الكاتب يوسف أبو الفوز: أحترم القاريء ولا أقدم له أجوبة جاهزة!

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

الكاتب يوسف أبو الفوز: أحترم القاريء ولا أقدم له أجوبة جاهزة!

من الخطأ ان نتعامل مع المهاجرين ككتلة واحدة!

ان خطاب الكراهية لا يمكن ان يكون شكلا من اشكال حرية التعبير!

حوار وتصوير يان بيبنغسكولد

نشر في آن واحد في جريدتي "فيكو اوتسيت" و"كيسكي اوسيما" الفنلندية في 28/1/2017

ترجمة واعداد صنوبر قادر 

اتفقت على اللقاء مع الكاتب العراقي يوسف أبو الفوز في مكتبة مدينة كيرافا ، وحين وصلت وجدته بأنتظاري واخترنا مكانا هادئا للحوار عن عالم الكتابة. أسمه الصريح (يوسف هدّاد ) لكنه معروف ويعمل بأسم يوسف أبو الفوز . ويقيم في مدينة كيرافا لاكثر من عشرين عاما، لذا يقال عنه أنه "كيرافي من العراق". في كتاباته يهتم بقضايا العالم وايضا قضايا الساعة، وان موضوعات الحرية والحياة الكريمة، حرية التعبير والعدالة الاجتماعية، تكررت كثيرا في حوارنا، وكان قد ترك بلاده مثل غيره من العراقيين بحثا عنها، وهو أيضا يتناولها في المحاضرات والندوات العامة، وفي جزء من نشاطاته يهتم بهموم ابناء وطنه العراق الذين اضطروا الى اللجوء الى فنلندا.

يقول الكاتب : أن الشباب في العراق، فقدوا الامل بحياة حرة كريمة، ولهذا نسبة كبيرة منهم تفكر في مغادرة العراق. أن هؤلاء الشباب عند وصولهم فنلندا لا يعرفون عادات البلاد وثقافة المجتمع جيدا . لذا فهم بحاجة الى الكثير من المعلومات لاجل التكيف مع الحياة الجديدة. أن تعلم اللغة الفنلندية مهمة جدا لذلك ، ولكن هناك حاجة لتعلم امور أخرى أكثر .

ـ في فنلندا ، توجد المساواة الحقيقية بين الرجل والمراة، وان المرأة الفنلندية لها استقلالية وحرية كبيرة ، ولا يوجد مثل هذا في العراق، فبالتأكيد يحصل الكثير من سوء الفهم .

عاش الكاتب في فنلندا لفترة طويلة. ويعتقد انه لاجل التكيف مع الحياة من الضروري الحصول على عمل. يعتقد ان العمل يساعد على الحصول على اصدقاء فنلنديين ومن الضروري للمهاجر عدم الاكتفاء بالاصدقاء من بلده الاول فقط . ان العزلة والتهميش خطأ كبير.

ويقول الكاتب ان الشباب اذا لم يملكوا الامل في حياتهم فأن الكراهية تكبر في نفوسهم . ويعتقد ان من الخطأ ان نتعامل مع المهاجرين او اللاجئين ككتلة واحدة ، لانهم ذوي خبرات وتجارب مختلفة في الحياة.

ــ ان الجماعات الاسلامية المتطرفة، واليمين الفنلندي المتطرف ، وجماعات مثل "جنود اودين"  توجد بينهم خطوط مشتركة كثيرة وهي كلها لغير صالح المجتمع الفنلندي .

يقول ان خطاب الكراهية لا يمكن ان يكون شكلا من اشكال حرية التعبير. ويجب ان نميز جيدا بينهما، وللاسف ان الحكومة الفنلندية الحالية لا تفعل الكثير لمنع هذا.  اننا بحاجة الى ضخ المزيد من المعلومات عن الجماعات المختلفة لخلق فهم مشترك متبادل وعلاقات توافق وسلام .

ـ شخصيا ككاتب بادرت كثيرا لزيارة المدارس الثانوية والمتوسطة وحتى بعض رياض الاطفال بشكل تطوعي للحديث عن مختلف المواضيع التي تصب في اطار فهم معنى واهمية التعدد الثقافي .

في العراق، في عهد صدام حسين، ان المساواة والحلم بالحرية وحرية والكتابة لا تجلب الامان للشخص :

- كتبت مرة عن نصا عن فتاة جميلة اجتازت باب القاعة تحت الضوء بثوب ازرق . أستدعيت للاستجواب من قبل رجال الامن في الكلية :

- سألوا لماذا ملابس الفتاة زرقاء، هل هذا رمز لبدلات العمال، هل هو رمز للافكار اليسارية؟

-  ان الكلمة لها طاقة وتأثير. ان الكلمة لها قوة، وان حكومة قد خافت من قصيدة شعر عن فتاة.

أن أسلوب الكتابة هو المهم بالنسبة للكاتب يوسف أبو الفوز فهو يريد أن يعطي القارئ فرصة للتفكير:

- أحاول ان لا أعطي أجوبة جاهزة في اعمالي الادبية . أنا أحترم قاريء اعمالي الادبية، واعتقد انه ذكي وقادر على العثور على إجابات بنفسه. اعتقد ان القاريء يستطيع بنفسه ان يستنتج ما هي طبيعة هذه الشخصية، هل هي طيبة او سيئة، بعد ان اقدم له المواقف واصف الحالات .

- عندما أخلق شخصيات في رواياتي، ابحث كثيرا وبشكل جدي في تطورها وتكوينها، وخلال عملية الكتابة، فإنها تصبح بالنسبة لي شخصيات حية وارتبط بها. أن عملية الكتابة هي جهد معقد ومتعب جدا.

- عندما استغرق في عملية الكتابة، انقطع تماما عن العالم الخارجي ، لا أرى ولا أسمع شيئا من حولي . زوجتي شادمان تعرف ذلك وتعاني احيانا ، فأنه قد تنادي عدة مرات لكني لا اسمعها .

-  عملي الابداعي لا يمكن ان انجزه بدون دعم من شادمان وايمانها بي، نحن ليس فقط نحب بعضنا البعض نحن ايضا اصدقاء جيدين .

وقد ساعدت الخلفية الثقافية والخبرات الخاصة للمؤلف يوسف ابو الفوز أن يفهم  كيفية تأثير الإنسان بالمحيط لاختيار لغة الشخصيات الخاصة. فان مفردات تعبر عن الجمال عند صياد السمك  ترتبط بعمله.  يوسف ابو الفوز قادم من عائلة فقيرة، لها نضالاتها في العمل لاجل المساواة والعدالة الاجتماعية للجميع :

- بسبب من فقر العائلة، فاني اضطررت للعمل في مهن مختلفة، وقابلت الكثير من الناس، وتعلمت منهم، وفهمت ان لكل انسان له قاموسه الخاص، فأسمع الناس ومن نوعية وطبيعة مفرداتهم يمكن تشخيص طبيعة الشخصية وميولها السياسية او انتمائها، فكل أنسان لديه مفردات مختلفة.

 ــ ومع التقدم في عمل في اي كتاب ، فأني استغرق وقتا طويلا، في المراجعة والتصحيح، فكل جملة ، وكل كلمة تحتاج الى جهد خاص .

- أن كتاب من مائتي صفحة يمكن للقاريء يمكن يقرأه في يوم او يومين، لكنه قد يستغرق مني عمل سنتين وربما اكثر .

 عرف يوسف هداد في سن الثالثة عشر أنه سيصبح كاتبا. اعطاهم معلم اللغة العربية مهمة كتابة انشاء عن رجل طيب أسمه أحمد، وعليهم ايجاد مشكلة له ومساعدته على حلها في صفحتين .  كتب يوسف موضوعا اكتشف المعلم أنه قصة ولفتت انتباه المعلم :

- غيرت  هذه القصة كثيرا من حياتي .

وقال إنه كان يريد أن يدرس في مجال السينما، لكنه لم يستطع لأسباب سياسية. فدرس الاقتصاد، ولكن أيضا استمر بالكتابة. في وطنه العراق لم تكن هناك حرية التعبير والتفكير، لذلك كان عليه وهو شاب ان يذهب في رحلة طويلة حول العالم، والتي أتت به إلى مدينة كيرافا الفنلندية ، وعمل طويلا كصحفي  ومعلم تأريخ ولكنه دائما يكتب .