اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

القوى الديمقراطية والآلوسي – تحالف إنتحاري جديد؟// صائب خليل

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

القوى الديمقراطية والآلوسي – تحالف إنتحاري جديد؟

صائب خليل

1 كانون الأول 2013

 

قرأت باهتمام البيان الصادر عن  اجتماع "القوى الوطنية المدنية والديمقراطية" قبل أيام، ولفت انتباهي فيه الحماس للتوسع وضم التيارات المختلفة (وهو أمر ليس إيجابياً دائماً). بحثت بشكل خاص في قائمة المشاركين عن إسم مثال الآلوسي، لأني كنت قد قرأت قبل فترة أنه ينسق مع القوى الديمقراطية، وبالفعل وجدت "حزب الأمة" في القائمة، ولا أخفيكم أنها كانت من المفاجآت غير السارة بالنسبة لي. فمثال الآلوسي وحزبه، جهة مشبوهة تماماً، وإني أستغرب تماماً سهولة أن تخاطر كتلة بسمعتها بإلصاقها بمثل هذه الأسماء. وقد ذكرني ذلك بانظمام الحزب الشيوعي قبل بضعة سنوات إلى قائمة علاوي "العراقية" وكانت تلك صدمة لي، وتوقعت أن يدفع الحزب ثمنها غالياً، وبالفعل فالحزب الشيوعي لم يشف من تلك الزلة وآثارها حتى اليوم.

 

وجود مثال الآلوسي في قائمة "الديمقراطيين" أثار عندي سؤالاً: ألا يعرف الديمقراطيون العلمانيون في العراق العمل إلا تحت قيادة أو برفقة عميل لأميركا أو إسرائيل؟ كيف يفسرون لأنفسهم أن يتحالفوا مع شخص لم يجد مثلبة في أن يزور إسرائيل قبل أن يزور بلده الذي "تحرر" من الدكتاتورية، ليستلم التعليمات منها في كيف يجب التصرف؟

 

من الواضح أن السادة في هذا التجمع لا يمتلكون "حساسية" من إسرائيل، وانهم يعتبرون أنفسهم "منفتحين" على جميع الدول وجميع القوى والإتجاهات (بشرط أن لا تكون دينية- أو بالأحرى إسلامية فقط، فلديهم "المسيحي الموحد" مثلاً..). كانت مفاجأة غير سارة، لكني لم أستغرب كثيراً، بل أتوقع أن يضاف إلى التجمع محتالون آخرون من أمثال أياد جمال الدين وأحمد القبنجي، على اساس أنهم يمثلون "الإسلام المعتدل". فما دامت "الجبهة الواسعة" و "جميع القوى" شعارات يتبناها التجمع، فيمكن توقع أي شيء. لكن "جميع القوى" فيها السيء والجيد، وهي تتناقض مع بعضها البعض حتى إن اتفقت على الديمقراطية والعلمانية والمدنية..الخ. و "العلمانيون" ليسوا جميعاً مواطنين صالحين بالضرورة، فصدام كان علمانياً وحسني مبارك كان علمانياً ومعظم سفلة العالم علمانيين، فمن اي علمانيين أنتم إذن؟ كيف يعرف الناخب لونكم إن كنتم "منفتحين" على الجميع؟ وكيف يثق الناس بمن لا لون له، يتلون بما يشاء؟

 

هل العلاقة المشبوهة مع إسرائيل غير مهمة؟ تعالوا نناقش ذلك بهدوء، وللأسف يبدو أننا بحاجة إلى ذلك النقاش. ألا تحتل إسرائيل اراض عربية؟ ألا توجه إسرائيل الإهانة والتمييز العنصري والقتل ضد العرب؟ ألا تحتقرهم علناً وتعمل على إبعادهم عن أرضهم؟ لو كان تلك الدولة العنصرية موجهة ضد السود أو ضد الكرد، اما كنتم ستملأون الدنيا ضجيجاً ضدها؟ فلماذا عندما تكون ضد أهلكم يصبح التعامل معها ومع عملائها “طبيعياً” لا يثير شعوراً لديكم؟

دعونا من فلسطين، وهي مأساة إنسانية كبرى، وانظروا إلى بلادكم. هل تأمنون أن تدخل إسرائيل هذه البلاد ولا تخشون أن تحولها إلى هراوة في يدها؟ هل صداقة إسرائيل ممكنة حقاً (بفرض أن ننسى أخلاقنا)؟ أنظروا إلى مصر التي تنازلت وقبلت صداقتها وصداقة أميركا لعقود طويلة، ما هي نتيجة تلك الصداقة غير الخراب التام والإختراق التام وتحطيم بنية المجتمع التي لا نعلم حتى اليوم إلى أي مصير ستوصلها؟ ألم يكن عداء إسرائيل والحروب معها، أقل كلفة على مصر من صداقة إسرائيل وأميركا؟ هل تدخل هاتان الدولتان بلداً ولا تسيطران على مقاليد السلطات فيه في كل شيء؟ ألم يسرقوا غاز المصريين بأكثر من قيمة "المساعدات" التي قدموها لهم، والتي تصرف كلية على الأسلحة والمشاريع الأمريكية واللصوص الكبار؟

ولماذا تتصورون أن إسرائيل ستعامل العراقي بأفضل مما عاملت المصري أو الفلسطيني؟ هل هذا ما تعدون به شعبكم الحائر؟ هل ستضطروه إلى الخيار بين اللصوص وعملاء إسرائيل؟

 

ربما لم يعد اكثركم يتذكر ما هي مواقف مثال الآلوسي، دعوني أذكركم ببعضها من كتاباتي السابقة:

 

****

 

قام مثال بزيارة إسرائيل باستعجال من يخشى أن يسبقه أحد إلى ذلك "الشرف"، فذهب يتعرف على موقف إسرائيل ويسألهم النصح حتى قبل أن يحاول معرفة موقف أهله العراقيين من أي شيء.

 

مثال: "قلت لنفسي: ينبغي أن يقدم أحد ما على هذه الخطوة ولو كلفتني هذه المغامرة حياتي أو مسيرتي السياسية". ثم اضاف انه يتعرض للخطر والتهديد, لكنه لايخشاها لانه "مؤمن بعدالة ما يقوم به." (!!)

"شتان بين "بطولة"مثال من جهة, وبطولة "راشيل كوري", الامريكية التي وقفت بصدرها حاجزا بين بيوت الفلسطينيين وجرافة يعالون, صديق "مثال", فذبحتها دون ابطاء!

 

مثال: "العديد من المثقفين في العراق يعرفون أنه ينبغي أخذ إسرائيل في الاعتبار بصفتها واقعا قائما".

صحيح ان المثقفين يعرفون أن إسرائيل "واقع قائم"، ويعرفون أيضاً انه ينبغي اخد الموت والسرطان وقرحة المعدة "كواقع قائم ايضا", دون ان يرحبوا بأي منها في بيوتهم!

 

"لم ينجح مثال في اعادة العلاقات مع اسرائيل, فهو اصغر من ذلك كثيرا, لكن مهمته كانت طرح الموضوع صراحة على الاذن العراقية, مكونا بذلك الخطوة الاولى لقبول العلاقة مع الدولة التي قال ابطالها يوما : "على العرب ان يرضوا بعيشة الكلاب او يرحلوا". وهؤلاء "العرب" ليسوا الفلسطينين فقط، فكما قال اسرائيل شاحاك: " لم يقم اي سياسي صهيوني لحد الان باعلان التخلي عن فكرة بن كوريون بان السياسة الاسرائيلية يجب ان تقوم (وحسبما تسمح الظروف) على استعادة الحدود التوراتية باعتبارها حدود الدولة اليهودية". وما دام السيد مثال قد تحدث باسم مثقفي العراق, فلا بد انه يعلم ان تلك الحدود "من النيل الى الفرات".

 

قال مثال "من مصلحة العراق أن يقيم علاقات دبلوماسية مع الجميع." ف "الجميع" اسهل وقعا على الاذن من الاسم المرتبط بالارهاب والقتل والاحتقار للعرب. وسيبدو من يختلف مع مثال في هذا ، كشخص لايحب اقامة علاقات مع "الجميع", فهو انعزالي سيء. ومع ذلك فان مصلحة اي بلد هي في اقامة علاقات دبلوماسية مع البلدان الخيرة المسالمة فقط, لان "الجميع" يشمل دولا عنصرية واجرامية وعسكرية توسعية, من مصلحة اي بلد ان يبقيها خارج حدوده ويحمي اهله من شرورها ما استطاع.

 

(إن اختيار مثال لمنصب الأمين العام لهيئة اجتثاث البعث) "سواء كان ذلك مقصودا ام بالصدفة فانه يرسل الى العراقيين رسالة مقادها : الذين يريدون اجتثاث البعث, هم عملاء اسرائيل, فاختاروا بين البعث واسرائيل!"

 

"- "المثال السيء" لم يحل ضيفا عند امثال هؤلاء من دعاة السلام مثل يوري افنري او اميرة هاس, بل اختار ان يحل ضيف "شرف" عند موشيه يعالون, رئيس اركان جيش الدفاع الاسرائيلي وبطل الاعدامات العامة بالقصف العشوائي لمخيمات الفلسطينيين, والطيور على اشكالها تقع."

 

قال مثال الالوسي لـ" الملف برس – "قانون النفط لوكنا ندرك هو استثمار عراقي في المؤسسة العالمية الامنية الاستراتيجية لحماية العراق من تدخل ايراني وسعودي وسوري... اذن لدي مصلحة في قانون النفط."

يريد الآلوسي ان يقنعنا هنا ان هناك "موسسة عالمية امنية استراتيجية" لم يسمع بها احد، تهدف خصيصاً الى "حماية العراق من التدخل الأيراني والسعودي والسوري" لذا يجب ان "نستثمر بها" وذلك بالموافقة على قانون النفط!

وقال ايضاً أن "الكثير من النواب العراقيين لديهم ارتباطات مع السعودية ومع إيران، وهم يمثلون أجندة الدولتين، ولهذا فإن القانون لن يمرر من دون موافقتهما".

هذا المرتبط بإسرائيل صراحة، يتهم الآخرين بوقاحة مثيرة للدهشة، بارتباطات مع السعودية وإيران! ولاحظ أن عبارة "نستثمر" تدل على اعتراف مثال أن العراق سيخسر أموالاً إن هو أقر القانون الذي يريده مثال والشركات النفطية ولصوص كردستان، لكن هذه الخسارة ليست ضائعة! بل هي "إستثمار" هام في تلك "المؤسسة العالمية الأمنية" التي تهدف إلى حماية خيراتنا دون أن ندري!

 

ولم يكن غريباً أن يبادر عميل إسرائيل إلى محاولة تشويه سمعة كل من رفض المعاهدة مع أميركا واتهامهم بالعمالة لإيران، رغم أن مؤيدي المعاهدة بشكل عام هم الأقرب إلى إيران، سواء في التيارات الشيعية أو غيرها، والعكس بالعكس! لكن الوقاحة لم تكن معنيةً يوماً بالحقائق، فقال أن "جميع عملائها في العراق" لإسقاط المعاهدة التي ستصل بالبلاد إلى "مواكبة التطور العالمي على كافة الصعد".

وها نحن نرى اليوم تلك "الصعد"!! إنهم حتى لم ينفذوا المطلوب منهم ولم يسلموا حتى الأسلحة التي تم شراءها!

 

كتب الشاعر العراقي الكبير يحيى السماوي: "يذكر الدكتور"ليث كبة ـ الناطق الرسمي السابق بإسم حكومة ابراهيم الجعفري" أن "مثال الآلوسي" هو ذاته الذي أشرف على تعذيبه في معتقل مديرية أمن نظام صدام حسين أوائل السبعينات الميلادية."

 

****

 

يفترض بالإنسان أن تكفي المبادئ لتردعه عن عمل ما ضدها، لكن دعونا نفترض أننا لسنا مثاليين، ولنتحدث عما يمكن أن تستفيدونه من إشراك مشبوه بالعمالة لإسرائيل بينكم. هل استطاع مثال الآلوسي أن يحصل على مقعد واحد في الإنتخابات الماضية عندما كان يدور كالنحلة؟ إذن ما الذي تأملونه منه وقد خمد – لحسن الحظ؟

مثال الآلوسي، حين اندفع إلى إسرائيل مرتين، رغم موقفها الشائن إنسانياً من شعبه لم يكن فقط شخص عديم المبادئ، أو ما يسمى شعبياً "بايع ومخلص" وإنما أيضاً شخص أرعن لا تهمه نتائج عمله على الآخرين، فأقدم على خطوته هذه دون إعلام حزب المؤتمر وتسبب في إحراج شديد لحزبه السابق هذا والذي كان الشخص الثاني فيه، اضطر الحزب لطرده، فهل تنتظرون من إدخاله في تحالفكم غير مثل هذا الإحراج والتورط؟ إن الأحزاب الحريصة على كيانها وسمعتها لا تخاطر بهما حتى لو كان الأذى ضئيل الإحتمال لا يتجاوز الواحد بالألف أو المليون، فكيف بإدخال شخص بمثل هذا التاريخ إلى قياداتكم؟ ولو كان وجود مثل هذا الشخص ضرورة لا بد منها لربما تفهمنا هذه "البراغماتية" غير المبدئية، فأية ضرورة لعميل إسرائيلي صريح وأرعن، او لنقل مجازاً لإرضاء "المنفتحين" منكم، "يرتبط إسمه بإسرائيل"، لإنجاز مشروعكم الديمقراطي؟ ولماذا تمنحون خصومكم ومنافسيكم الفرصة الكاملة لتشويه سمعتكم مجاناً وبحق، بهذه السهولة، بوضع لغم إعلامي داخلكم يمكن تفجيره في أية لحظة بأية مقالة على النت أو في الصحف أو في المنابر الدينية أو حتى وسائل الإعلام الأمريكية التي تملأ العراق، إن لم يعجبها توجهكم؟

 

إن كنت يا قارئي تنتمي إلى هذه المجموعة، فلنكن صريحين: أن في مجموعتك من الواوية مثلما في أية مجموعة أخرى، وفيها من الشرفاء أيضاً مثل أية مجموعة سياسية أخرى، ربما أكثر أو أقل، هذا لا يهم. وبالتالي فهناك صراع ولن تقرر مجموعتك بسهولة أن تتخلى عن هذا المشبوه. إن كنت من الشرفاء فيها فأقول لك أن الكلام المعسول وطمر الحقائق تحت التراب لن يؤدي إلى تكوين كتلة تحقق تغييراً في الوضع العراقي، مهما كانت مثقفة وغير طائفية وديمقراطية و "منفتحة"، وكل الكتل التي تسبب دوام الدمار في العراق هي كتل "إنفتاح" وكلام مائع وتصرفات مائعة ومجاملات شخصية على حساب الموقف السياسي، الذي يؤجل، اما اليوم فلا بأس بتحالف مؤقت مع الشيطان... وفي كل مرة يثبت الشيطان أنه الأذكى والأبعد حساباً... هكذا لن تكون كتلتكم إلا صخرة إضافية فوق ظهر الشعب، وليس عوناً له.

 

يجب أن تعلم إن "بناء دولة المواطنة والقانون والضمانات الاجتماعية" الذي جاء في بيانكم، هدف كبير له أعداءه الحقيقيين المكلفين بمنعه وليس فقط المفسدين الطامعين من أجل مصالحهم الخاصة. ومن يريد أن يحقق أو يقترب من مثل هذا الهدف يجب أن يستعد للقتال من أجله، وأن يبدأ بأن يتحلى بالشجاعة اللازمة لتنظيف نفسه من كل ما قد يعرقل مسيرته التي يدرك أنها ستكون صعبة ومليئة بالتضحية، إن أراد أن يكون صادقاً. وهذا التراخي في أول خطوات الولادة لا يبشر أبداً بمولود صلب يمكن أن يعول عليه لمثل تلك الأهداف.

 

هذه النواقص "البريئة" الخفيفة المظهر المتمثلة بأشخاص يبدون اعتياديين، هي الخطر الداهم مقنعاً. علاوي أيضاً كان يبدو لرفاقه في الحزب الشيوعي، على الأقل قبل توقيع التورط معه، كشخص مجامل يحسن النكتة ويحلو الحديث معه، وهذا المظهر كفيل بتناسي أية معلومات خطيرة عنه، وتصوير من يكتب بأنه "عميل" بالمتطرف و "القديم" في أفكاره التي "عفا عليها الزمن".. هكذا رأى الرفاق الشيوعيون علاوي، حتى لاحت لهم الكارثة، متأخرين، فاصيب حزبهم بتمزق لم يقدر على إحداثه فيه حتى صدام حسين! لقد تبين أن هذه السموم مازالت قاتلة، و "لم يعف عليها الزمن". فالعالم معركة كبيرة لا مكان فيه لغير المنتبه!

الأحزاب التي تعتمد المبادئ والبرامج السياسية وليس الطائفية بمختلف أنواعها، مضطرة حتى إن لم ترد، ان تحمي مبادئها، فهي لحمتها الوحيدة ونسيجها الوحيد الجامع والحبل السُري الذي يصل بينها وبين جماهيرها، وليس لها “مرونة” تلك الأحزاب الأخرى في التلاعب والمراوغة والإتيان بالغش والتعاون مع العملاء دون أن تخشى العاقبة. الأحزاب التي تعتمد المبادئ لا تملك غيرها، فإن أطلقت هذه الأحزاب على المبادئ رصاصها، أطلقت المبادئ عليها قنابلها، واسألوا من ذاق مرارة التجربة قبلكم.

 

من الطبيعي أن تجد في العراق كما في أي بلد، كتاباً وسياسيين، بين بائع لضميره وبين متخلف في الوعي، يهتفون بإسرائيل والإنفتاح عليها والسلام معها، وكأن العرب المجانين هم الذي يعتدون على إسرائيل ويشنون عليها الحروب ويحتلون أرضها!

عبد الخالق حسين، الذي يكتب لنا عن عظمة بوش وبلير وبراءة الموساد من دم العلماء العراقي، كتب حينها يدافع عن زيارة مثال سيئة الصيت قائلاً: "وعلى العراقيين أن يكونوا ملكيين أكثر من الملك، وفلسطينيين أكثر من الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، والرئيس الحالي محمود عباس".... "وهذا هو النفاق العربي بامتياز، فهم يحرمون على العراق ما يحلوه لأنفسهم"

وبنفس الطريقة، وبعد أن يعدد  سليم مطر الدول التي لها علاقات مع إسرائيل يقول: "بالله عليكم، قليلا من الصدق والضمير....يا اخوان، دعونا لمرة واحدة في حياتنا نمتلك الشجاعة ونكون عراقيين حقيقيين وننظر الى واقعنا ونتخلص من الزعيق بالشعارات والبطولات والمحرمات التي يفرضها علينا الآخرون من خارج بلادنا، وكأننا نحن ابناء العراق (ولد الخايبة)، يطبق علينا وحدنا، ما لا يطبقه الآخرون على انفسهم."

ولم يجد عدد من المثقفين ما يخجلهم من التوقيع على احتجاج على البرلمان دفاعاً عن "حق مثال الآلوسي في زيارة إسرائيل"! فـ "حق زيارة إسرائيل" هو الحق الأسمى والأهم الذي يحرم منه "إبن الخايبة"، والذي يرونه يستحق جهودهم.

 

من يقرأ عبد الخالق يرى أن "حرماننا" من العلاقة مع إسرائيل (التي هي من "حقنا"!) هو الظلم الأعظم! وكأن مبادئنا الإنسانية وموقفنا السياسي يجب أن يحدد من قبل من يسبقنا في تقديم التنازلات المبدئية. وكأننا إن أردنا أن ندوس على ضميرنا في أية قضية، فما علينا إلا أن نبحث عمن ارتكب الفعلة قبلنا! إن من يتبع هذا المبدأ لن يفشل حتى في تبرير أقذر ما يخطر بباله من سفالات، فهناك دائماً سفلة سبقوه إليها.. وسليم مطر لا يجد في الحياة "شجاعة" يدعو لها إلا شجاعة تحمل الخجل والإستسلام للضغط والإقرار بدونيتنا لإسرائيل. إنه يدعو لتجاوز الكرامة التي ضحى كل شعب من أجلها بالكثير في تاريخه من خلال تسميتها بـ "الزعيق بالشعارات والبطولات".

صحيح أن بعض السفلة قد زعقوا بتلك البطولات، لكننا لا نتخلى عن المبادئ وما هو صحيح، لمجرد أن يزعق سافل بها كذباً؟ هل يمكننا أن نكرر أسماء المذابح الإسرائيلية، أم ان أحدهم سيجد سافلاً "زعق" بها في الماضي؟ هل علينا أن نترك تنظيف الأسنان لأن القميء صدام قد "زعق" بذلك يوماً؟ أية متاهة يريدها لنا أصحاب هذا المنطق إذن؟

 

يسعى هؤلاء الكتاب في كل مناسبة لإظهار الرافضين للعلاقة مع إسرائيل على أنهم متعصبين متخلفين ومنغلقين عن التطور، ولا يريدون السلام!

لكن الأكاذيب تصرخ فاضحة نفسها. أن حركات مثال ومؤيدوه لا تقرب السلام بل تشجع إسرائيل على استمرار نهجها العدواني التوسعي، وبالتالي الحرب! والتقرب من إسرائيل ليس تقرباً من الحضارة، بل أن جميع شعوب الإتحاد الأوروبي عام 2001 بلا استثناء، اعتبرت إسرائيل الخطر الأكبر على السلام في العالم، فهل أن ليس في شعوب الإتحاد الأوروبي شعب واحد متحضر يتفهم "حضارة" عبد الخالق وسليم مطر ومثال؟

 

إسرائيل ليست حضارة، وهي ليست مجرد دولة أخرى... إسرائيل عنصرية قبيحة وخطر داهم، ولا يحتاج المرء أن يكون إسلامياً متطرفاً أو قومياً متحمساً ليعرف ذلك، ويمكنني أن آتيكم بقائمة طويلة من شرفاء العالم الذين رفضوا التعامل مع إسرائيل، ومن بينهم الكثير من اليهود الشرفاء...أكثر هؤلاء لم تمارس إسرائيل أية عنصرية ضدهم، لكنهم يرفضون العلاقة معها لأنهم لن يحترموا أنفسهم حين يقيمون علاقة مع دولة عنصرية، حتى لو كانت ضد غيرهم، فلماذا ليس لديكم هذا الشعور حتى ضد العنصرية الموجهة إليكم وإلى أبنائكم؟ لماذا يرفضهم غارسيا ماركيز وبروفسور اللغات الأعظم في التاريخ - اليهودي الأمريكي جومسكي، وستيفن هاوكنك، البريطاني المعوق وأكبر عبقرية في الفيزياء على قيد الحياة، والكثير جداً من المثقفين العالميين، لعنصريتهم الموجهة أصلاً ضد أهلكم، وظلمهم لهم، وأنتم لا تشعرون ببأس من التعامل معهم؟

 

هل هؤلاء الذين ذكرتهم شوفينيين عرب؟ هل مانديلا والقس توتو اللذان دعيا إلى مقت عنصرية إسرائيل وهمجيتها، مسلمين متطرفين؟ هل كانت الشابة الأمريكية راشيل كوري التي سحقت عظامها تحت عجلات الكاتربيلار الإسرائيلي المنطلق لهدم بيت فلسطيني، إنتحارية؟ وهل زميلها البريطاني توم الذي لاقى حتفه في محاولة لإنقاذ مجموعة أطفال فلسطينيين محاصرين تحت إطلاق نار من جنود إسرائيليين يتسلون بإرهابهم، حاقد على اليهود؟ إننا لا نطالبكم ببطولاتهم، لكن على الأقل لا تكونوا هراوات بأيدي قتلتهم!

 

قد يبدو الموقف هلامياً في لحظة وقوعه، لكن العلامات ستكون واضحة يوماً عندما تمحو الأيام التفاصيل، ويزيح التاريخ الأشجار التي تعيق المرء عن رؤية الغابة، وتبقى الخطوط العامة الكبيرة للمواقف. إن المكان الطبيعي لأمثال "مثال" وعلاوي هو السجن، أو على الأقل، مزبلة التاريخ التي تعج بأمثالهما، وليس البرلمان. فالتحالف مع أمثال هؤلاء إنتحار سياسي وتاريخي أكيد وواضح لمن يرى أبعد من أنفه. لذلك على كل منكم أن يسأل نفسه ويجيب بوضوح منذ الآن: في أي جانب من مثل هذه الأحداث يريد أن يذكره أولاده؟ جانب راشيل كوري ومانديلا أم جانب مثال ويعالون؟

 

بالتأكيد هناك منطقة وسطى لمن لا يمتلك شجاعة راشيل وإنسانيتها: أن يرفض ربط اسمه مع قتلتها!

 

 

نحو تحالف واسع يضم القوى المدنية الديمقراطية: بيان صادر عن اجتماع القوى الوطنية المدنية والديمقراطية


http://www.altayaraldemokrati.com/index.

php?option=com_content&view

=article&id=1281:2013-11-28-20-55-23

 

الآلوسي يقول ان قانون النفط والغاز لن يقر إلا بموافقة إيران والسعودية

http://www.alnajafnews.net/

najafnews/news.php?action=fullnews&id=58713

 

نائب عراقي يتهم ايران ب"افشال" الاتفاقية مع واشنطن

http://www.almanar.com.lb/

NewsSite/NewsDetails.aspx?id=45807

 

مثال الآلوسي يقلب العالم ليتهم الشعب العراقي بالعمالة لإيران

 

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=137778

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.