اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

تقنيات حسين كركوش الإعلامية – ملحق لمقالة// صائب خليل

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

صائب خليل

 

عرض صفحة الكاتب

تقنيات حسين كركوش الإعلامية – ملحق لمقالة

صائب خليل

2 أيلول 2018

 

بدأت كتابة هذه السطور كبحث دفعني الفضول اليه لدراسة مميزات التفكير الإعلامي للكاتب حسين كركوش. فرغم كل ما كتبت عنه في المقالة الأخيرة (1) فقد اعجبت بقدرة الرجل الذهنية والنفسية على تحدي الصعوبات وإيجاد المنفذ الإعلامي لإقناع قراء ليسوا اكثر القراء سذاجة بالتأكيد، رغم انهم يتميزون بـ "تحيز توكيدي" شديد (فكرة مسبقة تسهل اقناع الشخص) يسهل عليه مهمته.

لم يكن القصد الخروج بمقالة ونشرها، لكن ما اكتشفته بدا لي مناسباً ليكون ملحقاً بالمقالة السابقة. الغرض من هذا الملحق هو مراجعة الأساليب التي اتبعها كركوش لإقناع قرائه بما أراد، رغم تناقضه مع المنطق والواقع، وارجو قراءة هذا النص على هذا الأساس.

 

1- يركز حسين كركوش في مقالته "حضور الأرادات الشخصية وغياب التفكير الاستراتيجي عند الطبقة السياسية العراقية الحاكمة"، الانتباه على تهديد العامري بإسقاط الحكومة إن جاءت بفرض امريكي. وبسمي كركوش تلك العملية بـ "الانقلاب" دون ان يعود الى السبب ابدا خلال كل المقالة الطويلة، املا ان ينسى القارئ السبب وبداية المشكلة.

 

2- يثير الرعب من نتائج مقولة العامري، ويدخل في تفاصيل اكشن خيالية ليجعل التذكر والمراجعة الهادئة اكثر صعوبة على القارئ. في عبارة العامري (إن كانت قد نقلت بشكل صحيح) لم يجر الحديث عن انقلاب وحرب، وقد يفهم منها ذلك او يفهم أن المقصود هو اسقاطها بالعمل البرلماني وجمع الأصوات ضدها، منطلقين من أصوات الحشد.

 

3- يتدرج في المغالطات بحيث لا تكون أية خطوة فيها مفضوحة، ليتوصل في النهاية الى تسمية من كان رئيس وزراء فرضته أمريكا بـ "الآخر المختلف"، فيحرض على من يهدد بإسقاطه.

 

4- يعامل الحكومة التي تأتي بفرض اميركا رئيس وزراء على البد، كحكومة شرعية.

 

5- يسميها بشكل غير مباشر: "تجربة برلمانية جديدة" و "تداول سلمي للسلطة".

 

6- وهذا يتيح له ان يعامل من "ينقلب" عليها على انه "غير شرعي" وانه "توتاليتاري" و "إقصائي" يرفض "الآخر المختلف".

 

7- التدرج يتيح له في النهاية ان يضع تفسيرا لقول العامري على أنه "ستُفتح أبواب جهنم إذا لم أصبح رئيسا للوزراء... ستسيل الدماء غزيرة إذا لم يحدث ما نراه صحيحا"!

 

8- يحشوا مقالته بعبارات عشوائية ليضبب موقفه أكثر ويترك لنفسه خطوط رجعة، فيتحدث عن سقوط جدار برلين وخيمة صفوان وحتى غزو الأمريكان للعراق بدون تفويض اممي، وحتى ان داعش "اختراع امريكي". لكنه لا يحدد موقفه من كل هذا.

 

9- يتجرأ على طرح مواقف صعب جدا الدفاع عنها أحيانا (ربما كان مضطرا) مثل أن “الولايات المتحدة.. ارادت نشر الحرية و الديمقراطية في العراق” وإنها " ذهبت هناك لنشر ما تؤمن به من قيم"، ولا يكلف نفسه بتقديم دليل أكثر من ان كونداليزا رايس قالت ذلك! متجاهلا تاريخ افعال اميركا في العراق وفي كل العالم، والذي يثبت العكس تماما.

 

10- لإقناع قرائه بسلامة موقف العبادي في المشاركة في الحرب الاقتصادية الامريكية على إيران، يبدأ ببث النفور من مهاجميه بوصفهم بأوصاف يعلم ان قراءه شديدي الحساسية لها فيصف هؤلاء بـ "الشعاراتية" (تستخدم كثيرا لتبرير قبول أي خنوع) و "اهل الكهوف" (إشارة الى المؤمنين، من وجهة نظر قارئ ملحد).

 

11- يصف الحرب الاقتصادية الامريكية بمواصفات "حيادية" مثل المواجهة الأميركية الإيرانية”، معطيا العدوان تعبيرا حيادياً تضيع فيه الأدوار، ويختلط فيه المعتدي مع المعتدى عليه في كل "متجانس"، تماما كما يقدم الاعلام الإسرائيلي الاحتلال على انه: "الصراع الفلسطيني الإسرائيلي" أو "مشكلة الشرق الأوسط".

 

12- التبسيط نحو الحيادية يهدف إلى تضييع الحقيقة الأساسية التي تقول أن هناك دولة الغت من جانب واحد اتفاقية دولية لها مع أخرى، وبدلا من ان تعاقب الدولة التي الغت الاتفاقية، فأن التوجه يدور حول معاقبة الدولة الأخرى التي يتوجب عليها قبول تغيير الاتفاق والخضوع لشروط جديدة تمليها عليها الدولة التي الغت الاتفاق.

 

13- وقد تم "تحييد الموضوع" في ذهن القارئ غير المنتبه، تأتي الخطوة التالية: تصوير الحياد الطبيعي المتمثل بتجاهل الدعوة للمشاركة في المقاطعة، وإبقاء العلاقات كما هي بين الطرفين على انه "تورط" وانحياز لإيران يجري "استدراج العراق اليه" ويصور دعاة الحياد بانهم: "الذين يريدون زج العراق في هذه اللعبة القاتلة"!

 

14 يقدم الانحياز لأميركا والمشاركة في حربها الاقتصادية على انه يمثل الموقف "الحيادي" الذي يجب ان يتخذه العراق. هذه النقطة والتي قبلها لم يخترعها كركوش إنما انتشرت في الاعلام العراقي بشكل كبير، وكانت موجودة ضمنا في طرح العبادي عندما اعلن "التزامه" بالمقاطعة الأمريكية. ولنلاحظ هنا أيضا أن عبارة "الالتزام" توحي بأن من يشارك الحرب، إنما "يلتزم" بقرار دولي شرعي أو قانون أو اتفاقية دولية وقع العراق عليها، وليس امراً أمريكيا لا يسنده سوى القوة الطاغية".

 

15- حين يوجه حسين كركوش اهتمامه الى هدف امريكي آخر، فإنه يلبس ثوبا آخر يناسب الدور المطلوب. فقد رأيناه في دور رفض التهديد بإسقاط من ينصبه الامريكان على البلاد، يهمل تماما أي حديث عن كرامة البلاد او "هيبة الدولة"، لكن "هيبة الدولة" تظهر فجأة مهددة من قبل "الحشد الشعبي"، الذي يمثل خطورة على العراق لأنه "سيصبح جيش (الدولة الرديفة)".

 

16- من اكثر ما اثار استغرابي في ما كتب كركوش عبارة يبدو أنه لصقها لصقاً وبدون مناسبة وكأنه مضطر: "الجميع يعرف بأن العراق شأن امريكي". لا يمكن ان نستنتج إلا انه يمثل تحذيراً، فيجب عدم تدخل العراقيين في شؤون بلدهم كما يبدو! ما الهدف الإعلامي من هذه الجملة الاعتراضية؟ لم يسعفني خيالي بإيجاد هدف سوى أن الغرض منها تعويد العراقيين على قبول تسليم امورهم بيد الامريكان كأمر واقع، و "تطبيع" ذلك الخنوع بشكل علني، رغم ان ذلك مناقض لخطاب "الهيبة" التي لا تضيعها اية إهانة سوى وجود الحشد في البلاد.

 

17- في بداية فقرة مقالة أخرى يدهشنا كركوش بجملة غريبة عليه: "ثورتين عظيمتين عرفهما العالم في القرن الماضي، الأولى ثورة أكتوبر الروسية بقيادة لينين. والثانية، الثورة الإيرانية بقيادة الإمام الخميني."! ليزيد دهشتنا حين يضيف: "الثورتان كلاهما هزتا العالم، ليس بقوة السلاح، وإنما بقوة المثل والقيم والمبادئ."!!

لكن الدهشة تزول في الجملة التالية الصاعقة: "لكن الاثنتين ماتتا"!! ليكمل: "الأولى هي ونظامها السياسي، والثانية ماتت هي، ونظامها الإسلامي يعاني سكرات الموت."

ذلك الاحترام المصطنع للثورتين، لم يكن إلا مقدمة يرفع بها مصداقيته أمام القراء، لكي يتمكن أن يعود في الجملة التالية ضارباً بهما الأرض ليحطمهما بأشد ما يستطيع من تحطيم، كمن يرفع صخرة فوق راسه ليضمن قوة صدمة بالأرض تحطمها! هل كان ذلك ضروريا؟ نعم، فما يقوله صعب الاقناع. الثورة الروسية تحطمت بالفعل، لكن نظامها مازال ينبض، أما الإيرانية فلم يتحطم منها شيء بعد.

 

18- هدف اخر يجبر كركوش على لبس ملابس دور آخر، هو الهجوم على المقاومة اللبنانية، وقد قرر أن اتفاق الجرود، قد يكون هدفا اكثر سهولة من "العنف" و "الإرهاب". المشكلة هنا أنه يجب ان ينقلب على كل شخصيته المسرحية المتخاذلة ويتحول الى ثوري اكثر تطرفا من المقاومة اللبنانية ليؤدي الدور، ويتظاهر بالغضب من الاتفاق! إنها مخاطرة تهدد بكشفه، باعتبار ان بوصلة شخصيته تتغير حسب الحاجة، لكنه لا يأبه، فهو يعرف قراءه جيداً كما يبدو.

 

(1) صائب خليل - اليسار في يومه العاشر... 1- ما الذي أرعب حسين كركوش؟

https://www.facebook.com/saiebkhalil/posts/1980352675355125

http://www.tellskuf.com/index.php/mq/77122-st034.html

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.