كـتـاب ألموقع

نادية مراد تشكر مغتصبيها وتدعو للتدخل الأجنبي في العراق// صائب خليل

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

صائب خليل

 

عرض صفحة الكاتب

نادية مراد تشكر مغتصبيها وتدعو للتدخل الأجنبي في العراق

صائب خليل

17 كانون الأول 18

 

إذا واجهنا الحقائق المتزايدة على دور الغرب في خلق ودعم داعش، وإن لم نزح الحقائق التي كشفتها مقالة الإيزيدي الشجاع د. سعيد بير مراد(1) فان نادية قد شكرت في خطابها مغتصبيها، وتركت من انقذها ومن انقذ سنجار ومن ضحى بحياته من اجل ذلك، بدون كلمة امتنان واحدة!

وإن تجاهلنا كلماتها الإنشائية عن العراق ووحدته نرى ان نادية تتبنى الموقف الامريكي الاسرائيلي من تفتيت العراق والسعي لتهجير اقلياته والسماح بالتدخل في شؤونه الداخلية بحدة الحماية الإنسانية.

في خطابها عند تسلمها جائزة نوبل، قالت نادية مراد في هذه النقطة: (2)

"اريد ترجمة هذه العاطفة إلى عمل على ارض الواقع"..."فعلى المجتمع الدولي توفير الحماية للإيزيديين وتحت اشراف الأمم المتحدة . بدون هذه الحماية الدولية ليس هناك أي ضمان اننا لن نتعرض لإبادة أخرى"..

وقالت: "كما ان المجتمع الدولي يجب ان يكون ملتزما اكثر بتوفير فرص اللجوء والهجرة لأولئك الذين اصبحوا ضحايا لهذه الإبادة"

وكذبت مراد فيما قالت بأن سبب تلك "الإبادة" هو "فقط لكوننا ايزيديين".

وهذه العبارة ليست نتاج حالة عاطفية، بل هي عبارة مدروسة قانونيا بشكل دقيق. فالقانون يشترط لاعتبار الجريمة جريمة ابادة عنصرية أن يكون هناك دليل على انها موجهة عمداً ضد عنصر او قومية معينة وأن المجرم كان يهدف الى ذلك عمداً.

وبالطبع، من أجل تحقيق ذلك، من الضروري ان تخفي نادية مراد جرائم داعش ضد الباقين، لأن هذا يدحض الشكل القانوني المطلوب للتدخل الدولي.

ولكي تزيد امكانية هذا التدخل فهي تقول: "مجتمعي يقع تحت إبادة مستمرة منذ اربع سنوات" (3) وأن "حماية الإيزيديين مسؤولية المجتمع الدولي..." .. وتشجيعاً للهجرة تؤكد نادية أن "جميع الضحايا يستحقون ملاذا امنا"..

 

ثم تعود نادية لتلقي اللوم على التعليم، فتقول: "للتربية والتعليم دور أساسي في انشاء المجتمعات المتحضرة التي تؤمن بالتسامح والسلام ....بدلا من الكره والطائفية"

ولهذا الأمر هدفين واضحين: الأول هو القاء اللوم على المجتمع الإسلامي وأن تعاليمه هي من انتج ذلك العنف، وهو خط إعلامي واضح جدا يتبعه الكثير من المجندين الاعلاميين لإسرائيل واميركا، اضافة إلى عدد من المقتنعين من غيرهم والذين يبحثون عن حجة لجلد الإسلام، بغض النظر عن الحقائق. والحقائق تؤكد أن تعليمات الإسلام هي الأكثر سلاما إن قورنت بغيره من اديان المنطقة، ربما حتى الإيزيدية منها (قبل بضعة سنوات قامت قرية ايزيدية برجم فتاة ايزيدية حتى الموت لأنها كانت على علاقة بمسلم وارادت ان تتزوجه).

والهدف الثاني من هذا التلميح الى التعليم، هو ان التعليم وتغييره هو احد الاهداف الاساسية لإسرائيل، لجعل المسلمين مقتنعين بأنهم هم اصحاب العنف وانهم يجب ان يعترفوا بذلك ويستسلموا لما يملى عليهم، كما تبين بعض التغييرات التي اجريت على مناهج التعليم في بعض الدول العربية الخاضعة لإسرائيل.

 

وجدير بالملاحظة ان نادية تصر في كل ذلك على الحديث بالعربية التي لا تجيدها، فكأنها دفعت اليها دفعاً ممن يريد لكلماتها وقعاً على الجمهور العربي، والذي يبدو ان المطلوب هو إثارة احساسه بالذنب وتسهيل عملية جلد الذات التي تصرف عليها مبالغ طائلة وتسخر لها إمكانيات إعلامية كبيرة.

 

شكرت نادية مراد: "كل شخص دعم رسالتي، فريق عملي، عابد .. رفيق دربي، كندا وأستراليا، المملكة المتحدة، فرنسا والرئيس ماكرون، كردستان، امير الكويت وحكومة النرويج لاعادة اعمار العراق، المحامية امل كلوني، اليونان"...

أي باختصار الجهات التي خلقت ودعمت داعش (عدا اسرائيل، التي يبدو انه تم نصحها بتجنبها)، وكما يبين د. سعيد في مقالته المهمة: "الدور الأمريكي بإبادة قرية كوجو في سنجار"..

ويذكر أن نادية شاركت احتفالات نهاية الحرب العالمية الأولى في باريس، وستكون دائماً سوطاً اعلامياً لجلد الإسلام والعراق في كل مناسبة ممكنة. وطبيعي ان يستقبلها رجل امريكا الأول في العراق اليوم، عادل عبد المهدي، وكذلك الحمقى من الساسة الذين لا يفكرون قبل ان يستقبلون أعداء بلادهم كما فعلوها تكراراً في الماضي، ولا يخطر ببال احد ان يطالب بمحاسبتها باعتبارها قد خالفت القانون العراقي السائر بزيارة اسرائيل. فمن يخالف هذا القانون له من عبد المهدي التكريم وليس العقاب، عمداً لاحتقاره وشله لكي يمكن الغاءه في اللحظة المناسبة.

 

(1) الرد الموثق: الدور الأمريكي بإبادة قرية كوجو في سنجار - د. سعيد بير مراد

http://alrad0.blogspot.com/2018/10/blog-post_5.html

(2) https://youtu.be/xuN-SqCt25U?t=331

(3) https://youtu.be/xuN-SqCt25U?t=740