اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

قراءة في المجموعة الشعرية (على أثير الجليد) للشاعر عبدالستار نور علي// جمعة عبدالله

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

جمعة عبدالله

 

عرض صفحة الكاتب

قراءة في المجموعة الشعرية (على أثير الجليد)

للشاعر عبدالستار نور علي

جمعة عبدالله

 

شاعر متمكن من موهبته الشعرية الفذة يبحر في الحروف الشعرية  الجميلة, في لغته الرشيقة والعميقة في الصياغة الصور الشعرية البليغة في مدلولاتها يطوف بقيثارته الشعرية, المحطات والمرافئ, وارصفة المنفى والتشريد والتهجير. انه سندباد الشعر في الهموم الغربة ومحطات المنافي, بلا كلل ولا وهن طالما الحنين  والشوق يهزه من اعماق وجدانه من اعماق المعاناة الانسانية من معاناة  العراقي, الذي اصبح حقيبة سفر, في التشرد والغربة, ويخوض اعماق محنته الى المنافي الغربة لكنه يأخذه الشوق والحلم, أنه شاعر حالم رغم المحنة التي تغلي وتفور في الضلوع أنه حالم رغم لوعة الالم يتنفس بشوق وحنين رائحة العراق أنه يحمل العراق في اعماق وجدانه. ولا يكف عن حب العراق , طالما يتنفس هواء الحياة, يحمل معاناة العراق في شعره ووجدانه, لذلك يعزف في الناي والربابة, ليثبت انه عراقي المنشأ والاصل, عراقي يلبس ثوب نخل العراق.. لذلك  يجد الشعر وسيلة للدفاع عن صرح العراق, ويعلن للملاء محنة العراق, إلا بقيثارة الشعر وايقاعها  الرنان يسهر الليالي بأرق العراق ويحلم من السحب والغيوم الكثيفة, ان تمطر لو مرة واحدة, لتغسل احزان العراق تنشف دموع المعذبين والمعدومين. هكذا يصهل بكلمات الشعر, بالحب المقتول والمغدور, كالحلاج الذي صلبته الكلمة الشريفة والنزيه, صلبه العشق والحب والهوى  للناس والحياة, لم يهادن محاكم التفتيش. لم يغازل الاغنياء والسلاطين, ودافع عن شرف الكلمة ونقاوتها, من ان تتلوث بالسواد هكذا صدحت المجموعة الشعرية (على أثير الجليد) . بما تحمل من عذاب ومحنة لكنها في نفس الوقت تحمل الحلم بالغرض النبيل يضعها في صفاء الذهن والرؤية يضعها في خمرة الشعر بحلاوته الجميلة يحمل عالمه الصغير (العائلة) وعالمه الكبير الاكبر (الوطن/ العراق) . لذا فأن قلبه مشطوراً الى نصفين, ولكن يغطيهما بالحلم الاتي بالغد. هذه المديات الجمالية, سكبت حروفها على أثير الجليد والثلج في البرد والهجير. ليتدفئ بنار الشوق والحنين. عسى ان يطل باب الفرح. بعدما  طفح الكيل. لكن انطلقت صفارة الانذار, لتكسر سارية الفرح.

دقَّ طفل مشرقي بابَ الفرحْ

لم يجيبه أحد ,

تزاحم الخيول

تنتظر السباق نحو ساحة الفرحْ

فأنطلقت صفار الانذار

قد كسرت سارية الفرحْ

لذلك لم يبق له وسيلة, سوى العزف على الناي, ليسكب اوجاع القلب بلحن حزين, الذي لم ينام, ولا  يتعب من الترحال والتجول في محطات التهجير, وارصفة الغربة, وفي عز البرد والجليد من معاناة الهجير والترحال. يستيقظ حادي عازف الربابة , يعدو , يصرخ لكن صوته يضيع ويتيه  بين الرمال والكثبان.

يا أيها القلب ما نام

من كثرة الترحال .....

والتجوال ...

والتهجير !

ما تبتغي

من بعد هذا البرد والهجير ؟

------------

أستيقظ الحادي

يعدو على رجليه

يصرخ خلف الريع والركبان

وصوته يتيه بين الرمل

والكثبان

ويأخذه ويهزه الشوق والحنين الى الوطن الراقد في اعماق الروح والقلب. يتقاسمه خبز الحنين. يمسد نبض الوطن المكلوم, في لوعة ولهب وشجن ووحشة,  والاشتياق يهزه من الاعماق حين يشم ريح الوطن البعيدة, والقريبة من جدران القلب

المطر الهامس يبكي

يزحف

والقلب غريق في الرهبة

في الوحشة

- ألو بيروت !

ألو بغداد

لوع .. شوق ... لهب ..

شجن .... يقفز .. يقتربُ

من بين خزائن جرح نار تلتهبُ

يهبط الثلج فوق سور الليل , في صمت وشجون , ليشعل نار الشوق . مصلوباً على شمس الغد , او ما بعد الغد , برودة أمل تسري على اوتار القيثار بدون حد

الثلج يهبط فوق سور الليل

والشجن المسجى غصنها في الصمت

والشوق الحزين

تسبح في الشمس غداً

أم بعد غدْ .

برودة تسري على القيثار دون حد

تمضي السنون وتتساقط الاوراق والفصول والعراق في غابات الادغال الوحشية. يحمل مأساته, كصخرة سيزيف, يحملها على ظهره في معاناة الهجرة والتهجير والترحال. كأنه حقيبة سفر بين المحطات وارصفة الغربة اصابه وباء التشرد والتهجير ويطوف في المحطات الصغيرة والكبيرة , بجوازات بأسماء مزورة , ولكن بقلب العراق  وثوب النخل العراق

 ( يا فشلة الملهوف ويدور هله بمحطات )

صرنا محطات

حقائب

تسميات في جوازات مزورة

خلقنا كل رسم غير أسمك يا ..........

من أين جئت ؟

من العراق

واين شبتَ ؟

في العراق

واي ثوب ترتدي ؟

نخل العراق ...

 هكذا اصبح العراقي حلاج جديد, يطارده الموت والصلب اينما وجد, واينما صهل بخيول الشعر, تنادي بالحب والعشق, وبأسمه يدعو الى منازلة الاغنياء والسلاطين, الذين سدوا هواء الحياة وحرموا الفقراء من رغيف الحياة. ولم يعرف للخوف طريقاً ولم يهادن بالحب والهوى. من قصيدة (الحلاج مصلوباً).

لوحةُ الشعراء تنادي الحبَّ

من بين صهيل الشعراء

واهتزاز الاتقياء

هو ذا الحلاج مصلوباً

ويزهو

دون ان يعرف للخوف طريقاً

او رفيقاً

لم يهادن في الهوى لوناً

سكوناً

بأسمك اللهم يدعو الفقراء

لنزال الاغنياء

وحروب الاقوياء

فكل يوم محنة في اشرعة المنفى, هربا من غابات الادغال الوحشية, بالاشباح والاضداد ويموت شاعر بصمت حزين  في المنفى, رغم ان روحه تصعد مع  السماء, لتواجه الحساب في ثوب وقلب ابيض ناصع البياض, بالدفاع عن صرح الوطن, وحق الفقراء في رغيف الوطن. قصيدة الى الشاعر الراحل (رشدي العامل).

في كل يوم هجرة ,

فشاعر يحط بين غابةٍ

تلتف بالاشباح والاضداد ,

وشاعر ينام في أردية الاضداد ,

وشاعر يغفو مع الصمت لظىً

منتظراً أشرعة النداء ,

وشاعر مات مع السماء ,

في كل يوم هجرة ...

منفى .. رؤىً ...... صمتاً .... واختفاء ,

وقد كتب النزال والنفي على

الشعراء

الانبياء

في زمن يسد باب الاتقياء,

هذه مزامير الشرق الحزينة, تتلوى بوجعٍ على ابجدية المجموعة الشعرية ( على أثير الجليد )

جمعة عبدالله

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.