اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

مبدعون وابطال الحرية

• مات رجلا.. وعاش أسطورة

أمير علي عبد الجبار

·        مات رجلا.. وعاش أسطورة

 

 

 

"أحس على وجهي بألم كل صفعة توجه إلى مظلوم في هذه الدنيا فأينما وجد الظلم فذلك هو وطني" كلمة بسيطة ورائعة تتجمع فتكون جملاً تنطوي خلفها عاطفة مشبوبة وروح ثورية مشتعلة تلتمس فيها نكران ذات منقطع النظير وإحساس عال بالانتماء إلى المظلومين والمسحوقين، خطتها أيادي شخص عاش حياته طفلاً من عائلة متوسطة الحال امتازت بصفات رائعة كثيرة وإنسانية إلى ابعد الحدود من حب العدالة وكره الفاشية والاهتمام بالأدب والموسيقى ونفور من المال ووسائل جمعه. اجبره مرضه المشؤوم (الربو) على الانتقال هو وعائلته إلى (ألتا جراسيا) منتجع مياه معدنية قرب قرطبة، وشاباً يافعاً يدرس في كلية الطب في جامعة بوينس ايرس، ورجلاً ثائراً في غواتيمالا.

جبال (سايرا مايسترا) وساحات وأزقة سانتا كلارا ما زالت تتذكره والكونغو وبوليفيا لن تنساه وفي كوبا ما زال حاضراً يسكن في قلب كل ثائر طموح وفي قلب كل جائع محروم وفي قلب كل فقير مسحوق.

 

كان القلم، وكانت البندقية.. فكان ارنيستو تشي جيفارا

من يلاحظ شخصية جيفارا سوف يرى ويلمس جوانبه المتعددة في شخصيته الرائعة، حيث نراه طبيعياً في جبال (سايرا مايسترا) يطبب الفلاحين والفقراء ويضمد جروح رفاقه الثوار ونراه في سانتا كلارا يحمل بندقيته، رفيقته في دربه الكفاحي الطويل على كتفه تلتف حوله الجماهير لتشكره فيبتسم ويقول: "لم افعل هذا، كلنا فعلنا ذلك" ونراه كاتباً مبدعاً ولبقاً حين نقلب صفحات (يوميات دراجة نارية) أو(على الطريق ثانية) ونراه متحدثاً واضح العبارة وبسيط الأسلوب في آسيا وافريقيا وأمريكا اللاتينية ودول المنظومة الاشتراكية ونلتمس في أكثر من موقف رومانسي في تعامله مع زوجته وحنانه على أطفاله.

جيفارا الشخص الذي لم يمهله القدر ترك لنا ارثاً ثقافياً وثورياً ننهل منه كلما تطلعنا إلى التغيير. علمنا جيفارا الكثير، علمنا أن نمقت الأنانية ونحس بغيرنا من الناس المسحوقة في العالم، علمنا أن نؤمن بإرادة الشعوب فإذا فشلنا فغيرنا سيحاول وإذا فشل فغيره سينجح حتما. علمنا جيفارا أن نعشق الأرض التي نمشي عليها ونقبل ترابها ونبعد الأقدام الحاقدة التي تنجس طهارتها. والسؤال هنا هل الرصاصة التي أطلقتها بندقية أمريكية ونفذت إلى صدر جيفارا الطاهر فأردته قتيلاً هل استطاعت أن تمحوه من ذاكرتنا؟ هل الروح الثورية التي سكنت جسده حبست ودفنت معه؟ كلا، ان الروح لم تمت ولم تحبس بل عاشت وسكنت في أعماق كل ثوري عاشق للأرض وللإنسانية. إذا كان جيفارا الإنسان قد ولد في الأرجنتين عام 1928 فجيفارا المناضل ولد في كوخ فلاحي فقير في بوليفيا في 1967.

اليوم الذي سقط فيه جيفارا الإنسان قتيلاً ولد جيفارا الخالد.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أمير علي عبد الجبار

جريدة "طريق الشعب" ص – الأخيرة

الخميس 7 / 10 / 2010

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.