المصيدة – قصة قصيرة
حسين علي غالب
بريطانيا
بجانب صديقه ينظر إلى التلفاز غاضباً:
- انظر ماذا يفعل أصدقاؤنا ، لقد قتلوا البارحة عشرين شخصاً في انفجارٍ صغير.
يمد يده في جيبه ويخرج رزمةً من الأوراق النقديّة, ويلوح بها عالياً:
- تباً، لا أملك مبلغاً كبيراً من المال لأتحرك وأمارس هوايتي المُمتعة ..!!
نهض صديقه من مكانه فرحاً:
-- ما رائيك أن أنفذ لك ما تريد، ولكن بطريقتي الخاصة.
- هيا ما الذي تنتظره، أنت اليوم الزعيم ،ولكن لنفعل شيء.
تقدم وأخذ رزمة الأوراق النقديّة، ركب عربة الشّحن خاصته ومعه صديقه .. تمر الدقائق.. يتوقف بعربته:
--راقب ما سأفعله وتعلم..!!
يخرج من شاحنته, يلوح برزمة النقود عالياً، يصرخ بأعلى صوته أمام حشد للعمال:
-- نريد عشرة عاملين.
يهجم العمال على العربة بشكلٍ هِستيريّ مخيف, يراقب مسروراً، تمر الدقائق وقد امتلأت العربة الشّاحنة خلفها بالعمال .
دخل الرجل شاحنته، يلتفت صديقه إليه :
- ماذا تفعل أنا أريد أن أقتل لا أريد أن أبني.
صمت عن الكلام ،وانطلق بشاحنته:
--الآن اتصل بأصدقائنا ودعهم يتوجهون إلى مكاننا المعروف, لننفذ عملية ستعجبك للغايّة.
- ماذا، كيف، لم أفهم..؟؟
-- العمال هم الضحايّا, سترى ما أفعله بهم من دون أدفع ديناراً واحداً.
قال صديقه مبتهجاً:
- حقا أنت التلميذ الذي تغلب على أستاذه.
حسين علي غالب