كـتـاب ألموقع
العيد الچبير// محمد علي محيي الدين
- المجموعة: محمد علي محي الدين
- تم إنشاءه بتاريخ الإثنين, 27 آذار/مارس 2017 12:17
- كتب بواسطة: محمد علي محيي الدين
- الزيارات: 2608
العيد الچبير
محمد علي محيي الدين
يبدو انني لا أستطيع فكاكا من رفيقي العزيز سوادي الناطور، الذي أخذ في الأيام الأخيرة يحاول أن يدس أنفه في كل شيء. فقد احتفلنا قبل أيام بمقدم عيد الميلاد الميمون، الا أنه لم ترق له تلك الاحتفالية التي اقتصرت على الكلمات والقصائد. فقد قرأت في عينيه العتاب عندما علم بالاحتفالية الرائعة التي أقامها اتحاد الشبيبة الديمقراطي احتفاءً بهذه المناسبة، بما تخللها من الأغاني والرقصات الجميلة لشباب بأعمار الورود، غاب عنهم الفرح في السنين العجاف، فوجدوا في هذه المناسبة فرصة للتعبير عن وجودهم الإنساني باحتفالية رائعة أريقت فيها كؤوس الحياء على أنغام الرقص الوطني الجميل.
عاتبني سوادي على عدم دعوته الى هذا الحفل الصاخب، فاعتذرت اليه باستحالة التقاء الخريف والربيع. فللشباب مزاجه وحياته الخاصة، ولمن في خريف العمر من أمثالنا طقوسهم، وللعمر (حوبته) وأنا وهو لا نستطيع مجاراة هؤلاء في التحرك مع أنغام الموسيقى.
ولأني لا أحتمل (زعل) سوادي الناطور، وأحاول مجاراته لما له من دالة كبيرة على الآخرين. لذلك وعدته بالذهاب الى الاحتفالية الكبيرة في اليوم الموعود عندما يحتفل الشعب بذكرى آذار، لأن احتفالية هذا العام ستكون متميزة.
الى هنا وسوادي ساكت ينظر إلي نظراته الناطقة، التي أقرأ فيها العتاب الممزوج بالمرارة، فقلت والآن ماذا تقول يا سوادي؟ هز يده الناحلة بكبرياء العقد السابع وقال: «ومنو اللي يگول أنه شايب، وحسبالك شباب هاليام أحسن من عدنه، ولك مية عصفور ما تترس جدر، وأنته نسيت بالمؤتمر أشسوه عمك سوادي، نسه العمر ونسه الشيب ..ونسه..ونسه.. وخله أيده بأيد الشباب ولعب وياهم (الچوبية) وهيله على واحد گدر ياخذ الچفيه منه. حسبالك أولاد النيدو والكيكوز أحسن منه، أحنه الشاربين من حليب الملحة وذوله خاست أسنونهم من حليب القواطي، أحنه مثل «الكمر يگطر ضوه وبعده شباب» لكن خلي أيصير الاحتفال وشوف سوادي شراح أيسوي. نسيت بنگرة السلمان وسجن الحلة، وكل ذاك الضيم والقهر وأحنه نحتفل وننسه كل شي، وغصبن على الحكومة وشرطة السجن نغني ونرگص ونهلهل؟ وهسه تريدنه نبطل، والله شنو الشيب؟ خلهم يگولون شيب وعيب.. هذه حبنه الچبير وعيدنه ال چبير، ولا تظن ايغيرنه الشيب لو يردنه الكبر، ونبقه شباب نتأمل باچر.. ونعيش الباچر..».
المتواجون الان
462 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع