كـتـاب ألموقع

ألا اخبركم بعروة وثقى للوعي وسيف بتار في النقاش؟// صائب خليل

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

صائب خليل

 

عرض صفحة الكاتب 

ألا اخبركم بعروة وثقى للوعي وسيف بتار في النقاش؟

صائب خليل

16 تشرين الثاني 2021

 

الا اخبركم بـ "عروة وثقى"، وبوصلة للوعي لما يجري في العراق، لا يضل من تمسك بها وسيفا يجندل به "المحللين"؟ عروة ان تمسكت بها ذاكرتك فلن تضل طريقك في التحليل السياسي ابدا، وسيف "ذو الفقار" تجندل به اكبر المحللين والمتثيقفين دون جهد، وانت تعرفه وتملكه ولا تدري!

حقيقة بسيطة ما عليك الا ان تتذكرها دائما: "أمريكا ادخلت الدواعش في العراق"!

من بين كل جرائمها، تلك هي الاوضح، والأصعب دحضا والأشد دلالة وقوة. إنها بوصلة تختصر لك الكثير من التشعبات وتعفيك من جهد الكثير من المتاهات وتجهزك بأسئلة دقيقة تقيس بها الآراء والمواقف وتوصلك لنتائج صحيحة بنسبة لا تقل عن 95%

مثلا عندما يقول لك احدهم بضرورة "النأي بالنفس عن الصراع بين امريكا وايران"، ما رأيك بهذا؟ كيف تجيبه؟

يمكنك ان تقيس رأيه بسؤال من تلك العروة مثل:

وهل صحيح ان اتجاهل صراعاً بين من يريد ادخال الدواعش في بلدي ومن لا يريد؟ ألا تهمني وتؤثر علي نتيجة ذلك الصراع؟ فكيف "انأى بنفسي" عن صراع فيه مصلحتي ومضرتي، ويعتمد مصيري على من المنتصر فيه؟

 

وهكذا إذا تحدث لك احد حديثا مطولا عن "المصالح الامنية المشتركة" بين امريكا والعراق، او "حاجتنا لقوات تدريب" امريكية او حلفائها، أو نجاح (أو فشل) الكاظمي في فترة حكمه، او الهدف من سفارة امريكية بهذا الحجم، او حسنات نظام اقتصادي يحظى بدعم امريكا وتوابعها في العراق، او شروط صندوق النقد الدولي او شراء الكهرباء او الغاز او الاجهزة من امريكا وتوابعها في المنطقة او تطوير التعاون المصرفي مع امريكا واتباعها أو سفير "لطيف" يتظاهر بالاهتمام بشارع المتنبي، او مفاوضات هدنة مع القوات الامريكية او دعم مفاوضات بين ايران وامريكا (او خادمتها السعودية)، او من يساوي امريكا بغيرها فيصرخ "لا شرقية ولا غربية" او "أنعل ابو ايران لابو امريكا"، او من ينادي بحصر السلاح بيد دولة تحكمها امريكا حكوماتها تماما، او امتداح الخصخصة وقتل القطاع العام - هدف امريكي في مكان-

في كل هذه المتاهات يمكنك ان تجد طريقك بتلك العروة الوثقى والبوصلة البارعة، وكل هؤلاء تستطيع ان تمسح بهم الأرض بأسئلة ذلك السيف البتار!

 

ما المصالح الامنية لي مع جهة تجد مصلحتها في ادخال الدو اعش لتدمير بلدي؟

كيف سيدرب قواتي من له مصلحة بانتصار دو اعشه عليها؟

ما الذي يمكن ان اتوقعه من حاكم تنصبه على العراق بالتهديد، دولة تدخل الدواعش الى بلدي، بحيث تنسجم اهدافها في ادخال الدواعش مع اهدافها من تنصيبه؟ ما الذي يعنيه "النجاح" لمثل هذا الحاكم؟ وهل يجب أن اتمنى له "النجاح" ام "الفشل"؟

لأي غرض تصرف دولة تمثل الدواعش مصلحتها، مئات الملايين على سفارة هائلة؟ ما هي المصالح التي يمكن ان تحققها تلك المبالغ، بحيث تنسجم مع ما اعرفه من اهدافها بنصرة الدواعش؟

هل يمكن لمن يريد تحطيمي بالدواعش ان ينصحني بنظام اقتصادي ينفعني؟ ام العكس؟

كيف يمكن لمفاوضات لهذه الدولة ان لا تدعم اهدافها، وما اهداف دولة تريد سيطرة الدواعش على بلدي؟

لماذا تريد دولة تدعم الدواعش ان يتحول ارتباط الاقتصاد العراقي إلى توابعها؟

كيف يمكن لدولة تدعم سيطرة الدواعش على بلدي، ان تختار لها سفيرا لطيفا محبا له؟ اليس الأجدر بالتصديق انها تختار سفيرا هو الأكفأ بتحقيق أهدافها التي كانت تأمل تحقيقها بالدواعش؟

من يمكن ان يريد ان يساوي بين دولة تدعم الار هاب ببلدي مع غيرها؟

لو كانت الخصخصة بصالحي، لماذا تنادي بها دولة او بنك اثبت انه يريد تدميري؟

لو حصرنا السلاح بيد دولة يسيطر عليها من يدعم الدواعش، فما هو مصيرنا؟

 

لاحظ ان كل هذه الاسئلة هي نتائج مباشرة وبسيطة، لتذكر حقيقة واحدة فقط: ان أمريكا دعمت الدواعش وساندتهم بالقتال وضربت من يقاتلهم والقت المعونات لهم وانقذت قادتهم وقت الشدة، وماتزال تحميهم، وهناك ادلة على كل هذا مسجلة بالفيديوات والوثائق، رغم كل التشويش على الحقائق.

إنها مقياس لكل تحليل سياسي واقتصادي يتعلق بأمريكا والعراق والمنطقة، لكنها ايضا مقياس لكل تحليل سياسي آخر للمنطقة، حتى ان لم يتم ذكر امريكا فيه! فكل تحليل لا يتم ذكر الدور الامريكي فيه هو تحليل مخاتل او ساذج، لا يستحق الاهتمام والنقاش، لأن الدور الامريكي يتدخل في كل شيء، ولا يمكن تجاهل دوره دون اصابة الموضوع بخلل يتركه بلا قيمة.

 

قارن كل هذا بالحالة المقابلة: لو انك نسيت تلك الحقيقة! سوف تدخل في مجاهل نقاش طويل ومتشعب معقد، لن تصل به على الأغلب الى شيء حقيقي، أو نتيجة محددة، لأنه يتجاهل العامل الاساسي المحرك للأشياء في المنطقة، والضوء المميز للخطوط فيها!

 

حقيقة واحدة بسيطة، لا تشغل مساحة كبيرة في الذاكرة، هي عروة وثقى لا يتيه من تمسك بها في السياسة، وسيف لا تخيب ضربته في الجدال، ونبع لا ينضب من الاسئلة الحاسمة الفتاكة لكل مخاتل يتعمد اضاعة الطريق او غشيم اتبع احد هؤلاء. عروة نحن اجدر بها من غيرنا، فقد دفعنا ثمنها كاملا وغاليا، وحق لنا وعلينا، ان نستخدمها حتى نبليها!

 

ملاحظة: ماذا لو قال لك ما الدليل على تعاون اميركا مع داعش؟

عندها يجب ان ترقص طربا لهذا السؤال الذي يعطيك الفرصة لإغراقه بالأدلة.. وقد جمعت لك عشرات الفيديوات منها هنا(1) (إن كان بعضها لا يعمل، اقترح ان تسجل عندك الباقي، لأنهم بلا شك سينظفون التاريخ من هذه الشواهد عاجلا)

 

(1) روابط فيديو تثبت المساعدة الأمريكية لداعش

https://alrad0.blogspot.com/2020/06/blog-post_26.html