اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

وكيل المرجعية يصرح بالضد منها حول دستورية عادل عبد المهدي!// صائب خليل

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

صائب خليل

 

عرض صفحة الكاتب

وكيل المرجعية يصرح بالضد منها حول دستورية عادل عبد المهدي!

صائب خليل

21 حزيران 2019

 

في خطبة الجمعة الأخيرة (14 حزيران 2019) قال الشيخ حسين آل ياسين، بحضور عادل عبد المهدي المفاجئ للخطبة، مخاطباً الناس: "حق لكم ان تشكروا الله على ان جهاتكم الحاكمة تختارونها انتم بعملية سياسية يدعو لها الحكماء" .. وأضاف: "رأس السلطة بطريقة دستورية.. هو رأس بطريقة دستورية.. " وأكمل مؤكداً: "هذه القضايا اريد ان تتذوقوها!".(1)

 

ليس هناك ما هو ابعد عن الحقيقة من هذا، وفوق ذلك ليس هناك ما هو ابعد من هذا عن رأي مرجعية السيد السيستاني الذي يمثلها الشيخ حسين آل ياسين!!

.

الشيخ الذي يدعونا أن "نشكر الله" اننا نختار اليوم "جهاتنا الحاكمة" بعملية سياسية يدعو لها الحكماء! إنه كلام من لا يدري شيئا عما يجري حوله. فليس هناك احد انتخب عبد المهدي ولا يمكن ان ينتخبه أحد لكثرة الفضائح التي أحاطت به واخرها (ولم تكن الوحيدة) فضيحة مشروع ما اسماه "شركة النفط الوطنية" التي رأت المحكمة الاتحادية انه كان يهدد البلاد بخسارة ثروتها وتفتيتها وبالحرب الأهلية! وكانت عملية ترشيحه للمنصب، افسد عملية جرت ابتداءاً من أشد تزوير أصوات واحراق الصناديق عرفه العراق، إضافة الى ان غالبية من الشعب رفضت المشاركة في هذا التصويت المزيف الذي يدعونا الشيخ ان نشكر الله عليه، وانتهاءاً بتزوير العملية الدستورية بالشكل الصلف، الذي جاء بمن يمعن في تدمير البلاد.

أين هذا الكلام من خطاب المرجعية بمناسبة ميلاد الحشد والذي جاء فيه : "ولا يزال التكالب على المناصب والمواقع ومنها وزارتا الدفاع والداخلية والمحاصصة المقيتة يمنعان من استكمال التشكيلة الوزارية، ولا يزال الفساد المستشري في مؤسسات الدولة لم يقابل بخطوات عملية واضحة"!؟

 

لكن مغالطة ومراوغة الحقيقة تكون بأشد وضوحها حين يصف الشيخ آل ياسين عبد المهدي بأنه "رأس بطريقة دستورية"!!

ولعل الشيخ لم يقرأ الدستور ولا يدري عم يتحدث. فالدستور يقول أن "الرأس" يجب ان يرشح من "الكتلة الأكبر عددا" (المادة 67). ولا ينكر حتى الذين رشحوا عبد المهدي في ساعة واحدة أنهم فعلوها خلافاً للدستور، كما قالوا ذلك في مقابلات تلفزيونية عديدة وبكل صلافة، حيث أكدوا انه انتخب بعيداً عن "الكتلة الأكبر" وبالتالي بعيداً عن الدستور. وتحدث بعضهم عما أسماه "طرق أخرى لانتخاب المرشح". وقد تحجج السيد مقتدى الصدر بمراوغة لفظية غريبة لتبرير تجاوزه الدستور بالقول: "الشعب أكبر من الكتلة الأكبر"!

 

والمشكلة أن هذا التصريح يبدو وكأنه تأكيد للإشاعة التي سرت بان مرجعية السيد السيستاني هي من دعمت عبد المهدي وتدعمه، والتي نفاها السيد السيستاني بشدة، وقال في بيانه:

"إنّ هذا الخبر غير دقيق فان ترشيح رئيس مجلس الوزراء انما هو من صلاحيات الكتلة الاكبر بموجب الدستور وليس للآخرين رفض مرشحها، ومن هنا فان التعبير بالرفض لم يصدر من المرجعية الدينية، كما انها لم تسم اشخاصاً معينين لأي طرف بخصوصه، وانما ذكرت لمختلف الاطراف التي تواصلت معها -بصورة مباشرة او غير مباشرة – انها لا تؤيد رئيس الوزراء القادم اذا اختير من السياسيين الذين كانوا في السلطة في السنوات الماضية بلا فرق بين الحزبيين منهم والمستقلين، لانّ معظم الشعب لم يعد لديه أمل في أي من هؤلاء في تحقيق ما يصبو اليه من تحسين الاوضاع ومكافحة الفساد". (2)

 

هذه كلها معلومات يعرفها الجميع فهل يجهلها ممثل المرجعية، ام ان وجود عبد المهدي في الخطبة كان سبباً لتجاهل الحقائق وتجاهل حتى السيد السيستاني؟ فعلى أي شيء يريد الشيخ آل ياسين أن نشكر الله على هذا "الرأس"، إلا من باب انه "لا يحمد على مكروه سواه"؟ وما الذي يريدنا ان "نتذوقه" من دستورية عبد المهدي الكاذبة؟

 

لا يجهل أي عراقي، أن عبد المهدي وصل الى الحكم بولادة سفاح لا دستورية وبطريقة مشبوهة لم تستغرق اكثر من ساعة واحدة، لا احد يعرف لها تفسيراً ولا يعرف القوى التي رتبتها على وجه التأكيد. كما ان التملص من مسؤولية ترشيح عبد المهدي من قبل جميع الكتل، تكشف أن أي من الكتل لم يكن يريد ان يتحمل مسؤولية ترشيحه لأنهم يعرفون ما يخطط له من تدمير للبلاد. وعدا كونه من الحرس القومي الذي مازال حتى اليوم يكن البغض والحقد لإجراءات الزعيم عبد الكريم قاسم ويقف مع الشركات النفطية ضده، كما كتب هو بنفسه صراحة عندما كان وزيرا للنفط، حين وصف القوانين التي حرمت شركات النفط الإنكليزية الأراضي العراقية غير المستغلة بـ "القوانين الجائرة" وكأنه ممثل صريح لتلك الشركات(3)، وأضاف انها "خربت الكثير من البناءات التي حصلت سابقاً"، قاصداً بها عهد الملكية التابع للإنكليز بدعم اقطاعيين من مثل ابيه.

 

 

لذلك فأن تآمره على البلاد استمر بنشاط بعد الاحتلال وكان مطية لصوص إقليم كردستان المفضلة منذ وزارته الأولى التي منحهم ما لا يملك بزيادة نسبتهم بـ 50% على حساب جياع الشعب العراقي فاقترح اعتباطياً منحهم 17% بدلا من 11% التي تمثل نسبتهم الإحصائية. واستمر بعد ذلك يتآمر على النفط ويتساير مع اقطاعيي كردستان في مختلف المناصب التي تسنمها، وكان آخرها ذلك المشروع الذي حمى الله منه العراق وثروته بفضل فتية بواسل بينوا للمحكمة الاتحادية مخالفته للدستور في كل نقطة فيه. المشروع الذي كان عبد المهدي عرابه على رأس عصابة مشبوهة، كما كتبنا عن ذلك كثيرا.

وما ان وصل عبد المهدي الى الحكم حتى بدأ بنشاط محموم عملية تحطيم البلاد وكأنه يخشى ان يكتشف امره قبل تنفيذ ما كلف به. فأغرق البلاد بالديون، ووقع اتفاقيات غير دستورية بدون مراجعة البرلمان ومد أنبوب النفط ليحمل نفط العراق الى أبواب إسرائيل، واخيراً اكد انه سيمنح المزيد للصوص كردستان وخلافاً لقانون الموازنة الذي يتحجج به، والذي لا يعفيها من أي شيء، وخلافاً للدستور الذي يؤكد المساواة بين كل أبناء الشعب العراقي في توزيع ثروة البلاد.

 

لأجل كل ذلك سعت جميع الكتل الى التبرؤ من مسؤوليتها في وصوله الى الحكم، وحاولت القاء اللوم على المرجعية وادعت ان المرجعية ضغطت عليها لترشيحه، مستندة الى غموض خطاب المرجعية بهذا الشأن، لتلقي على عاتقها مسؤولية كل ما ينتظر من جرائم بحق الوطن والناس، مما قام به هذا الرجل وسيقوم به مستقبلاً. وهاهو الشيخ آل ياسين يصب الماء البارد على تلك الكتل المحتالة ويمنحها المصداقية فيما ذهبت اليه من اتهام مرجعية السيد السيستاني بالمسؤولية عن ترشيح عبد المهدي، والقول بشرعيته ودستوريته!

 

إنني ادعو السيد السيستاني الى تصحيح الخلل وسوء الفهم لموقف المرجعية، الذي تسبب به هذا الشيخ، وأن يصدر بيانا واضحاً ينفي فيه المغالطات التي جاءت على لسانه وأن يعلن ما يعرفه الجميع، ان عبد المهدي قد تم ترشيحه خلافاً للدستور ولتوصيات المرجعية، وأنها ذكرت ضرورة أن يتم الترشيح من خلال الدستور بمادته التي 67 التي تشترط تحديد الكتلة الأكبر أولاً، كما جاء في بيان المرجعية أعلاه، وأن يزيل عن الناس أي التباس في الفهم قد يكون ناتجاً عن غموض في موقف المرجعية، اسهم هذا الشيخ في زيادة تشويشه عليهم من دستورية رئاسة عبد المهدي وموقف المرجعية منه، لأن الصمت سيكون تأكيد لهذا الخلل.

 

(1) الشيخ حسين آل ياسين يشيد بدستورية "الرأس" عبد المهدي ويدعو الناس لشكر الله على العملية السياسية

https://www.facebook.com/saiebkhalil/videos/2433706906689127

 

رابط الخطبة على موقع المرجعية في الكاظمية:

https://www.facebook.com/alyaseen.face/videos/643394972801203

 

(2) البيانات الصادرة » المرجعية العليا: لا نؤيد من كان في السلطة في السنوات السابقة لموقع رئاسة الوزراء

https://www.sistani.org/arabic/statement/26114

 

 (في حالة عدم فتح الرابط يرجى استعمال العنوان في البحث على كوكل)

 

(3) عادل عبد المهدي يهاجم الزعيم قاسم ويعّد لـ 8 شباط جديدة

https://www.facebook.com/saiebkhalil/posts/879017382155332

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.