اخر الاخبار:
محافظ نينوى يزور مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:33
زيارة وفد هنغاري الى دار مطرانية القوش - الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2024 10:32
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

الانتخابات العراقية .. جرأة الفاشلين!// علي فهد ياسين

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

الانتخابات العراقية .. جرأة الفاشلين!

علي فهد ياسين

 

للمرة السادسة يتوجه العراقيون الى صناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم في أدارة مؤسسات الدولة العراقية بعد سقوط الدكتاتورية , ثلاث دورات منها لاختيار حكومات المحافظات واثنتان لاختيار مجلس النواب والثالثة في الثلاثين من هذا الشهر, لكن حصيلة هذا الجهد الهائل لم تكن الى الآن بمستوى التضحيات التي رافقته , الا انها على الجانب الآخر وفرت للفائزين من طواقم السلطات ( قادة وبطانات ومنتفعين ) , مالم توفره تلك المناصب لشاغليها في عموم بلدان العالم من مكاسب سلطة ومغانم جاه وثروات داخل العراق وخارجه .

لقد ( اجتهد ) القائمون على مفاصل السلطات طوال العقد الماضي على صياغة معادلة توافق تستند على المحاصصة الطائفية , أمتدت من المنطقة الخضراء (رقعة شطرنج السلطة المركزية) الى فروعها في المحافظات , كانت نتائجها ضامنة لمصالح أطرافها قبل مصالح ناخبيهم , قبل أن تبدء الخلافات على توزيع نسب تلك المصالح ومستقبلها بدفع من مرجعيات أطرافها الأقليمية والدولية , مضافاً اليها تأثير الصراع الخطير في سوريا وأدوارهم فيه , مماعجًل بأنفراط الجمع على أمل تشكيله وفق صيغ وحجوم جديدة تتوافق مع مصالح الاطراف الخارجية وأذرعها في الداخل , دون حساب لتأثير ذلك على الداخل العراقي الذي يدفع ضرائبه الشعب من دماء أبنائه قبل المعاناة في شظف عيشته وسوء الخدمات المقدمة له وتصاعد نسب البطالة واشكال الفساد الضارب في مؤسسات دولته .

المختلف في أدبيات السياسة في العراق عن مثيلاتها في العالم , هو جرأة الساسة الفاشلين على تبرير فشلهم , وأصرارهم ( دون وازع من ضمير وطني وأخلاقي ) على المطالبة بفرص جديدة للبقاء في مواقعهم للتجريب مرة أُخرى , وهو منهج مستوحى من سابقهم الذي دمر البلاد وعمل على اذلال الشعب بحروبه العبثية في الداخل والخارج , والمفارقة أن هؤلاء الفاشلين طوال العقد الماضي كانوا يأخذون على الدكتاتور منهجه المدمر ويعدون شعبهم بمناهج بديلة لبناء الوطن المتباكين عليه في سنوات معارضتهم لجلاده الذي أجبرتهم سياساته القمعية على مغادرته , قبل أن يحتلوا مكانه ولايحاسبوا أنفسهم على مغزى توق العراقيين الى مغادرة الوطن الذي ولدوا فيه ويتمنون المشاركة في اعادة بنائه .

الفاشلون الذين تتصدر أصواتهم المروجه لقوائمهم الانتخابية شاشات الفضائيات العراقية والعربية الساندة لهم , وتحتل صورهم ساحات وجدران المباني البارزة للناظرين في بغداد والمدن العراقية , بميزانيات باذخة ودون حساب , هم من جنس واحد وصف واحد ومنهج واحدة , أعتاد عليه العراقيون في الدورات الخمسة الماضية لأنتخابات المحافظات والبرلمان , وهذه دورتهم السادسة التي يريدون منها ابقاء الوضع على ماهو عليه منذ سقوط الدكتاتورية , لأنهم فريق واحد ليس في أجندته البناء من أجل العراق , بقدر ما يكون الأداء الهزيل محافظاً على مكاسبهم التي خبرها العراقيون فقراء وعموم منذ عشرة أعوام .

هؤلاء الذين يتوعدون مخالفيهم بـ ( بوابات جهنم ) , هم أقرب اليها من الفقراء المغرر بهم طوال العقد الماضي , فقد تراكمت في دهاليزهم ملفات خلافاتهم مع بعضهم , وهي في جزء منها جرائم يحاسب عليها القانون الذي يدعون أنهم يدافعون عنه , وسيكون سقوط بعضهم بالانتخابات مفتاحاً لسقوطهم جميعا , وكل ذلك مرهون بصحوة العراقيين الذين خبروا تفاصيل الفساد ومافياته , وسيكون الرد في انتخابات الثلاثين من هذا الشهر كفيلاً بكشف الفساد وهياكله والحامين لمافياته , حين يقرر الفقراء نفض رداء التضليل الذي تعرضوا له , وينتخبون الشرفاء من الوطنيين الحقيقيين ممن لم تتلوث اياديهم بدماء الابرياء ولاباموال الشعب , ينتخبون ممثليهم من خارج احزاب السلطة التي كانت لاتحرك ساكناً لمعالجة الفساد , وفق تبريرات لم تعد تنطلي على البسطاء من ابناء الشعب ممن انتظروا كثيرا لتحسين اوضاعهم , وممن يرون اقزام الامس يتنعمون بالثروات والمناصب من جلادي سنوات القهر او من حديثي النعم من المطبلين وراكبي موجة الطائفية المقيتة .

لقد عبثت الاحزاب الطائفية بخرائط وحدة العراقيين تنفيذاً لاجنداتها , ودفع الشعب فواتير عبثها من دماء ابنائه ومن ثرواته , لكنه لن يتسامح في مستقبل اجياله المهدد بقوة نتيجة مناهج هذه الاحزاب التي تدفع بالهوية الوطنية جانباً وتجتهد في ابراز الهويات الاخرى التي تدمر الوحدة الوطنية وتقضم من جرفها تمهيداً لطوفان الفرقة الذي يتضرر منه الجميع , لذلك لامناص من التصدي لهذا الدمار الجديد والضارب بقوة , من خلال انتخاب المدافعين عن وحدة الشعب وتأريخه وبناء العراق الديمقراطي البعيد عن الطائفية وأمراضها , انتخاب قائمة التحالف المدني الديمقراطي الممثل بقائمته (232) , من أجل غد أفضل لشعبنا بعيداً عن الطائفية وكوارثها .

علي فهد ياسين

 

   

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.