لقاء مع الاستاذ الدكتور عامر ابشاره// باسل شامايا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 لقاء مع الاستاذ الدكتور عامر ابشاره

باسل شامايا

 

تتسابق الكلمات وتتزاحم العبارات لوصف ما يبذله المربي والاستاذ من جهود حثيثة ومواظبة دءوبة وتفاني واخلاص مستثمرا الامكانيات المتاحة من اجل اعداد كوادر من مختلف الاختصاصات العلمية والادبية ليعتمدها الوطن في عملية بناء المجتمع ورقيه والوصول به الى مستوى الطموح والى مصافي الشعوب المتقدمة.. فكم هو جميل ان يكون شمعة تنير درب الشباب والمتلهفين الى مجتمع تسوده المحبة والثقافة والتحرر من براثن الجهل والتخلف وكم هو اجمل واروع ان التقي اليوم مع احد هؤلاء الذين صنعوا المجد للطلبة قادة المستقبل وبفضلهم فهموا وادركوا معنى الحياة ، فلهم كل التبجيل والوقار..  لقد كان لي شرف اللقاء مع احد ابناء القوش المتألقين في سماء العلم والمعرفة ومن خلاله يستقي الطلبة علوم الحياة والتجارب ليقفوا بكل ثقة بالنفس لمواجهة معاناة الناس الصحية والعمل من اجل تذليلها.. اهلا وسهلا بالضيف العزيز الدكتور الاستاذ عامر عبدالله ابشاره الذي هلّ فجر ميلاده في بغداد عام 1964 وانهى دراسته الابتدائية في مدرسة المكاسب/ بغداد عام 1976 والمتوسطة في مدرسة ابن الهيثم عام 1979 والثانوية في اعدادية النضال عام 1982 ثم حصل على شهادة البكلوريوس من كلية الطب جامعة المستنصرية عام 1988 واكمل الاقامة الدورية لمدة سنتين في مستشفى اليرموك التعليمي ( اول تعيين كمقيم دوري ) في 1988– 1990 واصبح معيدا في كلية طب المستنصرية في فرع الاحياء المجهرية عام 1991 ثم حصل على شهادة الماجستير في الاحياء المجهرية من كلية الطب الجامعة المستنصرية عام 1996 واخيرا حصل على شهادة البورد العراقي في الاحياء المجهرية والمناعة من الهيئة العراقية للاختصاصات الطبية في بغداد عام 2004 .. اصبح عضوا في الهيئة التدريسية لفرع الاحياء المجهرية كلية طب المستنصرية حتى عام 2007 ثم انتقل الى كلية الطب في جامعة دهوك بصفة تنسيب لمدة سنتين وبعدها اجرى نقل خدمات الى كلية طب دهوك وما زال مستمرا بالعمل في نفس الكلية ولقبه العلمي استاذ مساعد. ومن الناحية الاجتماعية اقترن من السيدة مي صباح جيجو عام 1997 وهي مهندسة كهربائية تخرجت من جامعة بغداد عام 1995 وقد انجبت منه ولدين وبنت واحدة.. رافل مواليد 1999 طالب كلية الطب وراني مواليد 2001 طالب الصف السادس الاعدادي ونادين مواليد 2005 طالبة في المرحلة المتوسطة.

 

س// برأيك ما هي اسباب تفوق بعض الطلبة واخفاق البعض الآخر ...؟

ج//- التكوين النفسي للطالب ووجود طموح شخصي ورغبة ذاتية للتفوق

-هذا يستند الى وجود مستوى من الذكاء يتميز به الطالب يعينه على تحقيق طموحه بالتفوق

- الجو العام الذي يحيط بالطالب في البيت حيث يتوجب توافر بيئة سليمة تشتمل على علاقات طبيعية مرنة بين افراد العائلة وخاصة بين الاب والام وهذا يشمل المساعدة في تذليل العقبات التي يواجهها الطالب والحث الذي يمارسه الوالدين .

– المدرسة وتاثيرها الكبير من جهة العلاقة مع المدرسين الذين يمارسون دورا كبيرا لايصال المعلومات العلمية بالصورة الصحيحة وتشجيع الطالب على التنافس والتفوق.

– عند توفر هذه الظروف والامكانات سيتفوق الطالب واذا حدث خلل في احدى النقاط اعلاه فانها ستكون حجر عثرة في طريق التفوق.

- نلاحظ في الكلية ان بعض الطلبة من الذين تفوقوا في الدراسة الاعدادية وحصلوا على مقاعد في كلية الطب او سواها لا يواصلون طريق التفوق بل يحدث اخفاق اشبه بالانتكاسة وهذا امر قد يبدو للكثير من المتابعين للعملية التدريسية بالغريب . حقيقة الامر وحسب اعتقادي ان هذا الطالب الذي تفوق سابقا اي اكتملت لديه موجبات التفوق في هذه الحالة فان الاخفاق قد يعود الى عدم صحة اختيار الطالب للكلية المعنية اي بمعنى ان الطالب كان سيستمر بتفوقه لو اختار كلية اخرى تتطابق مع توجهاته وهذا امر مهم واعتقد اننا لا نملك حتى الان المعايير او الاسس التي ينبغي اتباعها لمساعدة الطالب على حسن الاختيار.

 

س// كيف تقيم العلاقة بين الاستاذ والطالب...؟

ج// ان نوع العلاقة بينهما مهمة لدرجة انها قد تحدد درجة انجذاب الطلبة للمحاضرات التي يلقيها الاستاذ فكثيرا ما سمعنا عن اساتذة اكاديميين اجلاء يملكون من العلم الكثير ولكن بسبب العلاقة التي تتكون مع الطلبة تجد طلبتهم لا ينجذبون الى محاضراتهم لاسباب عدة . بالنسبة لي اعتقد ان الهدوء في التعامل مع الطلبة وعدم التشنج والعصبية والضغط النفسي والاستماع اليهم مهم جدا اي من الضروري اشعاره بالراحة النفسية خلال المحاضرة وان لا يكون حضوره من اجل الحضور فقط فتجدهم يشاركون في الاجابة على الاسئلة من دون خوف من ان يكون الجواب غير صحيح فمجرد المشاركة في الاجابة تعني ان الطالب منجذب للمحاضر ومندمج مع المادة العلمية وهو الهدف من المحاضرة .فالعلاقة بينهما يملك فيها الاستاذ معظم مفاتيح العلاقة وخبرته واسلوبه هو الذي يحدد كمية المعلومات التي يستطيع نقلها لطلبته وهو اهم ركن في التعليم الجامعي.

 

س// ما هي نصيحتك للطالب .؟

ج// عدم الشعور باليأس والقنوط عند مواجهة مشكلة في احدى المواد ولتعلم ان موضوع ظهور المشاكل ليس موضوعا شخصيا بل حالة عامة تجابه معظم الطلبة ومن ضمنهم المتفوقين . كما يجب ان لا يتصور ان دخوله الى كلية ما يعني نهاية الامر وان لا حاجة لمواصلة الجهود فلسان حال بعض الطلبة يقول: اننا قد حصلنا على مقاعدنا وكفى وفي النهاية سنحصل على الشهادة، اقول لهؤلاء ان الاستاذ الجامعي الذي قرأ وكتب الكثير في حياته لا يمكن ان يتوقف عن الاستزادة من العلوم وبعكسه سوف يصبح مدرسا او محاضرا غير فعال لان العلم يتطور بسرعة لا يتصورها الكثير من الناس فكيف اذا بالطالب الذي لا زال يجمع المعلومات الاولية في العلم والاختصاص الذي اختاره. اؤكد لمثل هؤلاء بانهم لن يكونوا افرادا او خريجين ناجحين ولن يقدموا شيئا لمجتمعهم الذي ينتظرهم بفارغ الصبر لتادية الواجب وحسب الاختصاص.

 

س// ما هي اهم نتاجاتك ونشاطاتك العلمية خلال سني حياتك ...؟

ج//اقوم بتدريس طلبة كلية الطب وكلية الصيدلة والعلوم الصحية مادة الاحياء المجهرية الطبية وتدريس طلبة الدراسات العليا: الماجستير- الدكتوراه– طلبة البورد العراقي والكوردستاني.

- الاشراف على بحوث طلبة الماجستير.

  – اجراء البحوث العلمية المرتبطة بالجانب الطبي.

– المشاركة كعضو في عدة لجان داخل الكلية واهمها اللجنة العلمية ولجنة ضمان الجودة للعملية التدريسية ولجنة الدراسات العليا.

 

س// كيف تنظر الى الوضع السياسي في العراق ومدى تاثيره على المستوى الدراسي...؟

ج// للوضع السياسي عموما تاثير كبير على المستوى الدراسي وابسط مثال التهجير الذي طال الكثيرين ومنهم ابناء المكون المسيحي. من الواضح جدا ان ارغام الطلبة على ترك المحل الطبيعي للحياة وهو بيت العائلة واجبارهم على العيش في خيام ومن ثم تنظيم مدارس متنقلة في كرفانات لمواصلة الدراسة هو عامل ذو تاثير سيء على كل العملية التربوية ناهيك عن التفوق بل ان هذا قد يدمر كل الطموح الشخصي للطالب نحو موضوع الهجرة التي يقدم لها مبررات ما آلت اليه الامور وهكذا يضعف موقف المعارض للهجرة ولا يستطيع ان يجادل باسلوب منطقي ومقنع فالامور وصلت الى حافة الهاوية والطالب لا يعلم ان كان سيعود الى بيته ام لا.

 

س// هل انت مع ظاهرة الهجرة التي تنخر في جسد مجتمعنا ولماذا ...؟

ج// لا اريد ان اكون مغاليا في الاجابة على هذا الموضوع  ولكن هناك في داخل كل انسان اتجاهان يتصارعان الاول هو ما تمليه غرائز الانسان والبحث عن الفرص الضائعة من الحياة التي لا يجدها الانسان الا في المهجر وهكذا تسمى بلاد المهجر بارض الفرص التي ترضي رغبات الجميع ، اضف الى ذلك المساحة الواسعة من الحرية اللامحدودة التي تجذب انظار الشباب خاصة لاشباع الغرائز ولكن لأكن منصفا: فالهجرة قد تفتح باب التفوق وتحقيق الطموح الشخصي المشروع والتميز بين ابناء ذلك المجتمع وهذا ما يغري اصحاب الشهادات على اختلاف اختصاصاتهم ولنا امثلة عديدة من ابناء بلدتنا من الذين برعوا وتميزوا بين ابناء البلدان التي اختاروها للاستقرار فيها. اما الاتجاه الثاني فهو المتعلق بالعاطفة الشخصية التي تتحكم بالانسان وتدير عقله نحو البقاء والالتصاق بالارض والشعور بالدفء العائلي والعمل لخدمة مجتمعه، ومن هذا الاتجاه يرى الانسان انه لا يريد ان يقطع السلسلة التي اوجدته هو وغيره على هذا الجزء او ذاك من الارض التي ينتمي اليها. ماذا لو حاسبنا الاسلاف على عدم الوفاء فقد استلمنا الامانة من الذين سبقونا ولكن ان قررنا الرحيل لن نسلم الامانة لمن سيأتي بعدنا (هل هذه خيانة؟) ماذا سنقول لمن في القبور ومن سيزورهم؟ من سيتلو الصلوات على شواهدهم؟ فارواحهم ترفرف بين ظهرانينا وان رحلنا فلن تصاحبنا..! هكذا يتصارع الاتجاهان وعندما تميل كفة احدهما يقرر الانسان البقاء او الهجرة.

 

س// كيف تقيم الوضع الاجتماعي في بلدة الاباء والاجداد ..؟

ج// كلنا نحب بلدتنا ولكن اذا اردت الحديث عن موضوع يخص القوش فسأختار تراجع المستوى العلمي للطلبة والمعيار هنا هو عدد الحاصلين على معدلات عالية تأهيلهم للدخول في الكليات التي يختارونها. طبعا انا لا املك احصائيات عن العدد الحقيقي للخريجين ونسبة المتفوقين منهم ولكن مقارنة بسيطة بين اعداد المتفوقين بالامس واليوم تعطي استنتاجا سريعا بان هنالك مشكلة وهذه المشكلة متعددة الاوجه والاسباب تبدأ بالوضع العام غير المستقر للبلد وتاثيراته على الشباب وطبعا مرة اخرى اشير الى موضوع الهجرة التي اضحت سهلة ويعتبرها البعض البديل المتوفر..؟ تجد الشباب يعللون ذلك بالظروف ولكن الجميع يهرع الى اماكن التسلية من نوادي وكافتيريات وبعضها بعيدة نسبيا عن القوش ويمضون ساعات طويلة قد تمتد حتى الفجر وبشكل شبه يومي.

 

س// ماذا تقول في كلمتك الاخيرة بهذا اللقاء ....؟

ج// في كافة ارجاء العالم هناك الطالح والصالح وهنالك الجانب الحالك الظلمة وجانب آخر منير. دعونا جميعا نذكر ونكرر ان هناك جانب منير يستطيع ان يزيل او يخفف الظلام ولكن على ان لا نكون متفرجين بل بالعمل النشط الدءوب والمخلص. لا معنى للحياة مع اليأس والقنوط.