كـتـاب ألموقع

مقتدى يتقلب ولا يشرح واتباعه لا يملكون ردوداً سوى الشتائم// صائب خليل

• 

تقييم المستخدم:  / 0

سيئجيد 

المجموعة: صائب خليل

تم إنشاءه بتاريخ السبت, 27 تموز/يوليو 2019 19:36

كتب بواسطة: صائب خليل

الزيارات: 1772

صائب خليل

عرض صفحة الكاتب

مقتدى يتقلب ولا يشرح واتباعه لا يملكون ردوداً سوى الشتائم

صائب خليل

27 تموز 2019

مقتدى لم ولن يشرح السر الكبير الذي حول عنده قانون سانت ليغو 1,9، وخلال سنتين، من "حاضنة (للفساد) مماثلة لحاضنة الإرهاب الداعشي" تستوجب تعزية الشعب العراقي على إقرارها،(1) إلى قانون مقبول قام هو وجماعته بالتصويت عليه، (رغم ان حلفاءهم في الحزب الشيوعي صوتوا ضده)..

هل تم القضاء على الفساد ولم يعد هناك مشكلة من توفير "حاضنة" له؟ هل سيطر مقتدى على الوضع من خلال الحكومة التي شكلها فصار ممكناً ما لم يكن ممكن في الماضي؟

الصدريون المساكين الذين يحاولون بكل الطرق العجيبة والغريبة الدفاع عن مواقف السيد مقتدى، يقولون ان عبد المهدي لم يكن اختياره وانه كان مجبرا عليه (رغم ان أحدا لم يلتزم عبد المهدي اكثر مما فعل الصدر حين وصفه بـ "المستقل المستقيل من الفساد" ولم يبرر احد تحطيم الدستور من اجل ولايته مثل الصدر الذي قال ان "الشعب اكبر من الكتلة الأكبر".

وحين قام بتشكيل محاكمه العرفية لمحاسبة من اتهمهم بالفساد من جماعته، دافع الصدريون عن موقفه الغريب المدمر للقانون، بأن القانون محطم أصلا وان القضاء مرتشي وان المجرم يتم اطلاق سراحه. وحين قلنا لماذا لا يقوم الصدر ومن لديه بالسعي لتحسين وضع القانون التعبان وإقراره بقوته؟ قالوا ان الصدر لا يستطيع كل شيء وان الجميع ضده..

طيب ، لنفترض ان هذا صحيح وان الصدر قد اجبر على الموافقة على حكم عبد المهدي الذي قدم ثروة العراق لكردستان والأردن ورحب بالقوات الامريكية التي أخرجت بدماء الصدريين ومواقفهم البرلمانية الثابتة قبل غيرهم، كما يقول هو تماما، ولنفترض انه غير قادر على دعم القانون لأن "الجميع ضده" وأن الفساد اقوى من ان يواجهه مباشرة..

مادام الوضع مازال بهذا السوء، وان الفساد مازال مسيطراً لا سلطة للصدر عليه، كيف يفسر اذن زيادة قوة الفساد بدعمه لقانون هو "حاضنة للفساد" لا يقل عن داعش؟؟

إنه لا يفسر ذلك ولن يفعل، فهو لم يفسر أي من تقلباته ابتداءاً من انقلاب موقفه من إيران الذي لا يعلم احد سره وما الذي تغير فيها لتصبح خصماً بعد ان كانت مكانه المفضل للاعتصام، وانتهاء بموقفه من سانت ليغو 1,9 مروراً بانقلابه في اعتصام البرلمانيين..

إنه لا يشرح ولا يفسر، واتباعه لا يطرحون أسئلة، وهو يعتمد على ان المساكين الملتفين حوله سيدافعون عن موقفه مهما تقلب، فيتركهم ليتحولوا الى فئة عديمة المصداقية لا يدري احد ان وقفت اليوم في مكان انها لن تقف غدا في العكس منه وبنفس الحماسة والثقة، وكأنهم بهلوانات تتقافز بين المواقف، ولا تجد رداً على المنتقدين سوى الشتائم والاتهامات بـ "ايتام الولاية الثالثة" و  عملاء "دول الجوار"، وصولا الى "ئبن الزنا" التي اشتهر بها الأقل ثقافة منهم!

هل هذا تصرف قائد له رسالة وهدف في بلده؟ قائد حريص على اقناع الشعب برسالته وليس حفنة من اتباعه الذين بدأوا يتصورون انفسهم الوحيدون الأمينون على مستقبل بلدهم وان الباقين كلهم منافقين، يرفضون "الحق" الذي هو مقتدى و "يحقدون" على آل الصدر، وكأن الحقد على آل الصدر صار وباءاً وطنياً وأن الناس لا هم لهم ولا غم إلا "الحقد على آل الصدر"!!

متى يعلمون أن الحق لا يقاس بـ"مقتدى" كما يفعلون دائما، وأن بقية الناس تقيس مقتدى بالحق كأي انسان آخر وكما أوصى الإمام علي؟

متى يعي الصدريون انهم في مأزق؟ متى يتساءلون لماذا يضعهم قائدهم في هذه المواقف المحرجة بلا شرح ولا مقدمات تسبق انقلاباته وتهيء الناس لها، مثلما احرج نوابه المعتصمين وجعلهم اضحوكة للناس، إذ سمعوا بموقفه من الإعلام مع بقية الناس، وبلا أي شرح يساعدهم على تبرير انقلابهم على قسمهم ووعودهم؟

متى يقرون بأن تبريراتهم بأن "السيد القائد" يعلم ما لا تعلمون ويفهم ما لا تفهمون، كلام لا يقبله انسان يحترم عقله؟

متى يعون أن هناك خللاً يزداد عمقاً؟ انهم لم يستطيعوا اقناع أحد خارج التيار بأن هناك "إصلاحا"؟ متى يشعرون ان الناس خارج التيار لا تقتنع بشيء لمجرد أن قاله مقتدى، وانها، مثل بقية البشر في كل مكان، تريد شرحاً وأدلة وخطابا مفهوماً قابلاً للتصديق؟ متى يعون أن الناس بحاجة لأفعال تؤكد الشعارات، افعالاً تليق بمن يمسك دفة الحكم وليس كرئيس عصبة منفلت عن القانون يطلق بين الحين والآخر مبادرات غريبة مصحوبة بالكثير من الضوضاء؟

متى يدركون ان الناس منذ عقد من الزمان، لا ترى في تيارهم وقائدهم إلا مصدراً لقنابل صوتية وعلاقات مشبوهة ودعم لكل ما يفقسه الاحتلال من سفلة؟

(1) مقتدى الصدر عن سانت ليغو 1,9 عام 2017

https://www.facebook.com/100025295990950/videos/469345420585320/

• < السابق
• التالي >