اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

نعم ليس العامري وحده المسؤول عن الكوارث، ولكن..// صائب خليل

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

صائب خليل

 

عرض صفحة الكاتب 

نعم ليس العامري وحده المسؤول عن الكوارث، ولكن..

صائب خليل

6 ت1 2021

 

يسألني البعض لماذا اركز هجومي على العامري، كلما تعرض البلد الى انهيار جديد بتدبير حكومة العملاء التي تم تنصيبها مؤخرا.. وهل أن مقتدى او الحلبوسي افضل او اقل ذنبا؟

بالعكس تماما.. انا اركز على العامري وربعه لأنها المنطقة الوحيدة التي "يمكن" ان يكون فيها "بعض" امل من بين الكتل الكبيرة!.. بمعنى: ان هناك عندي بصيص امل في "الفتح" دون غيرها، للخروج من دائرة تطبيع خضوع العراقي لحاكم تضعه سفارة عدو، وهو خذلان لم يشهده الانسان العراقي، وكان للفتح دور اساسي فيه باعتبارها الكتلة الاكبر، ورغم من فيها من الشرفاء. إذن قد تكون "الفتح" هي آخر الآمال، شرط ان تنتبه للكارثة التي وضعت نفسها فيها، وهذا ما احاول ان اوصله لها ولجمهورها، كما سأبين ادناه.

 

لا اتكلم كثيرا عن علاقة مقتدى والحلبوسي وعمار الحكيم، لأني يائس من هؤلاء. أنا لا اعرف ان كان العامري عميلا أم متخلف عقليا محاط ببضعة ثعالب توجه قراراته، لكني اعلم ان الحلبوسي وعمار ليسوا بليدين بل عملاء صريحين، وأذكياء، كما ان من يحيطهم مثلهم وجمهورهم، في احسن الاحوال، لا يبدو مهتما بتلك الحقائق.

 

اما مقتدى فإن لم يكن عميلا (فهو ايضا يمتلك ورقة براءة عن طريق احتمال التخلف العقلي) فأن من الواضح ان كل من يحيط به هم من مجندي السفارة، ولا اعرف شريفا واحدا في قيادات التيار الصدري، مثلما لا اعرف بين قيادات الحكمة او جماعة الحلبوسي.

 

هذا الامر ليس صحيحا بالنسبة لـ "الفتح" فهناك بينهم شرفاء، وصراخي بأمل ان يستيقظوا على الخطر ويفعلوا شيئا. كما ان جمهور الفتح ليس كجمهور الصدريين، الذين اصدروا قرارا لا رجعة فيه بالتخلي عن العقل تماما. فالصدريون كما يبدو يعتقدون ان الله قد اخطأ بوضع عقل في رأس كل انسان، وكان يكفي ان يضع واحداً في رأس القائد، اما الباقين فلا يحتاجون اكثر من النخاع الشوكي للإحساس بالألم ورد الفعل.

كذلك ليس جمهور الفتح كجمهور الحلبوسي والخنجر والكربولي، في يأس جمهورها واستسلامه، او جمهور الحكمة، في لا أباليته ورشوته. إني احسب الحكمة والكتل السياسية السنية في خندق اعداء العراق بشكل لا امل فيه، وكذلك التيار الصدري رغم ان جمهوره يتصور انه يتصرف بشكل "وطني" و "ثوري" و "إصلاحي" الخ، لكن هذا لا يغير في الامر شيئا ماداموا يتبعون قائدا يحيطه معاونون تجندهم السفارة وتدربهم، ليضمنوا لها توجيه قراره كما تشاء. ويكفيهم مراجعة قراراته اخر عشر سنين، فسيجدونها منسجمة مع السفارة تماما، عدا قرار تظاهرة الشهداء اليتيم!

 

كل شيء واضح فيما يتعلق بهذه الكتل ولا يحتاج لشرح او تساؤلات، انما الغموض والتناقض يلف كتلة الفتح. فالشرفاء فيها قد قرروا كما يبدو الصمت والعمل في الغرف المظلمة وترك جمهورهم يقدر بنفسه اسباب تصرفهم، ويجيب بحسب تقديره على الاسئلة التي تدور في رأسه:

لماذا تركوا هذا الوحش يعيث في البلاد فسادا دون اية مساءلة او حتى تهديد جدي بها؟ لماذا تركوا فضيحة شركات النقال تمر هكذا؟ لماذا صمتوا عن فضيحة تسليم الامارات ادارة الأمن الوطني؟ لماذا سكتوا عن تسليم شركة بريطانية متهمة بالمشاركة باغتيال القادة، السيطرة على سماء البلد؟ لماذا لم يطالبوا بحقهم الدستوري بالاطلاع على اتفاقات العميل الخطر مع محور اسرائيل في المنطقة؟ لماذا تركوا ادارة المرور وكامرات الطرق بيد شركة (اسرائيلية) اخرى دون اعتراض سوى من نائب واحد قال انه لم يجد صوتا شريفا واحدا يقف معه؟

 

هذا موقف سيء وبليد. لأن الجمهور سيفترض ان التفسيرات لهذه التناقضات هي التفسيرات الاسوأ.. التفسيرات المخجلة، وإلا لماذا لا يقولون لنا الحقيقة ان لم تكن مخجلة؟

ألا يحق لنا ان نستنتج من خطابات العامري أنه يبدو وكأنه اتفق مع عميل السفارة ان يضمن له عدم الغاء الحشد وان "يمشي" معاملاته المالية، مقابل ان يطلق العامري كتلته يد العميل في العراق ليعين من يشاء ممن تريدهم السفارة حيثما تشاء ويطلق الفساد حيث يشاء ويوقع الاتفاقات مع من يشاء من عملاء اسريل دون سؤاله عنها، وباختصار أن يفعل ما يشاء بضمان سكوت كتلة العامري (الكبرى) عن اية محاسبة؟

 الا يحق لنا ان نستنتج من قول النائب حسن سالم انه لم يجد نائبا واحدا يقف معه، أنه لا يوجد شريف واحد اخر في البرلمان، بضمنهم رجال الفتح انفسهم؟ هل يعقل ان ليس بينهم من كان يؤيد هذا النائب في موقفه الشريف، ام ان هناك من منعهم من هذا الموقف؟ إنني اجدها اهانة ان نفترض عدم وجود شريف بينهم، فمن الذي منع شرفائهم من موقف شريف؟ بل من الذي منع ايصال اي اعتراض على جرائم الكاظمي، على مدى كل الفترة، الى فعل لمنعها؟ من يمكنه ان يفعل ذلك؟ اترك الإسم لكم!

 

كمراقب خارجي يتفرج على صندوق اسود، يبدو لي ان قول العامري ان الكاظمي "صديقه" و "صادق"، يتعلق بتنفيذ الكاظمي معظم الاتفاق أعلاه، وتمريره لمعاملات الحشد فيما يتعلق بالأمور المالية وارقام العجلات وبقية الامور المماثلة، لا اكثر!

ويفسر هذا السيناريو، لماذا يضع العامري نفسه (كما كشف احد قادة المقاومة) "وسيطا" بين السفارة والمقاومين لوقف القصف وفرض "هدنة". فما على السفارة إلا ان تأمر عميلها ان يتكلم مع "صديقه" ليهرول هذا الى قادة المقاومة ويطلب منهم وقف العمليات، فيفعلوا، سواء كان ذلك في صالح خطط المقاومة او لم يكن! هل هذا دور يفتخر به؟

 

مفهوم أن الكتل الاخرى من مقتدى والحكمة والكتل السنية لن تضع اية شروط على السفارة من اي نوع، فهي منسجمة معها، ولكن هل يكفي هذا؟

هل يكفي هذا لبيع الوطن مقابل حماية الحشد وتأمين رواتبه؟ ما قيمة الحشد ان كان بقاءه ثمنا للقضاء على الوطن؟ لماذا نلوم الآخرين حين يفعلون الشيء نفسه ولا يشترطون على السفارة إلا تمرير معاملاتهم المالية؟ أليست هذه رشوة وخيانة؟ اليس المفروض ان يرفضوا العميل وان يفرضوا بقوتهم القانونية والدستورية حماية الحشد وحقوقه المالية بدلا من حمايتها بموقف هو اقرب ما يكون الى رشوة وخيانة؟

 

هل هذا التفسير خيالي وغير صحيح؟ أنا لم اجد تفسيرا من الفتح، استبدله بهذا الذي يبدو لي الاكثر منطقية وانسجاما مع تصرفات الفتح وردود الفعل على الحكومة حين تهاجم الحشد فيندفع الغضب، وحين تمزق الوطن فتلاقى بالصمت المطبق!

إن من لا يدافع عن نفسه بالتفسير واعطاء الاسباب، لا يلومن من يفترض اسوأ التفسيرات واخطرها.

إن اشد ما يغضبني ويدفعني للكتابة هو هذا الصمت المخجل من رجال قد يكونوا امل العراق الأخير. إني لا افهمه الا تعبيرا عن افتقارهم لسبب مشرف يقدمونه لنا، أو عن الاحتقار للجمهور!

صحيح انهم ليسوا الوحيدين الذين يفعلون ذلك، ولكن مرة اخرى، لا احد يعاتب مقتدى على احتقار جمهوره، فهذا ديدنه وديدن جمهوره الذي يبدو سعيدا باحتقار مقتدى له، بل وفخورا بجهله اسباب تصرفاته، انما لماذا يجب على المقاومة ان تفعل مثله؟

 

اعتراض اخر يقول: لماذا توقيت هجومي قبيل الانتخابات؟! لكن أليست الانتخابات هي الفترة الوحيدة التي (قد) يؤثر فيها صوت الجمهور على القائد؟ إذا اراد القائد تجاهل جمهوره واللعب بذيله والنكث بوعوده، فهل لدى الجمهور طريق اخر او زمن آخر لمحاسبته ومعاقبته سوى الانتخابات؟ ما فائدة الصراخ ان كان سيستمر طيلة الوقت، ثم يصمت عند الانتخابات ليتيح لنفس الخاطئ أن يحصل على مقاعده من جديد ويحنث بوعده ويخون من جديد وهو مطمئن؟

من يريد ان لا يتعرض للمساءلة وقت الانتخابات، عليه ان يجيب من يسأله قبل الانتخابات، وإلا فهو من يتحمل المسؤولية.

 

انا بالمناسبة لم اختر وقت الانتخابات، الا اني لم اتجنبه، ولهذا السبب اعلاه. انا بقيت طيلة الفترة الماضية اكتب واكشف واوضح واسأل، ولم احصل على اي رد فعل، الا اللهم ردود الفعل الغاضبة من جمهور المقاومة. اما النواب وقادة المقاومة فحاولت الوصول اليهم بكل طريقة حتى الكتابة لهم مباشرة ووضع مقالاتي في مراسلتهم، دون أن احصل على رد يستحق الذكر. ويبدو ان هناك ثقافة مسيطرة في العراق، هي ان احتقار القائد او السياسي لجمهوره تعبير عن "قيمة" هذا القائد او السياسي. ولا اكتمكم القول اني لاحظت هذا الامر من ردود فعل الكثير من الناس، ولا يقتصر الامر على جمهور مقتدى. هناك مفهوم "دوني" عجيب انه ما لم يأنف السياسي (او حتى الكاتب احيانا) عن الرد على جمهوره، فإنه لا يحصل على التقدير منهم. الكثيرين لا يحترمون الا من يحتقرهم للأسف.!

 

أما أنا، فموقفي هو العكس. لا احترم من لا يحترم رأيي ويحترم وعده لي، ويفسر لي سبب حيوده عن ما انتظره منه. لا يتوقع مني أحد أن آخذ المهمة على عاتقي بالدفاع عنه وافتراض الاسباب الاكثر قبولا له، مثل "انه كان مجبرا" أو "لم يكن لديه خيار" (لأنه حين يؤكد ان العميل "صديقه" الأمين، فسأشعر كم كنت مغفلا في افتراضي حسن النية!). الاحترام هو الشعور الوحيد الذي يمكنني ان ابادله باحترام، والثقة المتسائلة التي يمكنني ان أبنيها مع الآخر، لا ان يطلب السياسي مني الثقة العمياء وترك الامر له.

 

يجب ان يدرك الجمهور أن هناك خلل كبير جدا، ليس فقط داخل قيادات الكتل السياسية، انما في رأس الجمهور نفسه ايضا. إنه لا يدرك ابدا، ولا يريد ان يدرك أنه هو "الحاكم" وان الساسة ليسوا سوى "نوابا" مؤقتين عنه للتصرف في ملكه (الوطن)، وان له ان يسحب توكيله لهم في اي وقت يشاء! وعليه ان يثبت حقه وواجبه الأكيد تثبيت هذه العلاقة في رؤوس نوابه: ان يراقبهم ويحاسبهم ويطالبهم بالتفسيرات لأي تصرف لا يبدو منسجما مع ما هو منتظر منهم، وان لا يصدق اي تفسير مباشرة، بل يطرح الكثير من الاسئلة للتأكد من نوايا "نائبه". فهذا يتعرض لمغريات هائلة وضغوط هائلة لخيانة قضية المواطن ووعده له، وعلى المواطن ان يتأكد كل يوم من جديد، ان تلك المغريات والضغوط لم تتمكن من كسب نائبه ودفعه لخيانته، وان يؤكد ايضا لهذا النائب انه لا يثق به على العمى، بل هو "مفتح اربع عيون" عليه، وانه "قاس" ومستعد لإسقاطه في الانتخابات التالية بلا تردد ان شعر انه خانه حتى ولو كمجرد احتمال!

 

قارنوا هذا الواقع المطلوب، مع واقع جمهور يفتخر بقوله: "انت تفصل واحنا نلبس"!، والذي ينطبق بدرجة أو بأخرى على جماهير كل الكتل، واحسبوا الفارق المخيف بين الواقع وما يجب ان يكون عليه الواقع، لتدركوا ان الكارثة لا تقتصر على الساسة الفاسدين والعملاء والأغبياء، بل ايضا في المفاهيم المقلوبة و "الفاسدة" في رؤوس جماهيرهم، والتي تغذي كل فساد وتعرض البلاد والمستقبل لكل الاخطار. انه الفساد المسؤول بشكل كبير عن الحالة التي آلت اليها البلاد، وليس فقط جهد السفارة لدفعها اليه.

 

في الفتح رجال حقيقيين وصادقين، وقد يكونوا اخر ما تبقى للوطن من أمل، لكنهم في لحظة حرجة، ولقلة خبرة، (أخذوا بوشهم)، فارتكبوا خطأً فادحا، ويبدو ان معظمهم لم يشعر به، فاستمروا به حتى النهاية واعادوا انتخاب الرجل الخطأ لقيادتهم، وتركوا عدو الوطن يعبث به كما يشاء بلا قلق من اي نوع. وساعد في تفاقم الخطر، اعتياد الجمهور العراقي على ترك الأمر لقادته.

 

من يريد قادة حقيقيين، عليه ان يصنعهم بنفسه. من خلال تأكيد التزامه المحاسبة والانتباه والاسئلة والقسوة والعقاب في الانتخابات! اما مبدأ التساهل والتعاطف والمسارعة الى الدفاع عن كل خلل يرتكبه تاج الراس او التهوين منه، فلن ينتج في النهاية وفي ظروف الاغراء والتهديد والابتزاز التي يتعرض لها النواب والساسة، إلا قادة فاسدين وجمهور "يفر براسه" مثل الاطرش بالزفة. ان مبدأ "الثقة المسبقة" لن ينتج إلا "مقتدى"، وجمهور مقتدى، تقودهم السفارة إلى حيث تريد، ودون ان يشعروا!

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.