كـتـاب ألموقع
لنسائل معاً كل "المقأقئين" بالطائفية كالنجيفي يا دكتوره حنان// صائب خليل
/ 0
- المجموعة: صائب خليل
- تم إنشاءه بتاريخ الثلاثاء, 08 تموز/يوليو 2014 11:36
- كتب بواسطة: صائب خليل
- الزيارات: 1944
لنسائل معاً كل "المقأقئين" بالطائفية كالنجيفي يا دكتوره حنان
صائب خليل
6 تموز 2014
وضعت الدكتورة حنان الفتلاوي، النائب عن دولة القانون التعليق التالي على موقعها في اليوتيوب،(1) (تجد الفلم الكامل هنا(2)) حول المقابلة التي أجراها أثيل النجيفي في إحدى القنوات:
"فديو مهم جداً ...
اتمنى ان يطلع عليه كل قادتنا السياسيين عسى ان يصحوا النائمون من نومتهم!!!!
الخائن اثيل النجيفي....
السنة .. السنة ..السنة ؟؟؟ كم مرة كررها ؟؟ ولو كنت انا او أي شيعي قال شيعة لاتهمونا بالطائفية !!!!!"
وهو كلام صحيح تماماً، فمن يردد مثل هذا الكلام يتهم بالطائفية بلا شك، والحقيقة أن الدكتورة لم تكن بحاجة إلى عبارة "ولو كنت أنا أو أي شيعي"، التي تفترض أن السنة يتهمون الشيعة فقط لو أنهم فعلوها ولا يتهمون جماعتهم بنفس الأمر، فقد اتهمنا النجيفي وأستناداً إلى نفس المقابلة بما هو أشد من الطائفية، فكتبت في مقالتي السابقة والمعنونة "بل لا شيء يربطنا بذيول إسرائيل يا نجيفي"(3) والتي نشرت أمس: (يمكن لمن قرأ المقالة ولا يريد "التمتع" بأقوال النجيفي ثانية أن يعبر هذا المقطع، حتى عبارة ((إنتهى الإقتباس))...) :
"ويمكن ملاحظة أن أثيل النجيفي يكرر كلمة "السني" بشكل مبالغ فيه ومفتعل، وأحياناً بدون مناسبة مقنعة ويكررها في الجملة الواحدة وكأنه مكلف بفرض تلك العبارة على الأسماع. إنه يتحدث عن "المجتمع السني" (بدل من "المجتمع العراقي" أو "المجتمع الموصلي"، ويدعو إلى "مشروع سني حقيقي يريد أن يتعايش مع العالم" ! ما هو هذا "المشروع" ومن أسسه ومن دعا إليه؟ لماذا لا يكون مشروع عراقي يتعايش مع العالم؟، ويريد له "كسب دعم دولي"(!) (وهو ما لا يقرأ في مثل هذه الظروف خاصة إلا دعم – أمريكي إسرائيلي... "يتمسك بقوميته العربية"، لماذا إذن لا يكون "عربي" وليس "سني"؟ لنلاحظ أن من يقولها هو أبعد الناس عن أية مشاعر عربية حين كان عراب بيع أراضي العرب لكردستان التي لا تفوت الفرصة في وجود مثل هذه النماذج لتقضم اية أراض إضافية يمكن قضمها من البلاد التي يتحكمون فيها ويعرضونها لمن يدفع أكثر.
ويقول "لا يمكننا أن نقاتل داعش تحت راية شيعية"،..ونقرأ عن "رأي سني موحد" (تحت القيادة الإسرائيلية كما أفترض) ، ويستبعد هذا "الرأي السني الموحد" كما يبدو، أي شخص غير سني ... "وإذا لم نستطع لململة الوضع السني" وبقي "الوضع السني" مضطرب... و عن "إخراج مشروع سني تشعر جميع الفصائل"...و "أقرأ التصريحات الأمريكية على أنها إيجابية – إبعاد المالكي!"..." نرفض التدخل العسكري المباشر، لكي لا يكون هناك جيش أجنبي على ديارنا.. ولكننا بحاجة للدعم" (العسكري غير المباشر!).. "قوة عراقية سنية تحتاج دعم خارجي"..."نقاتل داعش بأجندة سنية"... "راية سنية" .. فبالنسبة له هي أما "راية سنية" أو "راية شيعية" ولا توجد "راية عراقية" في قاموس هذا النتاج المسخ لمدينة الموصل، ليقاتل بها داعش التي ينتمي إلى أحد أطرافها بلا شك. "الجيش الذي هرب من الموصل لن يرحب به الناس، سيقاتله جميع أهالي الموصل" .. "وضع سني يحافظ على نفسه" ... "قرار سني واضح" .. "إدارة ذاتية"..."حل سياسي مع كل الفصائل الموجودة" .. "رؤيا سياسية جديدة للوضع السني"..
هل يحتاج الناس حقاً إلى تفكير لإكتشاف ما يخطط له هذا المحتال؟ هل طبخ الناس في الموصل حقاً حتى وصلوا إلى هذه الدرجة من اليأس التي تبرر أن تتجرأ هذه المخلوقات الدميمة التي فضحت نفسها بكل هذا الوضوح، أن تقرر ما يجب أن يعتنقه المواطن من هوية وما لا يجب وما هو انتماؤه وما ليس انتماؤه؟" ...
(( إنتهى الإقتباس))
كذلك لم يكن دقيقاً القول "لو كنت أنا أو أي شيعي" قالها، فقد قالها الكثير من الشيعة وليس صعباً أن نأتي بأمثلة عديدة لسنة و شيعة يتعمدون إكثار الكلام وحشوه بهذه العبارات تماماً مثل النجيفي ولذات أهداف النجيفي ويكفي أن يقوم المرء بجولة في اليوتيوب ليرى ذلك، فلا داعي للروابط لأني لم أكتب هذا كرد سني مقابل رد شيعي أبداً، بل لدي هدف آخر.
لكن قبل ذلك أود أن أصحح عبارة الدكتورة حنان بأن مثل هذا "يتهم بالطائفية"، وما أود لفت الإنتباه إليه أن من الخطأ اتهام من يفعل ذلك مثل النجيفي بالطائفية.. فعلى الأغلب هم، سنة وشيعة، مثل النجيفي، لا علاقة لهم بالطائفية، ولكن بما هو اسوأ منها بكثير، فهدفهم هو "ترويج الطائفية" وقد لا يكونون ذاتهم طائفيين. من الصعب أن نتخيل أن اثيل النجيفي طائفي، أي يعمل من أجل طائفته. إنه مجرد لص يعمل من أجل جشعه الذي لا ينتهي إلى المال فقط. لكي يكون المرء طائفياً حقاً، يتوجب عليه أن يعرف طائفته حقاً وأن نراه يدافع عن مصالحها حقاً، فهل أن النجيفي متبحر في "علوم السنة" ومقارناتها بـ "علوم الشيعة" أو مبادئهما أو منطلقاتهما، لكي نصدق أنه يرى أن السنة هم الأفضل وهم الذين يحبهم ويدافع عنهم؟ بالتأكيد لا.. أنا متأكد أنه لا يعرف حرفين على بعض من هذه المواضيع، فكيف صار محباً لهذا المذهب دون غيره ومستقتلاً من أجله؟
ومن ناحية أخرى، أين هو ذلك الحب الذي يفسر "التضحية" و "المخاطرة بالنفس" الذي يريد أن يقنعنا به ، (أسوة ببقية الساسة من أمثاله في كل الكتل)، وهو يقفز للتحالف بالذات مع الجانب الذي اغتصب أراضي السنة واحتلها بالجيوش؟ لماذا نسى ذلك الحب وقفز إلى حضن الشركات النفطية ليتفق معها وحده في الأروقة المظلمة، وبمشاركة اللص الأكبر اشتي هورامي؟ لماذا سعى لمشروع مصفى نينوى المشبوه الذي يبنى من أموال السنة في الأراضي المتنازع عليها، وقد يخسروه إن انفصلت كردستان كما هو متوقع؟
إذن فالنجيفي ليس طائفياً مهووساً بحب السنة، وما وراء "القأقأة القبيحة للنجيفي بـ "السنة" و "السني" أمر آخر أكثر قبحاً هو حب الذات وحدها لا شريك لها، والسعي لإرضاء جشعها اللامتناهي بأي ثمن وعلى حساب أهله قبل غيرهم.
ولماذا يكون "حب الذات" أكثر قبحاً من الطائفية؟ أليس هو المبدأ الذي تروج له الرأسمالية ويرى منظرها سميث أن هذا المبدأ يكفل فائدة الجميع؟
لنسأل أولاً: لماذا الطائفية قبيحة ومتدنية القيمة إنسانياً؟ لأنها نوع من "الأخلاق المغلقة" التي قارنها هنري برغسون بـ "الاخلاق المفتوحة"(4) التي تضم بين جناحيها كل البشر. لأنها تحصر مشاعر الشخص بطائفة معينة دون بقية البشر، وتتحيز لها ضد الباقين، أي أن الطائفي "أضيق أخلاقياً" من الإنساني. أما "حب الذات" دون غيرها، فهو يعني حصر مشاعر الشخص بذاته وحدها دون غيرها من البشر، حتى طائفته أو قومه، وبالتالي فهو "أضيق أخلاقياً" من الطائفية بكثير، وبالتالي وعلى نفس المبدأ الذي نستهجن به الطائفي، فعلينا أن نحتقر المفرط في حب الذات والمستعد لأن يفعل كل شيء من أجلها مهما حطم ممن حوله، وهو ما يفعله النجيفي وأمثاله من "مروجي الطائفية" من السنة والشيعة.
لنعد إلى الدكتوره حنان، ولتسمح لي أن أطرح الهدف من هذه المقالة، فهي كما قلت ليست رداً سنياً على اتهام شيعي، إنما هي محاولة لتطبيق ما كتبته لها يوماً عن "مناظرات التفليش ومناظرات الإنتصار لهدف"(5) وضرورة السعي إلى أتفاق. لقد كتبت في التعليق ما يفهم أنك معترضة على مثل هذا الكلام ، وطبيعي أن اعتراضك قائم سواء كان من الشيعة أو السنة، وأنا أتفق معك تماماً في ذلك فلنتفق إذاً أن نرفض ونهاجم أي شخص يطرح مثل هذه "القأقأة" بـ "كذا السنة" "كذا سني" أو "كذا شيعة" "كذا شيعي" كالأصوات السريعة المتتالية المكررة ا لتي تطلقها الدجاجة عندما توشك على أن تبيض، والتي يهدف منها إلى حشر المفهوم عنوة في الذهن الشعي أو السني ودحر المفاهيم العراقية والإسلامية والإنسانية ، فلا يبقى في ذهن هذا الإنسان المسلم العراقي سوى أنه "سني" او "شيعي"، ومن المتوقع أن تتكاثر هذه الأشكال في الأيام القادمة في حملة دفع العراق إلى أحضان إسرائيل، التي ستكشف لنا الكثير من الثعالب الذين سيضطرهم سيدهم إلى "تحليل خبزتهم" بموقف مفضوح مثلما فعل مع الكتاب الذين ذكرتهم في مقالتي السابقة وقبلهم مع "فراس الحمداني" والعديد من كتاب "اليسار التائب" لذلك، ولكي لا يفهم البعض تعليقك أنه تبرير لتكرار ما فعله النجيفي من الجانب الشيعي بالمقابل، وليعود البعض من السنة لاستخدامها حجة ايضاً لكرة ثلج طائفية تكبر كلما تدحرجت، أتمنى أن تتفقي معي على الوقوف بوجه هذه الدجاجات التي "تقأقئ" بـ "السنة" أو "الشيعة"، وكأنها ستبيض لفرط تكرارها الألفاظ الطائفية. وإن كانت "قأقأة" الدجاجة تبشر ببيضة صحية لذيذة فبيضة هؤلاء تفوح منها رائحة الفضيحة، فلنسألهم حيثما وجدناهم في حالتهم هذه، والدعوة عامة لكل العراقيين: ما هي البيضة التي في جوفكم؟
(1) تعليق د. حنان الفتلاوي على صفحتها في الفيسبوك
https://www.facebook.com/photo.php?v=658666084202482
(2) ملاحظة: ورد في مقالتي "بل لا شيء يربطنا بذيول إسرائيل يا نجيفي" نقلا عن خبر تبين أنه كاذب، إشارة إلى تلك المقابلة وادعى بأن النجيفي قال فيها ما لم يقله، لذا إقتضى التنويه.
الفيديو الكامل لمقابلة أثيل النجيفي مع قناة "التغيير"
https://www.youtube.com/watch?v=z0j4uJeE3VM
(3) صائب خليل - بل لا شيء يربطنا بذيول إسرائيل يا نجيفي
https://www.facebook.com/saiebkhalil/posts/719590008098071
(4) هنري برغسون: “منبعا الأخلاق والدين”
(5) صائب خليل: مناظرات التفليش ومناظرات الإنتصار لهدف
المتواجون الان
721 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع
