اخر الاخبار:
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

العلاج في الخارج دليل على فشل الحكومات// علي فهد ياسين

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

الموقع الفرعي للكاتب

العلاج في الخارج دليل على فشل الحكومات

علي فهد ياسين

 

لم يشهد العراق على مدى تأريخه الحديث انهياراً في النظام الصحي بمستوى مايشهده الآن، على الرغم من التخصيصات المليارية (بالدولار) منذ سقوط النظام الدكتاتوري السابق، بمافي ذلك فترة الحصار الدولي الذي فرض عليه بعد احتلاله للكويت، فقد كانت المؤسسات الصحية العراقية تقدم خدماتها للمواطنين مجاناً، وبمستويات أفضل مماتقدمه الآن في زمن (الديمقراطية)، ناهيك عن مستوى كفاءة الاطباء والكوادر الوسطية والادارية وانضباطهم في الدوام الرسمي والعيادات الخاصة، والالتزام ببدل الكشف المقرر رسمياً، وعلاقتهم الانسانية بالمرضى، ومستوى التزام الصيدليات باسعار الادوية وصلاحيتها، وصولاً الى ضوابط فتح الصيدليات ومذاخر الادوية وأهلية العاملين فيها.

النتائج الطبيعية لهذا الانهيار تتجلى في ظاهرة سفر العراقيين باعداد متزايدة للعلاج في الخارج، ولان سفرهم محدد الى البلدان التي تمنحهم الفيزا فقط، فان مافيات الفساد المتخصصة في هذا الجانب، استغلت حاجتهم للعلاج لاغراضها في الكسب غير المشروع بعيداً عن القيم الانسانية، واعتمدت من جانب آخر اساليب الارهاب ضد الاطباء العراقيين المجتهدين في علاج مواطنيهم، لدفعهم الى مغادرة العراق تحت التهديدات المختلفة، وصولاً الى الخطف والاغتيال، من اجل تحقيق اهدافها التخريبية..

بين الحين والآخر تتناقل الاخبار سفر المسؤولين للعلاج او اجراء الفحوصات في الخارج، ابتداءاً من الرؤساء ومروراً بالوزراء والمسؤلين الكبار، وصولاً الى المدراء العامين ومن سواهم ودونهم، يغادرون بصحبة عوائلهم وبطاناتهم، كانهم في رحلات (طبية) سياحية مدفوعة تكاليفها من المال العام، فيما تنقل الصحافة المرئية والمسموعة والمكتوبة صورهم وكلماتهم الرنانة في احتفاليات افتتاح المشاريع الصحية المكلفة الملايين في المدن والقصبات، تنفيذاً لبرامج احزابهم وحكوماتهم المدعين انها لخدمة الشعب، وكأنهم من جنس آخر غير جنس شعوبهم.

المفارقة في عراقنا (الديمقراطي) أن تكون اولى اولويات المسؤول هي العلاج في الخارج، حين يتحول بين ليلة وضحاها الى كائن لا يثق بالاطباء العراقيين ولا بالعلاج المتوفر في المؤسسات العراقية، بعد أن كان قبل تعيينه لايملك ثمن شراء علبة كاملة من الباريستول، مستعيضاً عنها بشريط (عشرة حبوب) كافية لعلاجه.

ليس من الوطنية ولا من الانسانية ان يتفرج قادة السلطات في العراق على افواج العراقيين المغادرين يومياً الى ايران ولبنان والهند وتركيا وغيرها من البلدان للعلاج، والاغلب الاعم منهم الفقراء الذين يستدينون اثمان السفر وتكاليف الاقامة والعلاج، او يصرفون مدخراتهم على علاج انفسهم او ذويهم، بل أن من واجبات هؤلاء المسؤولين الاساسية توفير المناخات الملائمة لعودة الكفاءات الطبية المتخصصة، واستيراد الاجهزة والمستلزمات الطبية المتطورة من المناشئ الرصينة، والمراقبة الصارمة لشركات استيراد الادوية ووضع ضوابط لالتزام الاطباء في العيادات الخاصة ببدلات الكشف ومراقبة الصيدليات، والاهم هو تطوير الخدمات الطبية المجانية في عموم المستشفيات الحكومية، على الاقل لذوي الدخل المحدود، الذين يمثلون النسبة الغالبة من عموم سكان العراق الآن.

أن توفير الخدمات الصحية للمواطنين هو احد اهم حقوقهم المشروعة والمقرة في الدستور، واحد اهم واجبات الحكومة، وأن اي تقصير فيها يتسبب في تهديد الحياة الطبيعية للمواطنين، ويمثل تجاوزاً صريحاً على الدستور والقوانين الحاكمة لاداء السلطات، ومن دون ذلك يبقى السفر الى الخارج للعلاج دليلاً صريحاً على فشل الحكومة والنظام السياسي القائم في العراق.

علي فهد ياسين

 

     

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.