لقاء مع الاخت الراهبة الدومنيكية والمربية الفاضلة افراسيا لالو جحولا// باسل شامايا

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 لقاء مع الاخت الراهبة الدومنيكية والمربية الفاضلة افراسيا لالو جحولا

باسل شامايا

 

تتسابق الكلمات وتتزاحم العبارات على اسطر وريقاتي البيضاء بحق انسانة مثابرة دؤوبة طموحة ومولعة في كل ما يغني ارشيفها من الثقافة بمختلف اصنافها ، وقد سنحت لنا الفرصة للقائها في ديرها الذي تمارس فيه حياتها الروحية الى جانب قريناتها من الاخوات الراهبات الفضليات اللاتي كرسن حياتهن من اجل التقرب الى الله وخدمة المجتمع الانساني بشكل عام ... يسعدني ويشرفني ان اجري لقائي مع الأم الرؤوم والاخت الحنون الفاضلة التقية ماسير افراسيا لالو جحولا التي سطعت شمس ميلادها في بلدة قره قوش عام 1943 من عائلة ملتزمة تسكن في بيت متواضع بسيط كان يبلغ عدد افراده ثلاثة اشقاء وخمس شقيقات اضافة الى الوالدين .. كان رب العائلة معروف بطيبته وعلاقته الطيبة باهل المنطقة .. انهت دراستها الابتدائية في مدرسة الراهبات الدومنيكيات وبعد السادس الابتدائي دخلت الدير ومعها تسع طالبات في منطقة موصل الجديدة واكملت الراغبية والابتداء ثم اكملت الدراسة المتوسطة ومن ثم اكملت دراستها في ثانوية الفنون البيتية في الموصل وتخرجت منها عام 1969 و اصدر امر تعيينها  عام 1970كمعلمة في مدرسة القديس عبدالاحد في الموصل واستمرت في هذه المدرسة لمدة عام واحد .. وانتقلت الى مدرسة تلكيف الاهلية ومكثت فيها خمس سنوات ثم انتقلت الى مدرسة القوش الابتدائية وبقيت هناك 14 سنة ومن هناك انتقلت الى مدرسة عينكاوا الابتدائية ولمدة اربع سنوات ثم الى ثانوية عينكاوا للبنات وبقيت فيها كمنسبة لتدريس التربية المسيحية لمدة 12 سنة . وبعد ذلك عملت في مدرسة ببرطلة ولمدة سنة ثم كلفت وبطلب رسمي ان تدرّس مادة اللغة الانكليزية في المدرسة الاهلية في تلكيف ولمدة سنتين  ومن تلكيف الى باطنايا وفي عام 2006 احيلت الى التقاعد بعد خدمة 35 سنة من التعليم والتدريس .. ثم عادت الى القوش بعد فراقها ولمدة 30 سنة لتعود الى سابق عهدها

 

س// في اي من البلدان في العالم عملت كمربية ...؟

ج// 1- في الاردن درّست دورة التعليم المسيحي

2 – سنة تجديد بدون راتب في جامعة الكسليك بلبنان لدراسة الكتاب المقدس واللاهوت

3- ارسلت الى الاردن مرة اخرى في سفارة الفاتيكان عام 2006 – 2008

4- الى ايطاليا / بيزا مشروع للضيوف والطالبات الجامعيات .

5// وللمرة الثالثة اتوجه الى الاردن ولكن كانت المرة الاخيرة الى مدينة الزرقاء وبقيت فيها اربعة اعوام لمساعدة الاخوات في الدير .

6- عملت في لبنان في ميتم غدراس للبنات العائدة للاخوات الدومنيكيات لمدة سنة ونصف .

 

س// في اي عام دخلت دير الرهبنة ...؟

ج// منذ صغري كنت اقضي جل اوقاتي مع الاخوات الراهبات وكنت اتمنى ان ابقى قريبة منهن على الدوام .. حيث تلقيت التعليم المسيحي معهن وبينهن منذ نعومة اظفاري.. في عام 1959 دخلت حياة الرهبنة في دير موصل الجديدة للراهبات الدومنيكيات.. كنت حينها بعمر 16 سنة ومكثت في هذا الدير 11 سنة.

 

س// متى بدأت بالكتابة وكيف ..؟

ج// احيانا كانت تاتيني افكار وتخيلات في الليل والنهار فاجسد ذلك بالكتابة وكتابة كل ما كنت اتحسسه لذلك كانت الورقة والقلم لا تفارقاني ليلا ونهارا ..و في عام 2005 كنت في عينكاوا حيث كانت لنا مكتبة زاخرة بمختلف انواع الكتب  افضل دائما الانزواء في اماكن هادئة لكي اتفرغ للقراءة والكتابة وتحديدا في عام 2002 بدأت بالكتابة على شكل خواطر وقطع نثرية وكنت قد شاركت في نشرة القديسة كاترينا وكتبت الشعر بالرغم من انني لست بشاعرة لكنني اتحسس بالشعر وبجماليته واستسيغ قراءته .

 

س// هل كان لحياتك الرهبانية تاثير مباشر في توجهاتك الثقافية العامة ...؟

ج// نعم ..! فمن خلال حياتي الرهبانية تمكنت من قراءة كتب عديدة ( روحية – تربوية- سير القديسين – ناهيك عن كتب ثقافية عامة ) وكنت اكتب الاشياء المهمة منها ولا زلت .. استفدت كثيرا من خبرتي في مجال التدريس وخاصة في الثانوية وكذلك من خلال متابعتي للشعر والشعراء وفي مختلف المواضيع .

 س// كم سنة عملت كمربية ..؟

ج// عملت مربية منذ عام 1969 اي بعد تخرجي من الفنون البيتية وفي مدارس كثيرة .. لم استقر في مكان ما بل كنت متنقلة من مدرسة الى اخرى ومن مدينة الى اخرى ومن بلد الى اخر لتأدية رسالتي الانسانية في التعليم والتدريس وبالرغم من احالتي الى التقاعد لكنني ما زلت مربية في القوش العزيزة .

 

س// ماذا يحوي ارشيفك الثقافي منذ شروعك في الكتابة ...؟

ج// لقد كتبت ونشرت مواضيع عدة نالت رضا واستحسان القراء والمتابعين وكان اول المواضيع التي كتبتها عن ميلاد يسوع المسيح له المجد عام 2002 وعلى اثر تهجيرنا القسري من بلداتنا العزيزات كتبت العديد من القطع الشعرية نشرتها في نشرة  القديسة كاترينه السيانية |..  وكتبت عبر من التاريخ – والصداقة والحب في ضوء  حب المسيح وغيرها من المواضيع .. وبتاريخ 29 / 4/2018 اصدر لي الجزء الاول من  كتاباتي وخواطري الايمانية والذي احتوى على 34 منشور .. طبع في الاردن واشرف على طبعه زكريا فاضل .

الجزء الثاني من كتاباتي قيد الطبع حيث يحتوي على 62 منشور مع احدى عشر قصة قصيرة .. وما زلت متواصلة في الكتابة ولم افكر في التوقف لرغبتي وولعي الشديدين  بها ..

                                                                                            

س// هل كان يعيق طموحك الثقافي التزاماتك وواجباتك الروحية ..؟

ج// اطلاقا ...! بل العكس هو الصحيح حيث كان كل التزام روحي يقابله زيادة في طموحي وتوجهاتي الثقافية ويزيد بشكل ملحوظ من شدة تعلقي بهما .

   

س// ما هي اهم انجازاتك ..؟

ج// تلقيت دورات عدة في الموصل وتللسقف .. دورات في اللغة الانكليزية – الخط العربي- التمريض – استكمال التأهيل – دورة في التعليم المسيحي في الاردن واللاهوت والفلسفة وغيرها في لبنان .. اما الدروس التدريبية التي انجزتها انا هي: - اللغة الانكليزية : في تلكيف – القوش – الموصل- التربية المسيحية للدراسة المتوسطة والثانوية في عينكاوا .. - اجري معي الراديو الكلداني في سانت ياكو ثلاث لقاءات - شاركت في امسية شعرية بمناسبة عيد الحب في نادي القوش العائلي عام 2020  - تعليم التناول الاول في كل من : القوش برطلة – باطنايا – دير مار بهنام – ارموطة _ كويسنجق ) – وفي مدينة العمارة في كنيسة للكلدان - كروبات صلاة في دير عينكاوا  - اخويات مختلفة في الرسالات التي عينت فيها - لقد رتلت قسم من منشوراتي والقسم الاخر على قيد الترتيل .. كنت مسؤولة عن جوقة التراتيل في عينكاوا ولمدة 10 سنوات على التوالي .

 

س// هل توارثت الكتابة من العائلة ام كانت هواية ..؟

ج// الحقيقة كانت رغبتي الجامحة للكتابة هي الحافز الاكبر الذي كان يدعوني لتلبية رغبتي ولهفي للكتابة وكانت تتجسد عندي فكرة الكتابة حينما كنت ارافق اخواتي في سفرات الى المصايف حيث كانت خلالها تستهويني فكرة الجلوس في المقاعد الخلفية بجانب النافذة المطلة على جمال الطبيعة ومن خلال تلك المناظر كانت تجتاحني افكار كثيرة للكتابة والتأليف والشعر وانا اتمعن النظر في سحر الطبيعة الخلاب .

 

س// بمن تأثرت من الادباء والشعراء خلال حياتك ..؟

ج// لقد صادفت الكثير من الادباء والشعراء خلال حياتي منهم في بلدتي قره قوش ومنهم في البلدات التي كنت ادرس فيها كالقوش وعينكاوا فبين فترة واخرى  كنت التقي مبدعا من المبدعين ولا يمكنني ان اذكر جميع تلك الاسماء فاختصرها بشخصية واحدة كانت قريبة عندي بابداعها وتالقها الدائم في مجال الادب انه الاديب السرياني هيثم بردى الذي مد لي يد العون في كتاباتي وفي مجال الشعر الشاعر القس جوزيف ايليا المبحر في بحور الشعر

 

س// هل للعمر تاثير سلبي امام الكتابة والتواصل دون تعثر ...؟

ج// لا اعتقد ذلك بالنسبة لي فانه اطلاقا لا يحول دون تواصلي في الكتابة فقد كانت هوايتي التي تشبثت بها وشغفي للكتابة لا يحده حدود حيث استمر وترعرع معي وكبر مع كبري .

 

س// هل وقف فايروس كورونا امام نشاطاتك الثقافية ...؟

ج// اكيد كان لهذا الفيروس تاثير سلبي على جميعنا ومن اجل الحفاظ على حياتنا وابعاد قساوة المرض عنا اجبرنا على الالتزام بالتعاليم والمكوث في المنزل وبالنسبة لي فقد مرت ما يقارب سبعة اشهر دون لقائي باهلي في قره قوش بقيت حبيسة الدار لم اخرج عن حدود بلدة القوش ولولا الكتابة التي أملأ فيها فراغي لكانت ظروفي النفسية ذات تاثير سلبي مضاعف .

 

س// كيف تختمين اللقاء وآخر ما تتفضلين قوله ..؟

ج// بودي تقديم جزيل شكري وامتناني على تجشمكم عناء الطريق والتشرف لزيارتي من اجل اجراء هذا اللقاء .. اشكر جهودك المثمرة والمتواصلة دون انقطاع حتى في الظروف الصعبة .. تمنياتي بالنجاح والتوفيق في خدمة الثقافة بمختلف اصنافها وفي القوش بشكل خاص و عموم الوطن .