مبدعون وابطال الحرية

رسالة من الحزب الشيوعي العراقي عن إستشهاد النصيرة البطلة أنسام// الناشر أمير أمين

 

 

الموقع الفرعي للكاتب

رسالة من الحزب الشيوعي العراقي عن إستشهاد النصيرة البطلة أنسام

الناشر أمير أمين

أذيعت من / صوت الشعب العراقي

بتاريخ/ 14 -9 -1986

 

مفرزة من أنصارنا البواسل تتعرض لإعتداء من الجندرمة الأتراك

إستشهاد النصيرة الشيوعية البطلة أنسام

تعرضت مفرزة من أنصار حزبنا الشيوعي العراقي , كانت متوجهة من بهدينان الى سوران , وإذ كانت تسير في رقعة من أراضينا العراقية قريبة الى الحدود مع تركيا , تعرضت في السابع من أيلول الجاري الى كمين واسع , نصبته وحدة من جيش النظام العسكري الأطلسي الحاكم في تركيا ..وقد صب الجندرمة الأتراك نيران أسلحتهم الحاقدة , المتوسطة والخفيفة , على رفاق المفرزة , الذين ردوا على الرصاص بالمثل وتصدوا بشجاعة للإعتداء الغادر , في صدام إستمر عدة ساعات . ولم تتوفر معلومات عن الخسائر التي تكبدها الجندرمة المعتدون , أما مفرزة أنصارنا , فقد فقدت الرفيقة النصيرة والمناضلة الشيوعية البطلة أنسام التي تسامت شهيدة خالدة , وأصيب عدد من رفاقها الآخرين بجروح طفيفة .

 

ولدت الشهيدة أنسام -وإسمها الحقيقي موناليزا أمين - في الثالث والعشرين من تموز عام 1951 , لعائلة شيوعية عريقة في النضال بمدينة الناصرية , وفي أحضان هذه العائلة الكادحة المتنورة , نشأت وشبت , وتربت بروح الحب والإخلاص اللامتناهي للشعب والوطن , والكفاح الدائب غير الهياب في سبيل قضية الطبقة العاملة وسائر الكادحين , قضية الشيوعية المنتصرة .

 

في عام 1969 تخرجت من دار المعلمات , وفي السنين اللاحقة كانت معلمة محبوبة من طالباتها ومن زميلاتها المعلمات على حد سواء . كانت الشهيدة أنسام شيوعية مقدامة , كادراً نادر المثال من كوادر الحزب , إبنةً بارة بشعبها وحزبها ومدينتها وأهلها , في مدينتها - الناصرية - , كانت وجهاً شيوعياً نسائياً جماهيرياً . وقد إختارتها رفيقاتها ونساء مدينتها لقيادتهن , وإحتلت عن جدارة موقعها في أعلى هيئة قيادية لرابطة المرأة العراقية , منظمة نساء العراق المجاهدة.

 

خلال حياتها النضالية تعرضت لإستدعاءات وضغوط عديدة من جانب أجهزة الأمن الفاشية , وكانت تواجهها دائماً بصمود وأباء الشيوعي الذي لا يلين , وحين أفلتت في أواخر السبعينات من قبضة الجلادين , الذين شنوا أنذاك هجومهم الوحشي على حزبنا , وتمكنت من عبور الحدود الى الخارج إعتبرت خروجها حدثاً عابراً , وصار كل مكان تحل فيه محطة مؤقتة , فقد كان قلبها وعقلها وعيونها شاخصة صوب الوطن , وقد عقدت عزمها الذي لا يتزعزع على العودة اليه , لتواصل الكفاح في صفوف حزبها وشعبها , ضد كارثة الدكتاتورية الفاشية وحربها وبطشها الهمجي , وعادت بالفعل .. وكانت بين أوائل النصيرات الرائدات في هذا النوع الجديد من النضال , وهنا أيضاً , في صفوف النصيرات والأنصار إحتلت أنسام مكانة مميزة.

 

كانت باسلة في نشاطها الأنصاري , وعملت في واحدة من أدق المهام الأنصارية , وعرفها رفاقها جميعاً , أختاً حنون , شجاعة تهزأ من المصاعب , شخصية شعبية , سمحة , مرحة , طيبة الحديث , جمة التواضع , يحيطها الكل - حيثما حلت - بالحب والإحترام والثقة , جابت العديد من طرق كردستان الصعبة , وعرفت جبالها الوعرة , وكانت بين أنصارنا الذين عبروا جبل قنديل الجبار , وقطعت عدة مرات طريق بهدينان - سوران الشاق , الذي إستشهدت فيه منذ أسبوع .

 

قبل عودتها الى الوطن والتحاقها بالأنصار , وبعد عودتها وحتى آخر أيامها , عملت الشهيدة أنسام على مقربة من قيادة الحزب , وكانت مثالاً للكتمان والحرص على أسرار الحزب , وشغلت في الوقت نفسه مواقع حزبية مسؤولة , في مختلف الوحدات الأنصارية التي نسبت اليها , ومارست مهامها القيادية فيها بتواضع وكتمان .

 

كانت الشهيدة على الدوام , نموذجاً للإلتزام والطاعة الواعيين في عملها الحزبي , نشيطة متفانية في تنفيذ سياسة الحزب , شاركت في مؤتمري الحزب الثالث والرابع , وهي أول عضو من أعضاء المؤتمر الرابع يشمخ شهيداً على طريق تنفيذ سياسته ...إرتبطت في السنوات الماضية بحركة الأنصار إرتباطاً كاملاً , وعن قناعة وإيمان عميقين , مدركةً تماماً ما في النشاط الأنصاري وحياة الأنصار من مخاطر ..كانت تعرف معنى التضحية في سبيل قضية الشعب والحزب , وقد إستقبلت برباطة جأش الخبر المؤلم الذي تلقته قبل شهر تقريباً , عن إستشهاد شقيقتها الصغرى سحر , على يد القتلة الفاشيين في أقبية التعذيب ..لقد كللت أنسام حياتها النضالية الحافلة بهذه النهاية المشرفة , بالإستشهاد في سبيل الشعب والحزب , في سبيل الشيوعية , وقد ودعها رفاقها , معلنين إفتخارهم وإفتخار حزبهم وحركتهم الأنصارية بها ..وطمأنوها بأنهم سيتمسكون بالعهد , وسيحققون بنضالهم حلمها الزاهر بعراق حر وشعب سعيد .

 

المجد لأنسام -- موناليزا أمين -- !

المجد لشهداء حزبنا وحركتنا الأنصارية , شهداء الشعب والوطن !

 

ملاحظة.. هذه هي رسالة قيادة الحزب الشيوعي العراقي التي أذيعت من إذاعة صوت الشعب العراقي التي تبث من كردستان العراق وهي وثيقة تنشر لأول مرة .

 

عن إستشهاد النصيرة الباسلة أنسام في كردستان على يد جندرمة الجيش التركي في السابع من أيلول عام 1986