اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

هل الوقت مناسب لإنهاء القواعد الامريكية؟- الجزء الأول// صائب خليل

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

صائب خليل

 

عرض صفحة الكاتب 

هل الوقت مناسب لإنهاء القواعد الامريكية؟- الجزء الأول

– ما أثر أمريكا وقواعدها على العراق؟

صائب خليل

23 ك2 2020

 

أنا أعتقد انه وقت مناسب، وسأحاول في هذه المقالة تبيان أسباب وجهة نظري هذه.

 

يتخوف الكثير من العراقيين من قرار مجلس النواب بإخراج القوات الأجنبية من العراق، وإصرار قوات الحشد على تنفيذه، وهي الخطوة التي جاءت إثر الجريمة الامريكية باغتيال كل من أبو مهدي المهندس والجنرال قاسم سليماني. وسبب التخوف هو رد الفعل المتوقع من قبل الجانب الأمريكي من جهة، وضعف العراق من الجهة الأخرى، إضافة الى اختراق الأمريكان للمؤسسات العراقية بشكل مذهل يجعلهم قادرين على إنزال ضرر كبير في البلد، إن قرروا ذلك.

 

والتساؤل الحاسم هنا هو: ما كلفة هذا القرار وما هي فوائده؟ ولنبدأ بالفوائد. وفوائد التخلص من القواعد الامريكية تتحدد بالضرر الذي يسببه بقاءها في العراق. وطبيعي أن أول اضرارها هي جرح الكرامة الوطنية، التي لا بد ان يعاني منها شعب يشعر انه مضطر لقبول جهة عسكرية تجثم على ارضه رغماً عنه، ولا تتورع عن اغتيال ابطاله وضيوفه وقتما شاءت. وبالتالي فأول الفوائد هي الإحساس بالكرامة. وهذه الفائدة قد تكون أعظم الفوائد بالنسبة لغالبية الناس الذين يشعرون ان قيمة كرامتهم أعلى من ان يساوموا عليها، ومع ذلك سنضع هذه الفائدة جانبا، لنحسب الباقي.

 

ما هو الدور الأمريكي في العراق، وما هو الدور الذي تقوم به القوات الامريكية على وجه التحديد؟ وهل أميركا صديق؟

 

أميركا هي من صنعت القاعدة وصنعت داعش كما اعترف قادتها بلسانهم، وهي التي أوصلت داعش الى المدن العراقية أو في أحسن أنواع حسن الظن البالغ حد السذاجة، انها تغاضت عن قوافلهم وهي تقطع الصحراء في عز النهار لتصل الى الموصل وضواحي بغداد نفسها! وأميركا دعمت داعش بإلقاء المؤونة والذخيرة لهم، كما صورتها فيديوات عديدة وشهود عيان لا عد لهم. وقامت كذلك بإنقاذ من يهمها من قادتهم بواسطة طائراتها عندما كانوا يحاصرون. وذهبت ابعد من ذلك الى ضرب الحشد، وحتى الجيش العراقي وهو في حالة اشتباك مع داعش. من يريد اثباتات على ذلك ارجو ان يراجع هذه المقالة "كيف تبرهن لمحدثك ان داعش أمريكية؟" - صائب خليل، (1) وسيجد من الأدلة أكثر مما يستطيع قراءته في شهر! وعن تجهيز داعش في العراق بالأسلحة وكميتها لم أجد أفضل من التقرير "الاستخبارات الروسية تكشف الدول والشخصيات التي تدعم داعش وطرق التمويل" (2) الذي نشر عام 2014، وبالنسبة لسوريا مقالة: "أكبر حشد ارهابي على الارض وأكبر ميزانية ارهاب في التاريخ" - نارام سرجون (3). ولقراءة أكثر الحقائق دهشة حول العلاقة بين أميركا وداعش، لا توجد أجمل من مقالة "الدور الأمريكي بإبادة قرية كوجو في سنجار" (4) التي كتبها د. سعيد بير مراد وفاءاً لأبناء شعبه الإيزيدي وفضحاً للجريمة التي ارتكبت بحقهم ودور اميركا فيها، وانصح كل عراقي وعربي بل كل انسان بقراءتها.

 

وهناك ادلة قاطعة على دعم التحالف الدولي الذي تقوده اميركا في العراق، للإرهاب، حتى قبل داعش مثل البريطانيان اللذان امسك بهما متلبسين وهما يوشكان على القيام بعملية إرهابية بتفجير حسينية في البصرة وقاما بقتل شرطيين وقامت القوات البريطانية بتحطيم مركز اعتقالهما وإطلاق سراحهما وبوحشية انتقامية،(5) كذلك لدينا شهادات من مسؤولين عراقيين مختلفين ولجان تحقيق برلمانية وغيرها، تتهم الامريكان وحلفائهم بتأسيس الإرهاب في العراق. ولعل ادل شيء على النية المبيتة لنشر الإرهاب هو تعيين أحد خبراء صناعة الإرهاب، بدلا من تعيين مختص ببناء البلدان كما يفترض، كأول سفير في العراق، وهو شخص معروف كسب خبراته في تنظيم الإرهاب في اميركا الجنوبية، جون نيكروبونتي، وبعض مساعديه معه، وكذلك الإرهابي المعروف والمدان جيمس ستيل، الذي كلف بتشكيل قوات الشرطة والأمن العراقيين، وكما يكشف هذا الفيديو الهام(6)

 

ولدينا أيضا الأدلة الكافية على ان هذا الإرهاب والتدمير كان مخططا وموجها ضد الشعب العراقي بالذات وليس صدام حسين، فعلى سبيل المثال كان ضمن ما استهدفته القوات الامريكية لتحطيم العراق، كل البنية التحتية من كهرباء ومؤسسات اتصال وجسور وحتى المكتبات إضافة الى استهداف مدروس لشبكة مياه الشرب وبعد دراسة تأثير ذلك المدمر على الشعب وحساب عدد الوفيات والامراض المتوقعة جراء ضربها، كما ثبتت تلك الحقائق مصادر أمريكية بالذات.

 

ولا ننس كذلك استخدام أميركا لليورانيوم المنضب في حروبها في العراق رغم علمها وتحذيرها من قبل العديد من الباحثين حول تسبب ذلك بزيادة كبيرة جدا في نسبة المصابين بالسرطان والولادات المشوهة والعقم وغيرها.(7)

 

يمكننا ان نمضي لتبيان كل المواقف الامريكية في العراق، وكل القيود والأضرار الاقتصادية والمالية والاعلامية والسياسية التي لا تبقي زاوية في البلد خارج تأثيرهم المدمر، لكننا نكتفي بهذا، لأنه مؤشر كاف على الموقف الأمريكي وما يريده للعراق، خاصة وان بقية المواقف كلها تنسجم مع هذا الموقف، اختصارا للمقالة، ولكي نترك المجال لسؤالها الرئيسي: هل الوقت مناسب لطرد القوات الامريكية؟

 

إذن، نلاحظ ان الدور الأمريكي دور ليس سلبي، بل قاتل للعراق، وأن اميركا تتصرف بالضبط كشركة مكلفة بالقضاء على الشعب العراقي تماما. فمن الطبيعي والحالة هذه ان تحاول أن تمنع هذه الشركة من تحقيق أهدافها، بالتخلص منها تماما ان استطعت، أو تقليل أدواتها لتحقيق أهدافها. فما هو دور القواعد العسكرية كأداة للتدمير؟

 

1- تاريخ اميركا مليء بتنظيم الانقلابات في أي بلد يحاول شعبه ان يستقل بقراره. وتستغل اميركا كل ادواتها لتنفيذ ذلك، حتى السفارات. اما حين يكون لديها قواعد عسكرية في البلاد فهي قنبلة موقوتة جاهزة، وتشجعها على قلب أية حكومة وطنية قد يتمكن الشعب من ايصالها الى الحكم.

 

2- دعم اية قوة انفصالية في الجنوب أو الغرب لتحقيق الإقليم او الانفصال، حتى ولو لم تكن تحظى بتأييد شعبي. ليس الأمر ذاته بالنسبة لكردستان لأن النهب المتحقق من وجودها ضمن العراق أنفع كثيرا لفاسديها ولأسيادهم، كما أن وجود أكثر من 50 نائبا يصوت بمشيئة أميركا واسرائيل في مجلس النواب العراقي، واحدة من أدوات التحطيم والنهب الهامة.

 

3- دعم داعش في أي اشتباك قادم سواء بشكل مباشر او بإلقاء المؤونة والذخيرة لهم او بإنقاذ اهم اعضائهم، كما حدث سابقا.

 

4- محطات انطلاق للطائرات المسيرة للاغتيالات خاصة تلك التي تتطلب استجابة سريعة.

 

5- محطات إطلاق صواريخ وطائرات للعدوان على إيران أو سوريا في اية حرب قادمة او اشتباكات محدودة، والتسبب في أزمة علاقات. وطبيعي ان هذا يعرض العراق لخطر رد الفعل الذي قد لا يأتي دقيقاً من الدولة المعتدى عليها، وقد يصيب المصالح العراقية بأضرار كبيرة.

 

6- وجود قواعد عسكرية اجنبية هو هدر لكرامة أي شعب، خاصة ان تكون قواعد معادية أصدر مجلس نواب البلد قراراً بطردها وعبر الشعب بأكثر من طريقة عن رفضه الشديد لها، بعد انكشاف جرائمها بحق جيشه وحشده ووطنه.

 

7- لأن وجود تلك القوات مرفوض من قبل الجميع، فان الطريقة الوحيدة لإبقائها هو بافتعال الأزمات الطائفية وتخويف كل طائفة من الأخرى لإعطاء الحجة لعملائها في مجلس النواب والحكومة للتظاهر بأنهم يريدون بقاءها للحفاظ على وحدة العراق. بالتالي فأن هذا سيكون دافعا إضافيا لأميركا ان لا تسمح بقيام السلام الاجتماعي في البلاد.

 

8- قيام اميركا باغتيال شخصية هامة في الحشد وضيف كبير كان يحمل رسالة لرئيس الحكومة، والإعلان عن مسؤوليتها عن الجريمة بلا حياء، هي إهانة كبيرة ليست فقط للدولة وإنما للشعب أيضاً والتغاضي عنها سيسبب إحساساً شديداً بالخذلان لدى الشعب، كما يمثل تهديداً صريحا بالقتل لأي عراقي يتخذ مواقف لا توافق عليها الولايات المتحدة مستقبلا، ولأي زائر لا تستسيغه.

 

9- ما تزال اميركا بلسان رئيسها يكيل التهديدات لإيران وسوريا، وهذا يعني ان خطر تلك القواعد على العراق مستمر.

 

10- سبق لترمب ان توعد بالاستيلاء على النفط العراقي، وذكر ان الطريق الى ذلك هو احاطة حقول النفط بالجيوش والاستيلاء عليها. وقد يكون هذا غير وارد في الوقت الحاضر، لكن لو تخيلنا ظروفاً أخرى، فلا شيء مستحيل في السياسة الامريكية. ولدينا دليل واقعي على ذلك، حيث تقوم الولايات المتحدة اليوم بالسيطرة على النفط السوري بالتعاون مع حركة "قسد" بحجة حمايته. ولا يستبعد ان يتكرر الامر في العراق في ظروف مشابهة، خاصة وان ترمب أعلن ذلك هدفاً شرعيا لقواته.

 

11- الإحساس العام بالمهانة والإذلال التي يحسها الشعب العراقي، من وجود هذه القواعد، خاصة وأن اميركا تبدو حريصة على التسبب بهذا الإحساس بالمهانة من خلال زيارات رؤسائها ومسؤوليها لتلك القواعد مباشرة ودون اخطار الحكومة العراقية بالشكل المناسب. كذلك فأن تحدي قرار مجلس النواب وإعلان تجاهله، إضافة الى التهديد بالعقوبات، هي اهانات غريبة وجديدة المستوى على الدبلوماسية.

 

12- وجود تلك القواعد يسبب مع الوقت تطبيعاً لذلك الإذلال ويجعل الشعب والحكومة، أكثر استعداداً للتنازلات، واكثر قبولا لتواجد قواعد دول أخرى مثل تركيا، والتي تمثل اخطاراً من نوع آخر، فتركيا تحت حكم اردوغان، وكما اثبت الحال في سوريا ثم ليبيا، ذراع إسرائيلية ضاربة خطرة، لا تتورع عن شيء، ولا يستبعد في لحظة مناسبة ان تستولي على المنطقة التي تسيطر عليها وتلحقها بتركيا!

 

هكذا يتبين ان وجود القوات الامريكية يمثل خطراً شديدا على البلاد، وكلفة مادية ومعنوية لا يمكن تقديرها، وأن من مصلحة العراق الملحة ابعادها عن ارضه بأسرع وقت ممكن. في الجزء الثاني من المقالة: ما هي كلفة القرار بطرد القوات الامريكية، وهل ستقوم اميركا برد فعل انتقامي؟

 

(1) الرد الموثق : كيف تبرهن لمحدثك ان داعش أمريكية؟ - صائب خليل

https://alrad0.blogspot.com/2018/08/blog-post_74.html

 

(2) الرد الموثق : الاستخبارات الروسية تكشف الدول والشخصيات التي تدعم داعش وطرق التمويل (2014)

https://alrad0.blogspot.com/2018/12/2014.html

 

(3) الرد الموثق : أكبر حشد ارهابي على الارض وأكبر ميزانية ارهاب في التاريخ - نارام سرجون

https://alrad0.blogspot.com/2019/01/blog-post_5.html#more

 

 (4) الدور الأمريكي بإبادة قرية كوجو في سنجار - د. سعيد بير مراد

https://alrad0.blogspot.com/2018/10/blog-post_5.html

 

(5) الإرهابيان البريطانيان في البصرة

https://www.facebook.com/100021136541736/videos/480709519310262

 

(6) جيمس ستيل – مهندس الإرهاب والقوات الخاصة في العراق

https://www.facebook.com/saiebkhalil/videos/765903280572218

 

(7) اليورانيوم المنضب بالعراق.. موت صامت - YouTube

https://www.youtube.com/watch?v=YpzA6ev4wRo

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.