اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

الانتخابات بين باقات الورد والبطانيات// علي فهد ياسين

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

الانتخابات بين باقات الورد والبطانيات

علي فهد ياسين

 

كما هو حال غالبية العراقيين العائدين الى بلدان الشتات بعد زيارة للعراق, عدت أمس محملاً بالألم والحزن والسوداوية من الحال الذي وصل اليه الوطن والمواطن, بعد كل الخسارات التي تسبب فيها السياسيون منذ عقود ولازالوا بتواتر متصاعد كأنهم يتسابقون على الأبداع في تجديدها وتنويعها وأدامتها, خلافاً لوظيفتهم الطبيعية المفترض أن تكون عكس ذلك.

ولأننا في العراق على أبواب انتخابات ثالثة لمجلس النواب, فأن أجواء البلد ملبدة بغيوم التقاطع السياسي الذي أفرز ولازال مزيداً من التوتر والتخندق الطائفي البغيض, الذي أفضى لمواجهات دموية في سنوات سوداء لازالت شاخصة في ذاكرة العراقيين, دون أن تأخذ أطراف الصراع دروساً مفيدة منها, لابل أن أدارتها للصراع الآن تبدو وكأنها تدفع باتجاه اعادة المشهد الدموي لتخلط به الأوراق هروباً من فشلها الذريع في بناء الدولة, بعد أحد عشر عاماً على سقوط الدكتاتورية .

المفارقة أن المدينة التي أعيش فيها تتحضًر لأنتخابات محافظها يوم الأحد القادم, صور المرشحين في الأماكن المخصصة للدعاية الأنتخابية وبرامجهم المعلنه عبر وسائل الأعلام المتاحه وهناك حركة غير عادية تفرضها الانتخابات كما في كل دورة, لكن ماصادفني صباح اليوم وانا أنجز بعض الألتزامات المؤجلة بسبب سفري, هو الذي حمًلني الماً اضافياً فوق حمل اداء اطراف السلطات في العراق الذي ننوء به نحن العراقيون في الداخل والخارج , فقد تقدم مني رجل في العقد السبعيني بابتسامةِ وهدوء, مفتتحاً الحديث بتحية صباحية واعتذار أن كنت غير مستعد للحديث معه, وبعدها قدم لي كارت تعريف بزوجته المرشحة لمنصب المحافظ, يحمل صورتها وبضعة اسطر من تأريخها العلمي والثقافي والسياسي خلال الربع قرن الماضي, مع ظرف صغير بداخله بضعة غرامات من (بذور ورد) قال أنها عنوان للحياة الجديدة لاننا في آذار, وأضاف أنني ممكن أن ازرعها في حديقة البيت أو في سندانة داخله أو في أي مكان أختاره , مع التأكيد أنني غير ملزم بانتخاب زوجته لأن ذلك قرار شخصي لايتدخل به, لكن زراعة الورد من أجل حياة جديدة للمدينة ونحن جميعا نعيش فيها!.

لم يخطر ببال هذا الرجل الأمين للمبادئ الأنسانية, أنه تسبب في فيضِ من عرقِ غير مرئي غطت به روحي وغرق به ضميري وانا أُقارن بين انتخاباتهم وانتخاباتنا, بينه وبين طواقم الدعاية للمرشحين في العراق, بين منهجه وقناعاته في أن الورد للمدينة لاننا نعيش فيها بغض النظر عن قناعاتنا بانتخاب فلان محافظاً لها, من أين نأتي بالمحافظين على العراق (أبونا) والمحافظين على المدن (أُمهاتنا) , كما يفعل هذا الرجل السبعيني الذي يُقدم حبه للمدينة على فوز زوجته بمنصب المحافظ؟ , هو يوزع بذور الورد عنوان النجاح والحياة الجديدة التي يفتتحها الربيع في كل عام , والمرشحون في العراق يوزعون (البطانيات) لتدثيرالفشل والفساد والخيبات ومناهج التضليل والتعتيم التي غرقوا في وحلها.

كبارالمسؤولين بما فيهم نواب البرلمان العراقي في دورتيه السابقتين وحلقاتهم الأقرب, يأتون لهذه البلدان, التي يُحترمُ فيها القانون, بعينين مفتوحتين على آخر قابلية أجفانهم وآخر استيعاب حدقاتها, لكنهم يعودون للعراق بعينِ واحدة تُذكرنا بقطعة الجلد التي لازالت ترمز لفلان الفلاني, الجلاد والارهابي الذي تعرفه شعوب الارض قاطبةً ويعرفه العراقيون, فهل ينزعوا عنهم تهمة الجلدة البغيضة حتى ولو لم يستخدموها؟ , أم أنهم لازالوا يعتقدون أن العين المُغلقة بالفرض مختلفة عن العين المُغلقة بالحيلة ؟ .

 

علي فهد ياسين

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.