اصدارات

كتاب جديد لمطرب المقام العراقي حسين اسماعيل الاعظمي

 

كتاب جديد لمطرب المقام العراقي حسين اسماعيل الاعظمي

صدر في بيروت عن دار الذاكرة كتاب جديد لمطرب المقام العراقي حسين اسماعيل الاعظمي، يروي فيه حكاية فوزه بالجائزة العالمية –ماستربيس- عام 2003. في خضم الفوضى العارمة التي رافقت الاحتلال البغيض لبلدنا العراق العزيز. وقد نشرت جريدة –العرب- اللندنية موضوعا في هذا اليوم 30/10/2020  وبهذه المناسبة.

 

كتاب يوثق لنصر فني عراقي ظل منسيا ومهمشا

الفنان حسين الأعظمي يدق ناقوس الخطر حول تلاشي المقام العراقي.

الجمعة 2020/10/30

جريدة العرب اللندنية

بقلم د.باهرة الشيخلي

قراءة المقام العراقي فن ضارب في القدم، ويعود انتشاره إلى زمن الخلافة العباسية. وقد تناقلت الأجيال تلو الأخرى شفاهيا هذا الفن العريق، لكنه يشهد اليوم تراجعا خطيرا يهدد بزواله، رغم اعتراف الأمم المتحدة به تراثا إنسانيا. ورغم جهود الفنان العراقي حسين الأعظمي للعناية بهذا الفن، وهو الذي نال جائزة عالمية حول المقام العراقي، فإن الإعلام قد همشه.

يثير الكتاب الجديد لقارئ المقام العراقي الفنان حسين الأعظمي بعنوان “اعتراف الأمم المتحدة بالمقام العراقي”، مفارقة لافتة للنظر. فقد فاز العراق بموضوع تراثه الغناسيقي، ممثلا بموسيقى المقام العراقي وغنائه، في مسابقة عالمية نظمتها منظمة اليونسكو في الأمم المتحدة وشاركت فيها معظم دول العالم، وبهذا الفوز يقطع العراق شوطا علميا وفنيا وثقافيا كبيرا، في حين أن هذا التراث، موسيقى وغناء المقام العراقي، يعيش في موطنه العراق في انحسار وتقهقر وربما يسير نحو الاضمحلال.

قد نجد تفسيرا لهذه المفارقة أن البلد، الآن، يعيش في ظل فوضى عارمة مستمرة أوجدها الاحتلال الأميركي للبلاد منذ سنة 2003، لكن ما لا يمكن تفسيره هو أن هذا الفوز العربي لم يلفت نظر وسائل الإعلام العربية فلم تحتف به ولم تذكره.

ضد النسيان

يمكن وصف هذا الفوز بأنه مظلوم لأنه جاء في خضم احتلال العراق سنة 2003، مما دعا المؤلف إلى توثيقه في كتاب.

يبدي مؤلف الكتاب اعتقاده أن إعداد مثل هذا الكتاب الذي يحكي قصة فوز العراق بالجائزة العالمية، هو ظاهرة صحية ذات مدلول تاريخي مهم جدا، أو في الأقل، أنه وضع هذا الكتاب تفاديا لضياع حقوقه الشخصية المعنوية والتاريخية، وحقوق من عمل معه طوال إنجاز البحث والفيلم الوثائقي والـCD (القرص المدمج)، وربما ردا على بعض الذين يحشرون أسماءهم في هذا الإنجاز التاريخي العالمي، وهو ما عثر عليه المؤلف فعلا وقرأه من خلال تصفحه الدائم في مواضيع الإنترنت، إذ أن بعض الباحثين أو غيرهم قدموا أنفسهم بصفتهم مساهمين في هذا العمل والفوز، ناهيك عن الذين يكتبون عن هذا الفوز وثماره التاريخية، دون أن يشيروا إلى اسم الفائز، وهو المؤلف نفسه، أو إلى فريق عمله، الذي ساعد بصفة فعّالة على هذا الإنجاز التاريخي للعراق.

يقول المؤلف، في مقدمة الكتاب: هذا الأمر “أدى إلى تأثري واستيائي كثيرا من مثل هذه السرقات الثقافية والمعنوية، وخلق عندي الحافز الكبير جدا في أن أعد هذا الكتاب الذي بين يديك عزيزي القارئ الكريم، حفاظا على الحقيقة وأمانة العمل، الذي من خلاله فاز العراق وفزنا به بين شعوب العالم، فالمسابقة أنا الذي كلفت بها، وأنا الذي خضتها، وأنا الذي اخترت فريق العمل المساعد لي، وأنا الذي أعرف بدقة من له فضل فيها ومن عمل على مساعدتي في هذا الفوز التاريخي الكبير”.

يدق الكتاب ناقوس الخطر بشأن موسيقى وغناء المقام العراقي، وينبه إلى أنهما في خطر حقيقي أكثر من أي وقت مضى، بل أن العراق كله يمر بأكبر خطر مر به ويمر على مدى تاريخه الطويل الموغل في القدم.

يمكن وصف هذا الفوز بأنه مظلوم لأنه جاء في خضم احتلال العراق سنة 2003، مما دعا المؤلف إلى توثيقه في كتاب.

يدق الكتاب ناقوس الخطر بشأن موسيقى وغناء المقام العراقي، وينبه إلى أنهما في خطر حقيقي أكثر من أي وقت مضى، بل أن العراق كله يمر بأكبر خطر مر به ويمر على مدى تاريخه الطويل الموغل في القدم.

أهمية الكتاب

الفوز بالجائزة الدولية اعتراف من الأمم المتحدة بالمقام العراقي تراثا غنائيا موسيقيا لتعتمده ضمن تراث شعوب العالم. ويتوقع أن يثير هذا الكتاب انتباها واسعا بين الأوساط الفنية بخاصة والأوساط الجماهيرية بعامة، وسيعطي اقتناعا شعبيا كبيرا بأهمية وقيمة جائزة الماستر بيس العالمية (a Masterpiece)، التي فاز بها العراق سنة 2003 في المسابقة العالمية الدورية، التي نظمتها الأمم المتحدة/ منظمة اليونسكو في باريس سنة 2002.

ويتفاءل المؤلف بأن صفحات هذا الكتاب ستعطي أيضا اقتناعا كبيرا بقيمة وأهمية الموسيقى والغناء التراثيين العفويين غير الملموسين الممثلين بموسيقى وغناء المقام العراقي، الذي كان موضوعه ضِمن مضمون البحث، الذي كتبه للمسابقة مع الغناء والتحليل، برفقة الفيلم الوثائقي والقرص المدمج اللذين يدعمان موضوع البحث بصفة مباشرة.

يشير المؤلف إلى القليل من الإعلاميين، الذين كتبوا عن هذا الفوز سنة 2003، ويقول “لعل ما كتبه الكاتب والإعلامي سلام الشماع في هذه المناسبة، بمقالته، التي لاقت استحسانا من الجميع، وعدت واحدة من أبرز ما كتب عن فوز العراق بالجائزة، إن لم تكن أفضل ما كتب فعلا، وقد نشرت في جريدة الجريدة أيضا في عددها 92 بتاريخ 19/ 4/ 2004 في صفحتها الأخيرة، زاوية بعد التحية وبعنوان ‘نصر عراقي‘”.

قال الشماع في مقاله ذاك “بهذا الفوز الدولي اعترفت الأمم المتحدة بالمقام العراقي تراثا غنائيا موسيقيا واعتمدته ضمن تراث شعوب العالم وتوافرت به رعاية وحماية دوليتان، بعد أن عجزت الدولة عن رعايته وحمايته، كما أن من نتائجه أن مشروعا كبيرا بخطة عشرية ستنفذه الأمم المتحدة لصالح المقام العراقي وبإشراف الفنان الأعظمي نفسه يتضمن إنشاء مدرسة للمقام العراقي وأرشفة التسجيلات الصوتية والمرئية وتوثيقها، وهذا مكسب كبير، في وقت يصرح أحد المسؤولين أن موارد العراق لا تكفي رواتب لموظفيه”.

ختاما، فإن هذا الكتاب يعدّ الأول من نوعه، الذي يذكّر بفوز دولي منسي، وهو من طراز الكتب التوثيقية المهمة، التي تخص المقام العراقي.