اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مبدعون وابطال الحرية

• محمد صالح العبلي.. القائد الحذر الشجاع

الحزب الشيوعي العراقي

مركز الإتصالات الإعلامية ( ماتع )

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

محمد صالح العبلي.. القائد الحذر الشجاع

 

قال، وهو يستعيد كنزا من الذكريات:

ـ لقائي الأول به كان عام 1948، بعد وثبة كانون، وكان اللقاء في موقف معسكر الوشاش، إذ كنت معتقلا آنذاك، والرفيق محمد صالح العبلي كان – أيضا -  من بين المعتقلين، كان شابا لا تكاد تفارقه البسمة، سريع النكتة، نشيطا في مساعدة المعتقلين.

خرجت من التوقيف، ولم اعرف شيئا عنه حتى عام 1954، حين نسبه الحزب للإشراف على التنظيم في – لواء ديالى – هكذا التقينا من جديد في ساحة النضال.

ما زلت أذكر قوله في أول اجتماع: "يجب أن نبني منظمة شيوعية متينة، علينا أن نتصل بالفلاحين والعمال والكسبة وفقراء المنطقة، فهم الركيزة الأساسية في بناء الحزب".

واستطاع أن يفعل خلايا الحزب.

كنا نهابه، ونحترمه، وحين يكلف احدنا بمهمة كنا نخشى أن يأتي العمل ناقصا، إذ كان شديد الملاحظة، دقيقاً، وكان في الوقت نفسه متواضعاً بسيطا، يعاوننا في حل مشكلاتنا الشخصية ويتقصاها حتى صارت أسرته وأسرنا.. واحدة، وحتى استطاع أن يكسب أسرا بكاملها إلى الحزب.

كان شديد المراس، يختبر الرفاق والأصدقاء، من خلال تكليفهم بالعمل، ومدى التزامهم بتنفيذه.

كان يجلس بين الحمالين وأصحاب العربات والعمال والفلاحين، ويجيد التنكر بصورة مذهلة.

في إحدى المرات حوصرت المنطقة التي يسكنها، اخذوا يفتشون عنه، فما كان منه إلا أن حمل حزمة كبيرة من السعف على رأسه، وخرج، بعد أن أوصى زوجته بان تنقل أثاثهم البسيط إلى بيت آخر عيّنه لها. ومازالت الدار التي سكنها الشهيد العبلي قائمة في محلة "المنجرة ـ الدربونة الضيقة المقابلة لدائرة البريد القديم" من أحياء بعقوبة...، كان دقيقا في المواعيد، يحاسبنا على الدقيقة، ولم يحدث أن اخلف موعدا، أو تأخر في تنفيذ قرار مهما كانت الظروف صعبة قاسية.

 

وتحدث آخر قائلا:

كان الرفيق محمد صالح العبلي يزورني في البستان حاملا سلة على دراجته ذات اللوحة الخشبية العريضة، مثل أي فلاح، وما أن يدخل البستان حتى يبدأ العمل معنا: يقصّ السعف، ويكرب النخل ويجني التمر والبرتقال، وكانوا حين يسألونني عنه، أجيب: انه من بعقوبة، جاء يشتري،،،،، أو ادعي أني استخدمه.

كنت معه مرة في الشالجية، أيام إضراب، المنطقة تحاصرها الشرطة والشرطة السرية.. أراد أن يخرج من الحصار.

أتى بفرشة صبغ وصفيحة أصباغ وسروال ملوّن بأنواع الأصباغ، لبسها وحملت معه بقية أدوات الصبغ وخرجنا.

كان يحلم بتوزيع الأرض على الفلاحين، يخرج للريف، ينظم إحصائية عن الفلاحين والأراضي، حتى اضطر في إحدى المرات أن يرعى الأغنام في ضواحي "السعدية" إمعانا بالتنكر: عصا غليظة وبضع شويهات يسوقهن أمامه.

كان يحبّ النقاش، ويحثنا عليه ويقول لنا: تحركوا، ناقشوا، انتقدوا نقداً علمياً، اقرؤوا الكتب وناقشوها، فالشيوعي يجب أن يتعلم ويثقف نفسه.

لقد حاز على ثقة الجميع، كان بطلاً في حذره وشجاعته، واستطعنا بمعاونته وفكره الثاقب أن نجلب مطبعة لطبع المنشورات السرية وتوزيعها، وتم ذلك فعلاً.

 

خطة الهروب من سجن "بعقوبة"

وتحدث ثالث عن دوره في تهريب السجناء من سجن بعقوبة وحفر النفق، فقال:

كان الرفيق "محمد صالح العبلي" مسؤولاً عن تنظيم لواء (محافظة) ديالى، وقبل هروب الرفاق السجناء بيومين على ما اعتقد، اخبرنا الرفيق العبلي بأن هناك مسؤولية تاريخية مهمة، يجب أن ننفذها بشرف، وفيها شيء من المخاطرة...

صمتنا ، فأضاف:

ـ هناك خطة لإخراج رفاقنا من سجن "بعقوبة".

 ذهلنا لمثل هذه المهمة، ولكنه واصل قائلا:

ـ الحزب يريد ذلك، ويجب أن ننفذ، هناك مسؤوليات علينا.

 فدبّت الحماسة فينا ولبينا طلبه، عندها ابتسم وقال:

ـ يجب أن نقسم الأعمال:

فرقة تنتظر في شارع السجن ومعها سيارة لاندروفر تنتظر، فيها ملابس فلاحين حتى يذهب قسم من الرفاق السجناء فيها.

وفرقة أخرى دورية تراقب الطرق القريبة من السجن، وتخبر شخصاً يكون حلقة اتصال.

وفرقة أخرى تأتي بالرفاق السجناء إلى الدار الفلانية والدار الفلانية والبستان الفلانية.

وهناك سيارة أخرى تنتظر في الجهة المقابلة من نهر ديالى، تحتوي على ملابس مدنية وسلال برتقال وفواكه، وكأنهم مسافرون يحملون الهدايا.

وطلب من رفيق آخر أن ينتظرنا في إحدى الدور، وضرب لنا الموعد المحدد من الساعة 8 حتى 9 وعندما يتعدى الوقت التاسعة بعشر دقائق ولا يحصل شيء، علينا أن ننصرف.

وشدد علينا:

ـ يجب التنفيذ حتى لو تعرضتم إلى الموت.

وافقنا وقمنا بالمهمة خير قيام، وكان يشرف على التنفيذ الرفيق الخالد (سلام عادل)، والرفيق محمد صالح العبلي، ولا يفوتني القول انه إمعانا في ضبط الوقت اخذ الرفيق العبلي ـ ليلة التنفيذ ـ ساعاتنا جميعاً، وضبطها ضبطاً واحداً حدّ الثانية.

 

محمد صالح العبلي

·  عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي.

· من أبناء عائلة مناضلة بمحافظة ديالى، شقيقه القائد النقابي المعروف كليبان صالح.

·  قاد المقاومة الباسلة ضد انقلاب 8 شباط الأسود في باب الشيخ وعكد الأكراد ببغداد.

·  تعرض إلى تعذيب شرس من قبل الذئاب البعثية بعد اعتقاله منتصف 1963.

·  حفر له المجرمان خالد طبرة وسعدون شاكر حفرة وأنزلاه فيها وهو فاقد الوعي جراء التعذيب الوحشي، فأطلق الثاني الرصاص عليه انتقاما من صموده وإبائه.

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.