اخر الاخبار:
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مبدعون وابطال الحرية

• الشيوعي العراقي: مأثرة "كامل شياع" أمثولة لكل المثقفين الحقيقيين

الحزب الشيوعي العراقي

مركز الإتصالات الإعلامية ( ماتع )

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشيوعي العراقي: مأثرة "كامل شياع" أمثولة لكل المثقفين الحقيقيين

 

في الذكرى الثانية لاستشهاد المفكر والمثقف الكبير "كامل شياع"

 

قبل سنتين، وفي لحظة شديدة السواد من تاريخ العراق، أنهت رصاصات غادرة حياة "كامل شياع" احد ابرز المثقفين الشيوعيين والعراقيين قاطبة وأكثرهم موسوعية والتزاما وخلقا، ذلك المثقف الذي يحتاجه العراق بما يوازي حاجة الثكلى لإبنها الأثير. الرصاصات الحاقدة التي أطلقها أعداء الحياة، وكارهو الثقافة لم تستهدف "كامل شياع" كشخص، بل استهدفت الرهان الذي كان يمثله كامل.

كان مثقفا عضويا بامتياز حسب تعبير "غرامشي"، فلم يكتف بتفسير العالم، بل عمل بكل ما في وسعه من اجل تغييره، فهجر المنفى المريح، وعاد إلى الوطن الجريح، ليساعد في إحيائه، وفي إعادة بنائه ديمقراطيا، وكانت القضية بالنسبة له تعني الحياة وليس الموت، رغم انه كان يعي تماما، بأنه سيكون هدفا لقتله لا يعرفهم ولا يظنهم يبغون ثأرا شخصيا منه، كما عبر عن ذلك في إحدى كتاباته.

كان يعمل على إنجاح المشروع السياسي والمجتمعي الخاص بالكتلة التاريخية من العمال والفلاحين الفقراء، وسائر مسحوقي هذا الشعب، لأنه يعلم علم اليقين، أن الردة السياسية والاجتماعية في عراقنا والمنطقة، إنما تمتد جذورها الفكرية إلى تلك المحطات السالبة في تراثنا القديم، لاسيما الفترة التي أعقبت إزاحة ابن رشد، وابن خلدون والفارابي والكندي، والمعتزلة فرسان العقل في الإسلام، وهو ما سعت إلى تأبيده الطبقات والنخب الحاكمة في بلادنا، بمختلف أشكالها، وأنماطها التاريخية، والحديثة حتى يومنا هذا، فأراد استنهاض المثقف وإعلاء شأنه، وإعادة الحيوية إليه، ليكون قادرا على أن يلعب الدور الخطير والمأمول منه في استعادة العافية الثقافية وفي المجتمع بأكمله.

كان يؤسس لما هو استراتيجي وبعيد المدى، وليس لمكاسب اللحظة الآنية والعابرة، ولانجاز مشروعه النبيل هذا، عمل بدأب الفيلسوف، وبتواضع العالم، واستطاع خلال السنوات الخمس، قبل استشهاده، أن ينسج علاقات وصداقات ثقافية واسعة جدا، كان شفيعه في نجاحها بالرغم من الخراب الذي يحيطه، خصاله وسجاياه الشخصية وثقافته الموسوعية، التي وفرت له مكانة رفيعة في الوسط الثقافي والإعلامي، خلال فترة زمنية قصيرة نسبيا، وهو ما يفسر إلى حد كبير، الضجة الواسعة وحجم ومستوى ردود الفعل على مصرعه.

كان يكتب وينشط ثقافيا بوحي من ضميره، ومن مشروعه الثقافي الإنساني، فتراه يتهلل فرحا، عندما يرى تلك البراعم الواعدة في الأدب والفن والإعلام من الفتيات والفتيان العراقيين وهم يسعون لإثبات وجودهم، ويعاملهم كما لو أنهم أبناؤه، واضعا ثقته فيهم، كما هو حاله مع المثقفين العراقيين الآخرين، مرددا لازمته التي لم يكن يكل منها (أن الثقافة العراقية بخير) ومؤكدا على فشل "صدام حسين" في إركاع الثقافة العراقية الديمقراطية، رغم ترهيبه وترغيبه.

لقد اثبت هؤلاء القتلة، من جديد انتمائهم إلى عالم الحيوان، وقطيعتهم الكاملة مع العقل العراقي والبشري عموما، القادر على إعادة إنتاج وتطوير ما فكر به كامل شياع وما أراد انجازه، هو وبقية الشهداء والرواد في ثقافتنا الوطنية الديمقراطية، التي هي بحق الرافعة الأساسية لاستعادة ذلك الألق الذي غمر المجتمع العراقي في فتراته الذهبية، وأضفى عليه سحرا ثوريا، وقيما نضالية وثقافية، كانت ومازالت موضع فخر واعتزاز العراقيين.

أن مأثرة "كامل شياع" ومشروعه التنويري، الديمقراطي والإنساني، الذي أضاء سماء الثقافة الديمقراطية في العراق، ونجح في إيقاد مصابيح ثقافية واعدة، ستظل أمثولة لكل المثقفين الحقيقيين، ولكل من جعل الوطن وثقافته الديمقراطية بمنزلة حدقات العيون.

التاريخ لن يكتبه الجلادون، بل سيكتبه الشهداء، لأنهم يمثلون الحلم والإيمان بالعدل، وبسعادة الإنسان، ولهذا فلن يخبو أبدا ما راهن عليه فقيدنا الكبير "كامل شياع" ، وسيواصل طريقه أولئك القابضون على جمر الحقيقة، والمدركون لدور ومكانة الثقافة في السمو بالإنسان إلى ذرى المجد والحياة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كلمة الحزب الشيوعي العراقي التي ألقاها عضو مكتبه السياسي

محمد جاسم اللبان في الحفل الاستذكاري لشهيد الوطن والثقافة كامل شياع

الذي أقيم عصر الاثنين 23 آب 2010 على قاعة مقر الأندلس - بغداد.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.