كـتـاب ألموقع

"أقتحام السماء" تأملات في الحراك الشعبي// عرض: د. مزاحم مبارك مال الله

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

"أقتحام السماء" تأملات في الحراك الشعبي

تأليف: رضا الظاهر

عرض: د. مزاحم مبارك مال الله

 

كتاب يقع في 117 صفحة من القطع المتوسط ، صدر عن دار الرواد المزدهرة في طبعته الاولى عام 2016.

اسم الكتاب مستوحى من تعبير ماركس حينما وصف كومونة باريس التي قامت في 18/3 – 28/5/1871، وقال عنها: "انها حركة ثورية، خبرة تأريخية ذات أهمية عظمى وخطوة عملية أهم من مئات البرامج والمناقشات، بالرغم من اخفاقها في تحقيق غاياتها".

يقول المؤلف في مقدمته:

•     "هذا الكتاب يطمح الى تقديم منهجية في التحليل يراد لها أن تكون عوناً للمتظاهرين والمنتفضين لأدراك الواقع وسماته وتعقيداته".

•     "هي أسئلة حول الصراع السياسي والاجتماعي ودور ومهمات الحركة الاحتجاجية المدنية".

•     " وهو مسعىً للنظر في تمرين كفاحي" و" تقييم يحاول الابتعاد عن ـ سذاجة التفاؤل الثوري".

الكتاب يجمع عشرة مقالات كتبها المؤلف للفترة من 28-1 – 31-3-2016، ويقول الظاهر، "تناولت في تلك المقالات، مقدمات وأسباب الحراك الشعبي، سمات التظاهرات ومنجزاتها، المواقف المختلفة من الحراك، العفوية والتنظيم والميول العدمية والانعزالية، دلالات الحراك، الإصلاح ومستلزماته والقوى المعرقلة له، دور المثقفين، وآفاق الحراك الشعبي".

ويضيف، "ان هذه المقالات تؤرخ لأحداث متغيرة ومتحركة، فقد أدى التراكم الكمي للسخط وتعاظمه الى تحول نوعي في الاحتجاج الذي اتخذ أكثر من شكل والذي تفجر جراء تغير في التوازن الاجتماعي والسياسي فهو سيرورة مفتوحة الأفاق وربما من غير الواقعي الجزم بما ستؤول اليه عواقبه وتحديد استنتاجات (نهائية)بشأن مصائره".

ويصف المؤلف الحراك بأنه: "أهم ممارسة كفاحية منذ سقوط الدكتاتورية عام 2003، مرتبط:

1.   بالأزمة الاجتماعية والسياسية وتفاقم معاناة الملايين المأساوية واستقتال القوى المتنفذة في الدفاع عن امتيازاتها.

2.   بالوعي التنويري وإشاعة ثقافة الاحتجاج والمطالبة بالحقوق وتوسيع مشاركة القوى الاجتماعية الحية من اجل انهاء المحاصصات الطائفية والاثنية وبناء دولة مدنية حقيقية.

المقالات:

الاول/ من السخوط .. الى الاحتجاج .. والامل!

يدرس المؤلف الحراك، ويقول:

•     التحول النوعي (وإن كان محدوداً) في الوعي السياسي للمجتمع مع اتساع مشاركة الشباب والنساء.

•     ان الهدف الرئيسي للحراك مرتبط بالوعي التنويري.

•     لم ينبثق من عدم، بل هو حصيلة لتعمق الازمة الاجتماعية بتجلياتها المتنوعة على خلفية صراع المصالح من أجل الحصول على السلطة والثروة والنفوذ الذي أعتمد منهجية المحاصصة لإدارة الحكم.

•     انه مع تطورات أخرى حدد الملامح الاساسية للوحة السياسية في البلاد.

•     لم يكن وليد الصدفة، ذلك ان العوامل الموضوعية هي التي خلقت وعمقت الازمة الناجمة عن فشل نظام المحاصصة وسوء الادارة ونمط التفكير المتخلف والتدخلات الخارجية.

•     لا امكانية لإصلاح الاوضاع دون حركة جماهيرية واسعة ضاغطة على السلطة، فلا مناص من تحفيز وتطوير النشاط المطلبي الاحتجاجي الجماهيري لانتزاع الحقوق.

•     الاصلاح الحقيقي يستهدف إقامة دولة المؤسسات والقانون والتي لا يمكن لها ان تقام ما لم تشرع قوانين تستجيب لضرورات اخراج البلاد من ازمتها العميقة.

•     الاصلاحات لم تتحقق بسبب:

1.   عدم وجود بيئة تشريعية تدعمها.

2.   غياب الارادة السياسية.

3.   ضعف خبرة وعدم انسجام المضطلعين بها.

4.   اشتداد مقاومة القوى المعرقلة للإصلاح.

5.   ضعف وتردد القوى التي يفترض ان تنهض بمهمة الاصلاح وميلها الى الالتفاف والمماطلة وفشلها في اقامة جبهة واسعة.

6.   عجز السلطتين التشريعية والقضائية عن الدعم الحقيقي للأصلح.

•     الحراك الشعبي سيستمر طالما لم تتحقق اهدافه ولم يحدث تغير ملموس في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية.

•     التظاهرات ليست سوى شكل واحد راهن من الحراك الذي ينبغي ان يمارس اشكالاً اخرى.

•     القوى المعرقلة للإصلاح قد راهنت على جزع المتظاهرين، ألاّ ان التظاهرات لم تتخاذل أو تتوقف وإنما تحلت بالصبر وطول النفس والواقعية بالرغم من الاجراءات الأمنية المشددة والأعلام المضاد.

الثاني/ مقدمات .. وسمات

يضيف المؤلف في هذا المقال، سمات أخرى ميّزت اللوحة السياسية الاجتماعية وكانت السبب المباشر لقيام الاحتجاجات:

1.   الارتياب بين القوى السياسية، (فالصراع شمل كل الكتل، بل امتد الى داخلها ولم يسلم منه المتنفذون.)

2.   عواقب الإرهاب ووحشية داعش.

3.   فوضى التدخلات وانتهاك السيادة الوطنية.

4.   تدهور الاوضاع الاقتصادية والمالية.

5.   الضائقة المعيشية وتعاظم جيش العاطلين.

6.   تفاقم معضلة النازحين والمهجرين.

7.   تمزق النسيج الاجتماعي.

ويتعمق الظاهر في دراسة العوامل الاساسية التي أججت السخط وحولته الى فعل احتجاجي:

الاول – الفساد المستشري وامتداد اخطبوطه الى مراكز القرار وخلق مافيات نهب المال العام، وهذا ما يُفسر عرقلة فتح ملفات الفساد.

الثاني – الارهاب واختراقات داعش وسقوط الرمادي الفاجع بعد سقوط الموصل.

الثالث – الانخفاض الحاد في ايرادات مبيعات النفط وإسهامه في تعمق الازمة المالية والاقتصادية.

إن الضائقة  الحياتية ادت الى:

1.   توسع الهوّة بين الاغنياء والفقراء.

2.   تعمق التفاوت الاجتماعي.

3.   تمتع كبار المسؤولين بامتيازات خيالية.

4.   استحواذ الطفيليين على الثروات.

5.   الارباح الطائلة التي يجنيها حيتان الفساد ورجال الصفقات وكبار التجار والمصارف الاهلية والنهب المرتبط بغسيل الاموال.

وعلى خلفية عوامل الازمة جاء الانخفاض في تجهيز الكهرباء وترافق بتصريحات وزير الكهرباء مستهيناً بالمعضلة المزمنة، ليستثير الغضب فتنطلق الموجة الاولى من التظاهرات فسال دم (منتظر الحلفي)، فتمتدت الى باقي المحافظات وخصوصاً العاصمة.

وحينما يحلل المؤلف الحراك يجد ما يلي:

1.   الطابع العفوي لبداية الحراك والتي لم تشكل خطراً عليه، فسرعان ما توقفت بفعل عناصر واعية واضحة الرؤية.

2.   ميل بعض القوى الى تكريس النزعة العدمية.

3.   تهميش دور الاحزاب ومحاولة تجريد الحراك من القيادة الواعية.

4.   تمكنت التظاهرات (كنتيجة لتصرف المساهمين الفاعلين، بمسؤولية عالية حفاظاً على الطابع الوطني للحراك)، من التخلص من المظاهر السلبية (عناصر مخربة، عناصر مدفوعة من قوى متنفذة، تحجيم شعارات استفزازية).

5.   ومع اتساع الحراك، تشكلت تنسيقيات.

6.   توسع مشاركة الشباب والنساء.

7.   الهوية الوطنية للحراك العابرة للهويات الفرعية.

8.   سلمية التظاهرات.

9.   الحراك اصبح حقيقة واقعة انخرط فيها مئات الالوف شملت مراكز المحافظات والأقضية والنواحي.

** الحكومة اضطرت الى الاستجابة لضغوطات الجماهير المدعومة من المرجعية الدينية، ولكن تلك الاستجابة امتازت بالتسويف والمماطلة.

** البرلمان صحا من غفوته وتحرك باتجاه "دعم" الحراك الشعبي والإجراءات الحكومية، ولكنه تراجع لاحقاً خشية على الامتيازات وخوفاً من عواقب تطور الحراك.

** من الخطأ الوقوع في ثنائية تبسيطية واختزال المعضلة بأولوية الإرهاب أو الضائقة المالية.

 

الثالث/ تقديس العفوية .. تنظيم الصراع

في هذا المقال توجد عناوين فرعية، وهي:

أ‌)    لا حراك بدون قيادة.

•     لا يوجد شئ اسمه "عفوية مطلقة"، ففي كل فعل لا بد ان يتنادى فصيل من الناس، ففي حراكنا برز أفراد يتمتعون بالخبرة السياسية.

•     وحين الحديث عن الثورة المصرية فأنها في الواقع كانت مسبوقة بنضالات مطلبية وسياسية على مدى سنوات وربما عقود حيث اندلعت "انتفاضات الجياع".

•     على الثوريين ان لا يتخلفوا عن الاحداث وان يحاولوا باستمرار رفع النضال نحو مرحلة اعلى.

ب‌)   تلازم الاحتجاج والسياسة.

•     يقع على عاتق الحزب الشيوعي إرساء اسس الجانب التنظيمي وتطوير الحراك، فمن المنطقي الاعتراف بدوره المحوري والحاسم فيه ولكن بنفس الوقت فالحزب يحرص على الابتعاد عن السمه الحزبية للحراك بل ويركز على الصفة المدنية والوطنية العامة.

•     الحراك الذي لا يمتلك برنامجاً، فأنه يعيش تشرذم قواه وتشتيت طاقاته وعجزاً عن انجاز ما يصبو اليه.

ت‌)   في قلب الحراك الثوري العفوي.

•     في الماركسية، دار نقاش مديد حول المشاركة في الثورات العفوية، وكانت وجهة نظر ماركس "أن المشاركة ضرورية حتى وان كان فشلها جلياً لأن الهدف هو(تدريب الشعب على الثورة والارتقاء الى مرحلة خوض معركة ظافرة)".

ث‌)   دروس من كومونة باريس.

الرابع – إشكاليات فكرية .. ونزعات "طفولية"

ليس من الغريب ان تجد طروحات متطرفة وميول فوضوية ومطالب عدمية، في مسيرة الحراك الشعبي، ولكن استمرار تلك الطروحات يلحق الضرر الفادح بمصيره، وليس من باب المفاجأة ان نجد من بين المشاركين في الحراك، قصير النَفَس فيفقد صبره لأن "التغيير" لم يحصل كما أراد، متجاهل وغير مدرك العوامل الموضوعية التي تحكمه.

في المقال اربعة عناوين فرعية، وهي:

أ‌)    أسئلة حارقة وميول ضيقة.

ب‌)   التباسات مفاهيمية.

ت‌)   عدمية وتناقض "الفوضوية"

ث‌)   قطف ثمار قبل ان تنضج.

الخامس – مواقف متناقضة .. رؤية غائمة .. تشبث بالامتيازات

التظاهرات فاجأت الجميع وانطلقت بالضد من ارادة القوى المتنفذة واستعادة قوى الاعاقة مبادرة الهجوم بعد "هزيمة" وما تزال تواصل مساعيها لعرقلة المشاركة عبر تشويه طبيعة الحراك وإثارة مشاعر الخوف منها.

في المقال:

أ‌)    العبادي .. تردد .. وخيبة أمل

ب‌)   المرجعية .. أبعاد ودلالات الموقف/ وهنا يقول المؤلف: "مارس موقف المرجعية الايجابي في النجف من التظاهرات، دوراً مؤثراً في تعزيز زخم الحراك وتوسيع قاعدته الاجتماعية وأعطت اشارات واضحة لتأييد الحراك ومشروعيته ودعت رئيس الحكومة الى التحلي بالشجاعة والضرب بيد من حديد على الفاسدين".

ت‌)   انقسامات .. ترقب .. توجس

ث‌)   فرصة ثمينة لإعادة النظر

ج‌)   انعطافة سياسية .. حزم "لفظية"

السادس – دلالات تمرين كفاحي جديد

واشتمل على:

أ‌)    أعادة انتاج الانحطاط ..حافة الهاوية.

ب‌)   المثقفون يستعيدون دورهم التثقيفي/ ويقول المؤلف: "كسر المثقفون، بمشاركتهم في ساحات التحرير ببغداد والمحافظات،  حواجز الخوف والعزلة ونزولهم من ابراجهم العاجية واستعادتهم دورهم التنويري، وتجسيدهم لتقاليد الحركة الثقافية العراقية في التحديث والتجديد والدعوة الى التغيير".

ت‌)   وعي مدني جديد

ث‌)   مصدر اشعاع وتأثير متبادل

السابع – الاصلاح .. جسور الواقع وأوهام العبور

واحتوى على:

أ‌)    مخاض عسير وتناقضات/ يقول الظاهر: "مما لا ريب فيه ان السعي الى التغيير عبر الغاء البرلمان والدستور يقود الى المجهول، وإذا كات الدستور يضم ضمانات مختلفة وهو الاساس  لتطوير الحراك، فكيف يمكن للقوى المدنية ان تتخلى عن سلاح بيدها يمكنها من ان تحقق ما تصبو اليه اذا ما احسنت استخدامه؟

ب‌)   تردد .. اضاعة للفرص

ت‌)   عناصر اساسية

ث‌)   تعاظم الضغط الشعبي

الثامن – حمَلَة مشاعل الفكر التنويري .. يضيئون الدروب!

أ‌)    المثقفون في قلب الحدث

ب‌)   سمات الازمة الثقافية، والتي لخصها المؤلف بـ :

•     غياب (في الجوهر تغييب) دور المثقفين.

•     غياب دعم الدولة للنتاج الابداعي وتخليها عن انشاء البنى التحتية للثقافة.

•     عواقب الدكتاتورية البائدة.

•     معاناة المثقفين من تأثير ثقافة الاعلام والتهميش على يد الحكام المتنفذين.

•     انسحاق المثقف تحت وطأة الاحساس بالاحباط والعزلة.

•     تعرض الطبقة الوسطى(وهي حاملة مشعل التنوير) الى "غيبات" عدة.

ت‌)   اصلاح ثقافي

التاسع – احتدام الصراع .. عرقلة الاصلاح .. تحولات المشهد السياسي

من الطبيعي ان عملية الاصلاح تتعارض مع امتيازات ومصالح قوى وشخصيات متنفذة غير مستعدة للتنازل عن سلطتها، وبالتالي فأن الاصلاح يجابه مقاومة عنيدة من قبل هذه القوى. وهذه المقاومة هي تعبير عن الصراع وهو اساس التطور، وهو، على الدوام، شئ غير ثابت، ومرتبط بتطور الازمات الاجتماعية والسياسية وسواها التي تؤدي الى عواقب اشتداد الصراع الذي لا يمكن حله الا بالتغيير.

أ‌)    مطالب واضحة .. وارتياب متسع

ب‌)   خصوم يتحالفون .. وطريق شاق

ت‌)   من الاطار السياسي الى الاطار الاجتماعي

ث‌)   دروس خبرة غنية

العاشر – آفاق منفتحة .. ضياء نجم بعيد!

أ‌)    اسئلة ملحة

ب‌)   دروس بليغة

•     الحراك معبّر عن حاجات حقيقية للناس وساهم في تفعيل المطالب.

•     ارضية الحراك سليمة من حيث المطالب ومن حيث شكل ادارته.

•     فند الحراك التوقعات التي كانت تستبعد استمرار الغضب الشعبي.

•     الطابع المنضبط (دستورياً – والحفاظ على الممتلكات العامة) والسلمي للحراك كان مصدر قوة.

•     السلمية باتت منهج وهدف وصارت اساساً للانتقال الى اشكال اخرى من ألاحتجاج وأزالت المخاوف التي تثار حول التصعيد.

•     لقاء التيارين المدني والإسلامي، كانت له قوة تعبوية.

•     شرع الحراك بإعادة ربط النسيج الوطني.

•     عكس ورسّخ المطالب ذات الطابع السياسي والاجتماعي والاقتصادي وجعلها في قلب المشهد السياسي على حساب الانتماءات الطائفية والعرقية

ت‌)   اعادة نظر .. منهجية انتقادية.

 

***