اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

الكاظمي يختار مترجمه من أكبر شركة أمريكية لتوظيف المرتزقة// صائب خليل

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

صائب خليل

 

عرض صفحة الكاتب 

الكاظمي يختار مترجمه من أكبر شركة أمريكية لتوظيف المرتزقة

صائب خليل

 

عندما قام السادات بتطبيعه مع إسرائيل، نصحه الامريكان ألا يثق بالمصريين بعد الآن، وان يقوم بتسليم السي آي أي مهمة حمايته. وبالفعل اتبع الرجل نصيحتهم وترك الاشراف على حمايته لمن يثق بهم، ولمن تصور ان من مصلحتهم حمايته.

ويبدو ان سيناريو مشابه اليوم، اختار الكاظمي، او اختير له، مترجما اسمه "احمد وميض" (ملقب بـ "تومي") يعمل في شركة جي 4 إس (G4S) الأمنية، ليكون مترجمه الخاص، وليقوم له بالترجمة في مقابلته للرئيس الأمريكي ترمب. (1)

 

فما هي هذه الشركة؟

يتوزع مقر شركة جي 4 إس بين أميركا وبريطانيا، وقد أسست عام 1954 من قبل أربعة اشخاص، كلهم من عملاء الـ إف بي آي السابقين.

 

والشركات "الأمنية" كما يعرفها العراقيون وغيرهم في مختلف بلدان العالم، ليسوا شركات "امنية" فقط، بل أن عملهم يشمل تجهيز جيوش للقتال لمن يحتاجها في أي مكان ولأي غرض. هذه الشركات عبارة عن شركات تجهز القتلة المأجورين (يسمون "المرتزقة") لمن هو مستعد ان يدفع لهم! أي انه عمل اوسخ أنواع العصابات الاجرامية في العالم، وتعتمد على توظيف أكبر عدد ممكن من المجرمين والمختلين نفسيا، والمستعدين لقتل أي شخص يريد منهم من يدفع لهم، ان يقتلوه.

 

 

 

شركة جي 4 إس شركة عملاقة، وتعتبر ثالث أكبر شركة في العالم من حيث عدد الموظفين (657 ألف موظف)، وتتولى مهمات حماية مطار بغداد الدولي وادارته، ولديها في العراق اكثر من 3000 موظف اغلبهم من العراقيين، وتعمل الشركة على تدريب المزيد، حسب موقع الشركة، الذي يضيف: نحن ملزمون بدعم التطور الاقتصادي للعراق ونرى انفسنا في شراكة طويلة الأمد! (2)

 

 

وتقدم الشركة خدمات حماية مسلحة للمشاريع النووية. وللشركة تاريخ فضائح غير قليل، وتم تغيير اسمها مرات عديدة مثل غيرها من الشركات في تلك الصنعة مثل بلاك ووتر. من تلك فضائح "خفيفة" تتعلق بالغش في حساب التكاليف أو عدم القيام بواجب الحراسة حتى للمؤسسات الخطرة (تسببت في الغاء عقودها مع تسعة مشاريع نووية). (3) أو تعاقدها مع مجرمين مختلين نفسيا، دون اخضاعهم للفحص المطلوب قانونيا، وقام أحدهم بأكبر عملية اطلاق نار عشوائية على الناس في الولايات المتحدة، حيث قتل "عمر متين" 49 شخصاً في ناد ليلي في "أورلاندو" عام 2016.(4)

 

الشركة أمريكية – بريطانية، وتقوم بتقديم المرتزقة للشركات النفطية الامريكية والبريطانية وغيرها، في أي من بلدان العالم. ولأن كلفة جرائم الشركات اقل من كلفة مثيلاتها عندما تقوم بها حكومات دول، فأن هذه الشركات تعتمد بشكل أساسي على تقديم خدمات تتطلب أحيانا انتهاك حقوق الانسان، مثل قوات التدخل السريع. ولدى جي 4 إس فروع في جنوب السودان ونيجيريا.

وتورطت الشركة بتسهيل اعمال تنتهك حقوق الانسان في سجن غوانتانامو الأمريكي في كوبا. ووصف الكاتب تيم شوروك بأن هذه الشركات عبارة عن "جواسيس للإيجار"، وانها متورطة بالكثير من الجرائم ضد حقوق الانسان وان كل من يستخدمهم مشبوه يتوجب التحقيق معه، لأن لديهم تاريخ سيء طويل. (5) وتحدث أحد المؤرخين عن الشبه بين شركة جي4إس وشركة الهند الشرقية المعروفة بتاريخها الاستعماري الوحشي واستئجار القتلة لفرض اذعان الدول الصغيرة لشروط تجارتها (6) وقد رشحت الشركة من قبل منظمات غير حكومية للقب الشركة ذات السمعة الأسوأ سمعة لعام 2013(7)

 

وتعتبر إسرائيل من أكبر زبائن شركة جي 4 إس، حيث تقوم الشركة بتجهيز إسرائيل بأدوات التجسس وتأمين المستوطنات الإسرائيلية، وتجهيز معدات السجون. (8)

وفي بريطانيا قام حزب العمال باستبعاد شركة (G4S) من خدمات مؤتمرات الحزب بعد ان نجحت النقابية البريطانية جيني فورمبي بتبيان أن الشركة قامت بتجهيز السجون الإسرائيلية التي تمارس التعذيب ضد الفلسطينيين، بالمعدات. (9)

 

هناك الكثير جدا من المعلومات الخطيرة عن هذه الشركة وعن الشركات الأمنية عموماً، وربما نعود اليها بمقالة مفصلة أكثر لاحقا، لكني اريد ان اتوقف هنا لنطرح السؤال: ما الذي يعنيه وجود شركة مثل جي 4 إس في العراق، وما الذي يعنيه وصولها لوضع مترجم لرئيس الحكومة العراقية، من بين موظفيها؟

 

نحن امام شركة بعلاقات إسرائيلية وتاريخ من الإجرام والفساد، تسلم امن المطار، وتؤتمن على مرافقة رئيس الحكومة ويستلم أحد موظفيها مسؤولية ترجمة أقواله. وهذا يجبرنا على طرح أسئلة مثل: هل كان لها دور في اغتيال القادة الشهداء؟ هل يمكن لمثل هذه الشركة ان ترفض المشاركة في عملية اغتيال كالتي جرت، وهل يمكن ان ترفض المشاركة بمثلها مستقبلا ان طلبت إسرائيل او اميركا منها ذلك؟ هذا يعني اننا امام مشروع اغتيالات مستمر!

 

والسؤال الثاني: لماذا تمنح الشركة حماية المطار ومن اية جهة تحميه؟ إن كل الأخطار التي يتعرض لها المطار هي أما من اميركا وإسرائيل بشكل مباشر، أو من اتباعهم الدواعش والمخربين، فما الحكمة من وضع شركة تابعة لهم لحماية المطار؟

 

السؤال الثالث: ما هي المؤسسات الأخرى الخطيرة التي تم تسليم امنها الى هذه الشركة؟

ما مدى المخاطر التي تمثلها ثقة رئيس الحكومة العراقية بهذه الشركة؟

 

لقد كانت هناك صور للكاظمي في بداية تنصيبه، تبين وجود حراس شكلهم غير عراقي، فهل قام بالفعل بتسليم حمايته او جزء منها لهم، مثلما فعل السادات؟ صحيح انه عميلهم المباشر وهم احرص عليه من العراقيين، لكنه ليس أكثر من جرو صغير بالنسبة لهم، وقد يقتلوه فور تواجد بديل أنسب لهم وأكثر فائدة، مثلما حصل الامر مع عميلهم السادات (مثلا حين يتوفر من هو أكثر وحشية، او إن تغيرت الظروف واحتاجوا شخصا اقل بلادة للتعامل معها).

 

لست قلقاً بالتأكيد على حياة الكاظمي، لكن ليس ان يتم اغتياله بتوقيت يختاره الامريكان والإسرائيليون. فمن المحتمل جدا ان يتم تنفيذ ذلك في توقيت وشكل يمكنهم استخدامه لاتهام خصومهم وشن مذبحة عليهم بواسطة القوات ذات القيادات العميلة التي يملؤون البلد بها، مثل "مكافحة الإرهاب" وغيره.

 

نحن أمام الاف المسلحين المتوحشين المدربين والمرتبطين بجهات معادية، وفي بلد مضطرب، يمكن ان يقلب حكومات وطنية بإثارة الاضطرابات وأن يحمي حكومات عميلة يرفضها الشعب.

وهنا يجب ان نبين ان الامريكان عندما "حرروا" أوروبا من الاحتلال النازي، واكتشفوا أن معظم تلك الدول كانت تلتف حول الشيوعيين، وان هؤلاء يمكن ان يفوزوا بالانتخابات، فإنهم قاموا بخلق منظمات سرية تحت اسم "كلاديو" تعيش بشكل خلايا نائمة في تلك البلدان، ووظيفتهم أن يقوموا بقلب اية حكومة شيوعية أو غير مرغوب بها من قبل اميركا، قد تصل الى أي من تلك البلدان.

فما الذي ننتظره من تواجد مثل هذه الشركة في العراق، واية مشاريع يمكن ان تكلف بها ان كانوا قد تعاملوا بتلك الطريقة مع حلفائهم الأوروبيين؟

 

إضافة الى ذلك هناك ما يسمى "طريقة سيف كلاديو" وهو تكنيك كشفه الكاتب الأمريكي كريس فلويد، ويتلخص بتكوين مجموعات إرهابية تهاجم المدنيين وتشعرهم بالحاجة الى حماية القوات الأجنبية (الأمريكية) لتثبيت بقائهم في البلد الى الأبد. وجدير بالذكر ان السفير الأمريكي صرح قبل يومين بأن القوات الامريكية ستبقى مادامت هناك حاجة اليها! فمثل هؤلاء يمكن ان يؤمنوا ان تبقى "الحاجة" اليها، إلى الأبد.

 

وهنا يطرح أيضا سؤال وجيه: هل كانوا هم "الطرف الثالث" الذي قام باغتيال المتظاهرين بغية اثارة الفتنة والتخريب كما حدث في سوريا وليبيا؟ وهل هم من درب المندسين بين المتظاهرين على العنف والوحشية غير المعروفة في المجتمع العراقي مثل قتل وتعليق طفل على عمود او القيام بالاغتيالات التي كشفتها بعض الفيديوات بين المتظاهرين أنفسهم، لإثارة ردود أفعال مناسبة للجهة التي ترتبط بها هذه الشركات؟

إذا حان الوقت المناسب، هل يستبعد ان يقوم جيش صغير من هؤلاء بمحاولة اقتحام سجن الحوت وإطلاق الدواعش فيه، بالتعاون مع الطيران الأمريكي ودعمه اللوجستي والمعلوماتي؟

هل تتواجد هذه الشركة أو احدى مثيلاتها في كردستان، وهل تقوم بتدريب الدواعش؟

 

قوة الشركة وقدرتها على الاختراق والتهديد والابتزاز والرشوة

 

يبدو لي ان كلمة "شركة" هنا كلمة لا تعطي الانطباع المناسب عن "جي 4 اس". فهذه "الشركة" عملاقة بكل المقاييس. ليس فقط بكونها ثالث أكبر شركة في العالم من حيث عدد المنتسبين، والذي قد يزيد عن عدد موظفي بلد كامل، ولكن أيضا من ناحية قدراتها المالية وشبكة ارتباطاتها السياسية والعسكرية والأمنية، والتي تشكل عصب السلطة في أي بلد كان.

 

يصف مايكل راتنر من مركز الحقوق الدستورية الشركات الأمنية بقوله: "هذا النوع من المجموعات يشبه الفرق النازية التي كانت تعمل خارج الإطار القانوني... ان استخدام هذه المجموعات شبه العسكرية يشكل خطرا كبيرا للغاية على حقوقنا"، (كتاب "بلاك ووتر" – جيرمي سكاهيل، ص 31) وهذا الكلام في اميركا ذاتها!

 

ولكي نأخذ فكرة أوضح عن نوع السلطة والعلاقات التي تتمتع بها شركات المرتزقة، يمكننا ان نعود الى حادثة تصادمت فيها شركة بلاك ووتر في العراق، مع وزارة الخارجية الأمريكية.

وملخص القصة الطويلة التي قد نعود الى تفاصيلها يوما، هي ان وزارة الخارجية الامريكية أرسلت مبعوثين للتحقيق في تهم وجهت الى بلاك ووتر (قبل جريمة ساحة النسور بفترة قصيرة). إلا ان قائد بلاك ووتر في العراق، دانييل كارول هدد المحققة (جين رشتر) بالقتل إذا تعرضت لعمل بلاك ووتر، قائلا ان احداً لن يستطيع ان يفعل شيئا ضده "لأننا في العراق"!

وقامت المحققة بتقديم تقرير عن الحادث إلى وزارة الخارجية، لكن كونداليزا رايس تجاهلته ولم تتحدث مع المحققة حتى بعد مجزرة ساحة النسور التي افقدت شركة المرتزقة قوتها وسلطتها!

ولو وضعت اسم المحققة (Investigator Jean C. Richter) على كوكل فستجد العديد من المقالات حول الموضوع. (10)

 

فإذا كان محقق من وزارة الخارجية الامريكية يتعرض الى كل هذا، ويتجرأ على الشكوى فلا يحصل على شيء، فما الذي يتعرض له العراقيون من ابتزاز وتهديد من مثل هذه الشركات؟ وما هي قوة هه الشركة وقد وضع عميل لهم على رأس السلطة في العراق، وتم نصب اتباعهم على قيادة القوات المسلحة المختلفة من وزارة الداخلية الى الدفاع الى مكافحة الإرهاب وغيرها؟

 

ما هي خطط الشركة البعيدة بالنسبة للعراق، وما علاقة شركة توظيف مرتزقة، بالاقتصاد العراقي وتطويره، وما الذي يعنيه طموحهم بـ "شراكة طويلة" مع العراق وما حقيقة الاهتمام بـ "استقراره"؟

 

إذا كان صندوق النقد الدولي، وهو مؤسسة أممية أسست بقصد استقرار الاقتصاد، قد تحول مع الوقت تحت تأثير المصالح الرأسمالية، الى وحش يدفع الشعوب الى اقتصادات تدميرية، فما هو "الاقتصاد" الذي يمكن ان تريده شركة مرتزقة مؤسسة على القتل المأجور، في بلد تتواجد فيه؟  شركة مرتزقة يعود تأسيسها وعلاقاتها الى أعداء لهذا الشعب بالتحديد، ولها تاريخ من الفضائح في كل المجالات؟

 

لكن حتى لو افترضنا ان جي 4 إس لم تكن شركة مرتزقة إجرامية، فالسؤال المنطقي هو: كيف يمكن لشركة يعتمد "بقاءها على قيد الحياة" على "عدم استقرار" البلدان، ان تسعى "لاستقرار" بلد تعتاش عليه؟

في كتابه "بلاك ووتر" يشير جيرمي سكاهيل (ص 413) الى صحيفة أمريكية كتبت: الشركات العسكرية الخاصة تزدهر في الحرب، وهو واقع قاس قد يقوّض الصناعة المزدهرة الآن إذا ما استقر العراق!

إنهم بالحرف الواحد يقرون أن هذه الشركات تعتاش على الكوارث والاضطرابات واستمرار الفتن وانعدام الأمان في البلد، وبدون ذلك تختنق هذه الشركات وتموت، فأي ضحك على الذقون ان جي 4 اس تريد تحطيم نفسها من اجل "استقرار" العراق!

 

من يريد ان يضحك على نفسه فليفعل، اما الحقيقة، فإننا أدخلنا الى بلدنا آفة بيننا وبينها صراح حياة أو موت.. وإنها اخترقت مؤسساتنا الى درجة لا نعرفها ولا نستطيع تقديرها إلا من خلال صدف مثل اكتشاف هذا المترجم. من الواضح ان على القوى التي تريد تحرر العراق واستقرار العراق، ان لا تعمل فقط على طرد القوات الأجنبية، بل أن تضيف اليها "والشركات الأمنية" في كل شعاراتها وأهدافها، وأن تحسب ألف حساب لمثل هذه الآفات وخطرها، إن اريد للعراق ان يبقى.

 

ملاحظة: اخبرني أحد القراء ان المترجم الخاص بالكاظمي ليس هو الشخص المذكور في المقالة. وان كان ذلك صحيحا، فهو لا يؤثر على مغزى المقالة التي يهمها التحذير من خطر الشركات الأمنية بشكل عام وتبيان حجمه.

 

تابعونا على:

https://saieb.com

https://t.me/saieb_Khalil

https://twitter.com/saiebkhalil

 

(1)https://www.linkedin.com/posts/ahmed-tommy-wamedh-a69a95133_

dreams-ambitions-goals-activity-6702303315826393088-BuQC

(2)https://www.linkedin.com/company/g4s-secure-solutions-iraq-limited?trk=public_profile_topcard_current_company

(3)    https://en.wikipedia.org/wiki/G4S_Secure_Solutions

(4)    https://en.wikipedia.org/wiki/Orlando_nightclub_shooting

(5)    https://www.counterpunch.org/2016/09/14/security-firm-guarding-

dakota-pipeline-used-psychological-warfare-tactics-for-bp/

(6)    https://www.bbc.com/news/magazine-19077733

(7)    https://www.counterpunch.org/2013/11/22/security-giant-admits-38-million-fraud/

(8)    https://www.counterpunch.org/2015/10/21/twenty-first-century-fascism/

How Israel Lobby Manufactured UK Labour Party’s anti-Semitism Crisis

(9)    http://www.informationclearinghouse.info/46804.htm

(10)https://www.vox.com/2014/6/29/5856012/blackwater-literally-

threatened-to-murder-a-us-government-official-in

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.