضل الشجاع                          

المجد والخلود للواهبين دما من اجل الغد الأفضل

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.