اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

بل لا شيء يربطنا بذيول إسرائيل يا نجيفي// صائب خليل

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

بل لا شيء يربطنا بذيول إسرائيل يا نجيفي

صائب خليل

5 تموز 2014

 

قرأت مؤخراً خبراً عن ثعلب إسرائيل – كردستان الأول في الموصل، والمكلف بمهمة فصلها عن جسد الدولة العراقية، أثيل النجيفي(1) ينقل عنه أنه قال: "لا شي يربطنا مع الجنوب لا لغة ولا دينا ولاثقافة ولا جنسا فهم “فرس وهنود “ونحن عرب. وأضاف النجيفي بحسب ما تناقلته صفحات نشطاء واعلاميين على موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) ونقلاً عن قناة التغيير، التي تبث من الاردن ان انتمائنا الاول هو للسنة وليس للعراق، مبينا نحن قررنا مع الاكراد ان نحضر جلسة البرلمان لأداء اليمين الدستورية لكسب الحصانة ثم مغادرة الجلسة. وشدد القيادي في متحدون يجب ان ننفصل بكل معاني الكلمة لكن نأخذ مواردنا من الجنوب، مناشداً السعودية وقطر وتركيا بتقديم الدعم اليه."....إنتهى الخبر

 

على المرء أن ينتبه لسلامة عقله وتفكيره في الجو الموبوء بالإعلام الأمريكي المتآمر الذي يلف هذا البلد الضائع الذي لا يعرف أهله حتى ما يصدق من الأخبار وما يكذب، فلا يعاقب من وسائل الإعلام إلا ما أضر بفرص السيد رئيس الحكومة بأن يحكم مرة أخرى، ولا أجنبي ممنوع من التدخل في شؤون البلد إلا إذا استهدف الولاية الجديدة، وعدا ذلك فالبلد مباح للكذب في كل شيء، والتآمر على كل شيء!

 

لذلك بحثت عن الخبر، وقد أثارني السطر الأخير للشك فيه. فهذا الشخص الذي له من الأخلاق ما يسمح له بالتآمر على ثروة الموصل مع شركات النفط وكردستان التي تقص كل يوم جزءاً من محافظته، يمكن ان يقول كل شيء ويفعل أي شيء عندما يكون ضرورياً لمؤامرته وسرقاته، ولكنه لا يندفع بما لا ضرورة له من فضح نفسه، ولن يقول صراحة "لكن نأخذ مواردنا من الجنوب"! كما أن العبارة عن "الفرس والهنود" ربما كانت سابقة لأوانها، تترك للجرذان الصغار من الإعلاميين "اللكامة" لنشرها بين الناس وتعويدهم عليها. الخبر يبدو موجهاً للشيعة بالذات وليس السنة كما يفترض، ومصمم لإثارة الشيعة أكثر ضد السنة من قبل جهة تدرس كل كلمة تكتب.

 

لم أجد الخبر في موقع اثيل على الفيسبوك، كذلك لم أجد له المقابلة المزعومة على صفحة قناة "التغيير"، رغم أنه نشر في أكثر من موقع. وفي انتظار أن يتبين الأمر في هذا البلد الذي تترك الحكومة المواطن فيه للضياع، وأن تنشر تلك المقابلة في اليوتيوب مثلاً أو أن يصدر أثيل تكذيباً للخبر، ذهبت لمشاهدة لقاءات أخرى لهذا الرجل، فوجدت هذا اللقاء(2). ويمكن ملاحظة أن أثيل النجيفي يكرر كلمة "السني" بشكل مبالغ فيه ومفتعل، وأحياناً بدون مناسبة مقنعة ويكررها في الجملة الواحدة  وكأنه مكلف بفرض تلك العبارة على الأسماع. إنه يتحدث عن "المجتمع السني" (بدل من "المجتمع العراقي" أو "المجتمع الموصلي"، ويدعو إلى "مشروع سني حقيقي يريد أن يتعايش مع العالم" ! ما هو هذا "المشروع" ومن أسسه ومن دعا إليه؟ لماذا لا يكون مشروع عراقي يتعايش مع العالم؟، ويريد له "كسب دعم دولي"(!) (وهو ما لا يقرأ في مثل هذه الظروف خاصة إلا دعم – أمريكي إسرائيلي... "يتمسك بقوميته العربية"، لماذا إذن لا يكون "عربي" وليس "سني"؟ لنلاحظ أن من يقولها هو أبعد الناس عن أية مشاعر عربية حين كان عراب بيع أراضي العرب لكردستان التي لا تفوت الفرصة في وجود مثل هذه النماذج لتقضم اية أراض إضافية يمكن قضمها من البلاد التي يتحكمون فيها ويعرضونها لمن يدفع أكثر.

 

ويقول "لا يمكننا أن نقاتل داعش تحت راية شيعية"،..ونقرأ عن "رأي سني موحد" (تحت القيادة الإسرائيلية كما أفترض) ، ويستبعد هذا "الرأي السني الموحد" كما يبدو، أي شخص غير سني ... "وإذا لم نستطع لململة الوضع السني" وبقي "الوضع السني" مضطرب... وعن "إخراج مشروع سني تشعر جميع الفصائل"...و"أقرأ التصريحات الأمريكية على أنها إيجابية – إبعاد المالكي!"..." نرفض التدخل العسكري المباشر، لكي لا يكون هناك جيش أجنبي على ديارنا.. ولكننا بحاجة للدعم" (العسكري غير المباشر!).. "قوة عراقية سنية تحتاج دعم خارجي"..."نقاتل داعش بأجندة سنية"... "راية سنية" .. فبالنسبة له هي أما "راية سنية" أو "راية شيعية" ولا توجد "راية عراقية" في قاموس هذا النتاج المسخ لمدينة الموصل، ليقاتل بها داعش التي ينتمي إلى أحد أطرافها بلا شك. "الجيش الذي هرب من الموصل لن يرحب به الناس، سيقاتله جميع أهالي الموصل" .. "وضع سني يحافظ على نفسه" ... "قرار سني واضح" .. "إدارة ذاتية"..."حل سياسي مع كل الفصائل الموجودة" .. "رؤيا سياسية جديدة للوضع السني"..

هل يحتاج الناس حقاً إلى تفكير لإكتشاف ما يخطط له هذا المحتال؟ هل طبخ الناس في الموصل حقاً حتى وصلوا إلى هذه الدرجة من اليأس التي تبرر أن تتجرأ هذه المخلوقات الدميمة التي فضحت نفسها بكل هذا الوضوح، أن تقرر ما يجب أن يعتنقه المواطن من هوية وما لا يجب وما هو انتماؤه وما ليس انتماؤه؟

 

إن المواطن لكي يتقبل مثل هذا الكلام دون أن يرسل صاحبه إلى المشنقة أو مصحة المجانين، يجب أن يكون قد تم طبخه بالأذى واليأس، وقد بينا في مقالة سابقة أن ثعالب داعش في الجيش قد قامت بواجبها هذا تجاه المواطن الموصلي، مثلما قام جناحها في قيادة الجيش بتسليم الموصل إلى أسياده الذين فرضوه على الجيش وأعادوه إلى رتبته رغم قرارات الإجتثاث.

 

إن دعوة النجيفي في الخبر المشكوك به، الذي بدأنا به المقالة ليست مستغربة أبداً إن كانت قد حصلت فعلاً، فهي ضمن هذا السياق التآمري للخندق الإسرائيلي في العراق. وهذه الحملة لا تعمل على جبهة واحدة فكما ذكرنا قام بعض افراد الجيش بالتحضير لها لكي يكون وقعها مقبولاً، ونجد أصداء مشابهة في ثعالب الإعلام في ذلك الخندق، والتي تظهر أنيابها تباعاً.

 

أنظروا إلى هاتين المقالتين الغريبتين لـ علي الياسري ومهند حبيب السماوي في دعوتهما العجيبة للعراقيين "للإنضمام إلى كردستان"! يفتتح على الياسري مقالته المعنونة “نعم لينضم العراق إلى كردستان” (3) بالهجوم الإستباقي على القراء والقصف المطول لتأمين الطريق وردع الردود المتوقعة، على من أسماهم "جوقة الشراكوه والمعدان" التي ستشتمه بسبب المقالة وتتهمه بأنه "سني داعشي بعثي علماني وما إلى ذلك من ألقاب" ومستبقاً الإتهام بالبعث بالإعتراف بالإنتماء السابق له، مروراً بحديث عن أنسابه وشهاداته وإنه يصوم رمضان ثم التزم بدفع "الفطرة" بسبب السكر، وتوقف عنها.. الخ. كل هذه المقدمة الشديدة الطول والمملة رغم حدتها، كانت ضرورية لكي يمنع القارئ من الإنقضاض عليه عندما سيقدم اقتراحه العجيب بـ "إنضمام العراق إلى كردستان"! والسبب الأول في رأيه الغريب هذا هو أولاً أن لا تنفصل كردستان، ولا ندري لماذا لا يريد لكردستان أن تنفصل واهلها هم من يريد الإنفصال؟ وما الذي يعنيه "الإنضمام إلى كردستان" حقاً؟ هل يعني أن نسمي العراق "كوردستان"؟ "نوحد خطابنا مع خطاب كردستان"؟ نجعل أربيل عاصمتنا بدل بغداد؟ نتكلم الكوردية جميعاً؟ أم ماذا؟ إنها تبدو فكرة سريالية عجيبة ...

 

تعالوا نحاول أن نفهمها من الأخ الثاني الذي دعا إليها: مهند حبيب السماوي، بمقالته "لم لا ينضم العراق الى إقليم كردستان؟.(4). كصاحبه الأول يشعر مهند بأنه بحاجة لمقدمة تساعد القارئ على تحمل الصدمة فيكتب: "أنه سؤال غريب ومستفز.. وربما مضمخ بالعبثية وغاطس مزاجه حتى رقبته باللامعقول والسريالية.. ويبدو، هكذا سيظن المتلقي لاول وهلة، ان صاحبه كتبه في لحظة غيبوبة معرفية ووجد صوفي لم يحاكم عقله وفطنته فيما ماخطت يمناه من سؤال عابر لحدود العقل متجاوزا للواقعية، كافرا بمنطق الاسئلة التي يرسم قواعد واسس لصياغة اي سؤال باحث عن جواب حقيقي ومقنع من اجل تجنب الوقوع في التحذير الذي اطلقه لويس التوسير ....."

هل نستمر؟ ليس من السهل فهمه (الرابط موجود لمن يريد أن يحاول)، لكن ما فهمته أن الكاتب يرفض الإعتراضات (من القراء) التي "تندرج في خانة الأوهام والخرافات التي شككت بالسؤال منطلقة من اغراءات زيف لغوي هائم لم يفكك السؤال وينتقل الى ما وراء المعنى المختبئ خلفه"!! أما السبب في فشلهم في الإنتقال إلى المعنى "المختبئ خلفه"، فيقول لأنهم "فكروا بمنظار جغرافي يرسم مشهده بجلاء المكان المحدد والزمان المعين المتجسدين في عقلهم الذي تبلورت لديه في صورة ممنهجة على ارضية الواقعية الساذجة"!

 

يقول نيتشة عن بعض المثقفين أنهم "يعكرون مياههم ليوهموا الآخرين بأنها عميقة الغور"، ولا أجد خيراً من هذه السطور للتعبير عن هذه الحكمة! عندما تبدأ المقالات بمثل هذه اللفلفة الرهيبة، أدرك فوراً أنها تسعى لأن تعبر كذبة كبيرة يجب لفلفتها كثيراً جداً لإخفاء نتوءاتها الحادة.

 

وبعد فقرة سريالية أخرى من هذه، يشرع الكاتب في امتداح كردستان بمولاتها واستقرارها ومصارفها ومخازنها وفنادقها، وحتى "المناظر" التي "لا يمكن أن تراها في بقية أنحاء العراق" ويؤكد لنا أن "أغلب المحللين الإقتصاديين" يتفقون بأن الإقليم مركز "للتغييرات الإيجابية في العراق"، لأنه "استطاع الخروج من اطر النظام الاشتراكي في الاقتصاد وتحول نحو اقتصاد السوق بكل مافيه من استثمارات وخطط وبرامج وفتح المجال للشركات العالمية للدخول بقوة الى سوق الاقليم"، الذي سيكون "بديلا عن دبي" الخ من سلسلة مديح لا نهاية لها...

تلك هي الحقائق التي "أضطرت" الكاتب أن يطرح سؤاله "المحوري الجوهري" كما يقول، ليتساءل أخيراً "لم لا يستفيد (العراق) من نفس الرؤى السياسية والانفتاح الاقتصادي الذي يشهده على بقية الدول متخطيا العقبات وعابرا للصعوبات التي تقف في طريقه، لدرجة انه سيكون محطة لتعزيز العلاقات بين العراق ومحيطه الاقليمي"!

 

ولكن أين القوانين أو الإجراءات التي تمنع "الإنفتاح الإقتصادي" في العراق، وتحرمنا بركات "اقتصاد السوق" في العراق؟  أقتصاد السوق مسنون وإجباري في الدستور العراقي، ولا أعرف شخصاً واحداً في الحكومة لم يتبرك به، بل حتى شيوعيينا "تطوروا" وأعلنوا "إيمانهم" باقتصاد السوق، فماهي "العقبات" و "الصعوبات" التي تقف في طريقه؟ مهند حبيب السماوي لا يجيبنا على هذه الأسئلة ويتركها لتقديرنا.. فبعض الكلام يجب أن يفهم لوحده بدون توضيح!

 

 

لكننا لم نفهم، أو على الأقل لسنا متأكدين من القصد. لنعد إلى مقالة علي الياسري ونكلمها لعل وعسى... يقول علي الياسري: "نعم إنضمام العراق، كل العراق إلى كردستان، و هذا طبعاً مستحيل تقريباً لأن الكرد سيرفضون ذلك

لماذا يكون من مصلحة العراقيين الإنضمام إلى كردستان؟ أولاً، حتى لا تنفصل كردستان! وثانياً وهذا هو الأهم لتنتهي معاناة العراقيين التي بدأت صباح 14 تموز 1958 الأسود ولم تنتهي إلى اليوم"!

 

إذن فـ علي الياسري يمثل وجهة نظر الإستعمار الذي ثار عليه عبد الكريم قاسم، ويعتبر ثورته التي هي أنصع ما تحقق للعراق حتى اليوم، "يوماً أسود"! ثم يعدد علي الياسري انظمة الحكم التي "جربناها"، وكأنه الإستعمار ذاته يتكلم ويقول: هاقد جربتم الخروج عن طاعتي، فما الذي اصابكم جراء ذلك؟ لقد حركنا عملائنا فساموكم العذاب والموت "فإذا كنتم تريدون الإبقاء على ما تبقى من العراق" فاطلبوا "الإنضمام إلى كردستان لعل وعسى"! وما بين الأقواس للياسري.

 

وكيف سننفذ هذه النصيحة السريالية؟ ما الذي يعنيه "الإنضمام إلى كردستان"؟ إنها بلا شك ليست في الإنفتاح على السوق فالبنك المركزي تحت نظام أمريكي "سوقي" من الدرجة الأولى والبنك التجاري العراقي تحت سيطرة بنك جي بي موركان الأمريكي، و بناء المولات جار على قدم وساق، وليس هو المطولب فهذا لايحتاج إلى "ألإنضمام" لأحد . الجماعة يريدون "تغييراً" ما بإجراء "متخطيا العقبات وعابرا للصعوبات التي تقف في طريقه، لدرجة انه سيكون محطة لتعزيز العلاقات بين العراق ومحيطه الاقليمي"! فما هو الفرق الأساسي في العلاقات مع "المحيط الإقليمي" بين العراق وكردستان؟

 

 هل صار واضحاً ما يطالب به مهند حبيب السماوي وعلي الياسيري وعن أية علاقات يتحدثان وما هو "المحيط الإقليمي" الذي في بالهما، وما يعنيه الإنضمام إلى كردستان؟ إنه يعني العلاقات مع إسرائيل لا غير، والإنضمام إلى ذيولها في كردستان!

وهو ذات الأمر الذي يسعى إليه اثيل النجيفي حين يكرر كلمة "السني" في مقابلته وكأنه رجل آلي مبرمج لترويج كلمة معينة ، وهو ذات المغزى الذي يقصد به القول المنقول عنه، أو من لفقه له مناسباً لمواقفه: "لا شي يربطنا مع الجنوب لا لغة ولا دينا ولاثقافة ولا جنسا فهم “فرس وهنود “ونحن عرب."

 

المقدمات المطولة الغريبة ليست سوى حيرة هذا المكلف بهذه المهمة الوسخة، كيف يقدمها للناس، فيلف ويدور ، وكأن اللص يقول "خذوني"! يتكاثر هذه الأيام دعاة إعادة القوات الأمريكية إلى العراق، ومن يلومون الحكومة على عدم تمديد بقاء القوات كما أراد زيباري، وهم يفضحون أنفسهم، لكن ليس بهذا الشكل المكشوف لهذين الثعلبين. فالأدلة على مركزية المصدر الذي يأتمران به، عديدة، احدها هذا التوقيت المتناهي الدقة، فهل نزل الوحي على الكاتبين صدفة في ذات اللحظة لكي يكتبا مقالتيهما العجيبتين أم أن هناك برقية أرسلت لكل الثعالب معاً؟ وانظروا إلى العنوان الذي يبدو أنه وصل محدداً ولم يستطع الكاتبان أن يبتكرا أي تحوير فيه سوى أن الأول وضع "نعم لـ" والثاني وضع "لم لا" أمام ذات العبارة بالضبط!

 

إن متطلبات المهنة لهؤلاء ليست سهلة دائماً، وكثيرا ًما تفضحهم، وتجعلهم يدورون حول أنفسهم كالمهرجين، كما طلب من زركار عقراوي أن يضع إعلانات تلفونات الموساد للإبلاغ عن اية معلومات للأسير الإسرائيلي شاليط في موقعه الحوار المتمدن، فلم يجد عذراً لدهشة القراء سوى القول أنه بحاجة للمال لإدامة الموقع! وعندما طلب من فراس الحمداني أن يكتب أن القساوسة في كنيسة النجاة قتلوا بالسيوف للإمعان في تأثير العملية الإرهابية، وألححت عليه بالسؤال عن مصدر تلك المعلومة الكاذبة والمغايرة لشهادة الضحايا، لم يجد سوى تهديدي. ولم يجد هذين المسكينين سوى تلك المقدمات الحائرة المربكة لتقديم رسالتيهما الصعبتي الهضم! إن حياة "الثعالب" ليست سهلة دائماً!

 

كل يوم نكتشف المزيد، ويجب أن لا نتعب من المفاجآت، فقد تم إغراق الوطن بالثعالب، ولولا ذلك لما وصل الأمر إلى ما وصل إليه. ليس للمقالتين أية أهمية عملية طبعاً، لكنها جزء من عملية تطبيع الذهن العراقي على الرضوخ، مثلما طبعوا أذهان ساسته. إن الإنسان الضائع في العراق، سيقرأ هذا ا لموضوع ويردد بينه وبين نفسه: ولم لا؟ أليست كردستان أفضل من بغداد؟ وما هي إلا بضعة اسابيع أو أشهر ويعرض عليه مباشرة "الإنظمام تحت مظلة إسرائيل ذاتها"، فبعد قبول فكرة "الإنضمام" إلى الذيل، لن يكون الإنضمام إلى الكلب ذاته، إلا خطوة صغيرة!

 

هذا إذن ما ورائكم، لكن هناك مشكلة يا سماوي ويا ياسري ويا نجيفي، وهي أننا لسنا فقط نرفض هذه الشراكة القبيحة، وإنما أيضاً لسنا حتى مدعويين للوليمة كما هي كردستان مدعوة لها، ودورها محدد كهراوة لضربنا. إن دورنا لدى إسرائيل هو الضحية التي يجب أن تمتص حتى آخر قطرة من نفطها دون أن تبني طابوقة لبلدها وشعبها ومستقبلها، وأن يحول أبناءها إلى إرهابيين لحساب إسرائيل لضرب الآخرين كما صار في ليبيا والسعودية وغيرها. إننا لا نقبل دور الضحية ولا يشرفنا دور الهراوة التي تمارسها كردستان لحساب إسرائيل واميركا. نحن ما نزال بشراً لنا اعتزازنا بإنسانيتنا ومبادئنا واحتقارنا لكل الهراوات في العالم ولكل من يلعب دورها أو يمسك بها، ونمتنع عنه مهما كان وضعنا صعباً وكان الخلاص منه مغريا!

يروى أن البعثيين كانوا يجدون صعوبة في إيجاد من يقبل بمهنة الجلاد، فكانوا يعرضون على المحكوم بالإعدام في آخر لحظة، إنقاذه من الموت مقابل قبول هذه المهنة، وكان بعضهم يقبل والآخر كان يرفض، ويقول للجلاد: "شوف شغلك"، أي إسحب حبل المشنقة، فيفعل! ونحن أيها الثعالب نفضل - إن تطلّب الأمر - ان نموت ونفنى على مهنة الهراوة بيد اعدائنا وأعداء الإنسانية. لكن الوقت مازال مبكراً للحديث عن الفناء.

 

ونقول للنجيفي سواء قال ذلك الكلام عن عدم علاقته بالجنوب بشكل مباشر أو عبر عنه بتكراره القبيح المفتعل لكلمة "السنة"، وكذلك نقول لبقية الثعالب في كل مكان، بل "لا علاقة لنا بالإسرائيليين وأذيالهم، وكل العلاقة لنا والإعتزاز والحب والإنتماء العراقي والعربي والإنساني والديني والتاريخي والإجتماعي لنا مع الجنوب وأهل الجنوب الذين عرفناهم أطيب الخلق ولهم في ذاكرتنا وقلوبنا أسمى مكان، ولن نسمح أن تحدد هوياتنا النماذج الوضيعة في البلد، والمكلفة بتحطيمنا وتمزيق شعبنا. نحن عراقيون ومسلمون وإنسانيون، قبل أن نكون سنة، ولا يربطنا سوى الإحتقار مع ذيول إسرائيل وهراوات إسرائيل ولصوص النفط من عرب أو كرد ، سنة او شيعة ، ولا يشرفنا أن نكون معهم"! لتنفصل كردستان ولتذهب إلى الجحيم بقية ذيول إسرائيل معها هم ومولاتهم واقتصاد سوقهم وكل المخلوقات المريضة بالجشع اللامحدود والمستذلة للظلم والمتبنية لترويجه. نحن نعرف هويتنا ونعتز بها ونعرف أصدقاءنا من اعدائنا ولن "ننضم" إلى أحد!

 

(1) النجيفي: لا شي يربطنا مع الجنوب فهم” فرس وهنود” ونحن “عرب”!!

http://al-janoob.org/2014/07/News/336

(2)  لقاء اليوم.. أثيل النجيفي.. محافظ نينوى - YouTube

https://www.youtube.com/watch?v=llF4phE6YJc

(3) نعم لينضم العراق إلى كردستان بقلم:علي الياسري

http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2014/07/02/334809.html

 (4) مهند حبيب السماوي - لم لا ينضم العراق الى إقليم كردستان ؟

http://www.alitthad.com/paper.php?name=News&file=article&sid=76517

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.