اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

الدرس البليغ في المؤتمرالثالث للتيار الديمقراطي العراقي في المانيا// علي فهد ياسين

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

الدرس البليغ في المؤتمرالثالث للتيار الديمقراطي العراقي في المانيا

علي فهد ياسين

 

أنعقد اليوم في برلين المؤتمر الثالث للتيار الديمقراطي العراقي في المانيا تحت شعار ( الانتخابات المقبلة .. من أجل التغيير ) , أفتتح المؤتمر المنسق العام للتيار في المانيا الدكتور صادق أطيمش بكلمة ترحيبية , أعقبها بدعوة المؤتمرين للوقوف دقيقة حداد وفاءاً لشهداء الحركة الوطنية العراقية , قبل أن يفسح المجال للموسيقار طه رشك ليُشًنف أسماع الحضور بأنغامه الأنيقة المنطلقة من عوده العراقي الأصيل , الذي أختار له هذه المرة انسجاماً مع مغزى المؤتمر , رائعة الجواهري الكبير ( يادجلة الخير ) كي تعطيه بصمةً وطنيةً مضافة لتأريخة الوطني المشرًف على مدى مايقرب من أربعة عقود من مغادرته للوطن , مضافة لأختياره الوطني الذي أجبره قبلها على مغادرة العراق , ولتُحسب للتيار الديمقراطي رمزية الموسيقى باعتبارها لغة لاأختلاف على عالميتها , موحده للأنسانية وعابرة للطوائف والأعراق والأثنيات , من أجل غدِ أفضل للبشرية جمعاء , بعدها تابع المؤتمر أعماله في أجواء الحوارات البناءة والمفيدة , لتتوالى الفقرات حسب البرنامج المعد , ويُختتم بانتخاب تنسيقية جديدة للسنتين القادمتين , اضافة الى لجنة جديدة للعاصمة برلين , وبتوصيات لتنشيط عمل التيار انسجاماً مع الظروف السياسية التي يمر بها الوطن .

مايهمنا في المؤتمر ليس كل تفاصيل الأربع ساعات التي أستغرقها أنعقاده , فهو كغيره من مؤتمرات الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني ومايشابهها , يسير وفق سياقات معروفة ليكتسب شرعيته قانوناً ويحظى بأحترام أعضائه المشاركين وعموم من يمثلهم , انما مانود الاشارة اليه , ونعتبره تفرداً يحسب له هو تفصيل التقرير المالي للتيار خلال الفترة بين مؤتمرين , الذي يشير الى أن تمويل التيار في المانيا , مثله مثل فروع التيار في باقي بلدان الشتات وداخل الوطن , يتكون من تبرعات الاعضاء والأصدقاء ومن ايرادات بيع المأكولات خلال الانشطة التي يقيمها التيار طوال العام , لأن الانتساب للتيار لايفرض على الأعضاء بدل اشتراك كما هو متعارف عليه في الاحزاب .

المبهر في التقرير المالي الذي عُرض على المؤتمر , أن الباقي من مالية التيار هو فقط  (129.89) يورو , أي ما يُعادل ( 200 ) الف دينار عراقي ,هي الباقية من حوالي ( مليون ) دينار عراقي فقط , طوال الفترة بين مؤتمرين منذ نيسان عام 1012 والمؤتمر الثالث المنعقد اليوم , أي أن عشرات الأنشطة التي نفذها التيار في المانيا طوال الفترة بين المؤتمرين , كانت على كفافها المالي , مكتنزة بالنتائج لانها بعيدة عن الفساد أولاً , ولأن المشاركين فيها لايكلفون التيار فواتير حبهم للوطن ثانياً, في حين أن نتائجها كانت دافعة للزخم الوطني الذي يسعى للبناء الحقيقي للعراق الجديد وليس للصوصية المبرقعة التي تعتمدها الجهات الاخرى , وفي نهاية المؤتمر جرت مبادرة جديدة للتبرع من قبل الحاضرين , وللمفارقة كانت نتيجتها جمع مبلغ جديد كان حاصل جمعه مع المتبقي من مالية التيار السالفة الذكر ( 129.89 ) هو مايعادل تقريباً ( مليون ) دينار عراقي , سيعتمدها التيار مصدراً لانشطته خلال الفترة القادمة , ولتكون شاهداُ فاضحاُ لمايقابلها من ميزانيات أحزاب السلطة , التي لازالت هي العقبة الاكبر في تعطيل اقرار قانون الاحزاب المطلوب في الدستور والمؤجل بارادات تعرف تماماً انه يفضح آليات ومصادر تمويلها .

أن فقر مالية التيار الديمقراطي في المانيا , مثلما هي في باقي بلدان الشتات وفي الداخل , متأتية من أن المنضوين تحت لوائه ليسوا ممن استبدلوا جلودهم وسحناتهم بعد سقوط النظام الفاشي , ولاهم من ماسحي الاكتاف وبائعي الضمائر , ولامن اصحاب العقارات والمتاجرين بدماء العراقيين , ولامن اصحاب المكاتب والشركات التي فتحت في الداخل والخارج لتكون منافذاً لتمرير الصفقات وتفريخ المقاولين لمشاريع الفساد التي انتشرت باسناد من النافذين في الوزارات والمكاتب الخاصة , انما هم من الكفاءات الوطنية العراقية بجميع الاختصاصات , ممن يُشرًفون شعبهم بنزاهتهم ووطنيتهم الصادقة وابداعهم , ومن الاسماء اللامعة في مجالات عملهم بشهادة المؤسسات الاجنبية التي تخرجوا منها وعملوا فيها طوال عقود , وهم على الجانب الآخر ممن كانوا مستهدفين من المؤسسات الامنية للدكتاتورية البعثية البغيضة , وممن لم تنصفهم الحكومات العراقية المتعاقبة بعد التغيير .

أن مقارنة منصفة بين التيار الديمقراطي العراقي وبين الاحزاب المهيمنه على السلطة في العراق , توضح بمالايقبل اللبس الفارق المريع لنوعية الاداء ومنافذ التمويل وحجم الفساد , وهي بمجملها كفتا ميزان يستطيع الشعب التمميز بينها لاختيار النافع له في الانتخابات القادمة , بين من جربه وتأكد من سلوكه وبين من يشهد له تأريخه ويستطيع الاعتماد عليه , فهل يفعلها العراقيون ويختاروا قائمة التيار الديمقراطي ( 232 ) ليردوا بها على الفاسدين , أم أن هناك ضرائب اخرى لازالت لم تٌدفع وسيتأجل التغيير ؟ .

تحية للتيار الديمقراطي العراقي ولكل مسانديه .

تحية المشاركين في المؤتمر الثالث للتيار الديمقراطي في المانيا .

 

علي فهد ياسين

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.