اخر الاخبار:
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• "لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه"

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

محمد عبد الرحمن

 "لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه"

 

في يوم 24 شباط الماضي احتشد العديد من النشطاء في ساحة التحرير ببغداد لاحياء الذكرى السنوية للاحتجاجات الجماهيرية في 25 شباط من العام الماضي، وقبله وبعده، لا سيما ذلك التجمع في 9 حزيران بمناسبة انتهاء مهلة المائة يوم التي منحتها الحكومة لنفسها، تحت ضغط الشارع، في مسعى لامتصاص زخمه. ولكن لم يتحقق شيء يذكر، وبقيت المطالب ترفع كل يوم، بل ازدادت الهموم والمشاكل واتسعت القائمة. وهي الآن ازمة عامة شاملة، يمنّي البعض نفسه بان لا يراها، فيما هي تطحن المواطنين كافة، باستثناء القلة المنتفعين الذين يعرفون من اين "تؤكل الكتف"، والذين نراهم في كل زمان ومكان. فكيف وقد حصل التعشيق "وشبكنا الحكومة وصرنا أقارب".

على ان الحكومة، التي شنت حملة واسعة لتشويه سمعة المتظاهرين، سعت للحد من اتساع التظاهرات والاحتجاجات. فما قامت به الاجهزة الامنية المختلفة موثق بالصورة والصوت، وسيبقى شاهدا تاريخيا على ما حل بالمتظاهرين، ووصل حد ازهاق الارواح.

وفي مرة قال لي صديق مدمن على الحضور الى ساحة التحرير أنه يريد (وهو متوجه الى الساحة) ان لا يعتقل هذه المرة فقط. وقد عرفت لاحقا انه كان عليه الذهاب لاداء الامتحان في اليوم التالي. وهناك العشرات من الممارسات والادلة، التي تؤشر المسعى المتواصل للاجهزة الامنية الى إحصاء انفاس الناس، ومنها ما عرفته عن الاعتقال الذي جرى اخيرا، اثناء اضراب طلبة كلية التقنية الادارية في باب المعظم.

يبقى آخر دليل على الانتهاك المستمر لحقوق الانسان والدستور، نقدمه الى السيد المستشار الاعلامي لدولة رئيس الوزراء، وهو كتاب المخابرات وما تضمن من توجيه بملاحقة الشيوعيين، الامر الذي لم يعلق عليه احد من المسؤولين لحد الآن، رغم ما أثاره من ردود فعل واسعة!

فالسيد المستشار صرح يوم الأحد 26 شباط الماضي وهو يفرك يديه ارتياحا بان "قلة عدد المتظاهرين يوما بعد يوم في ساحة التحرير وسط بغداد، اثبتت فشل القائمين على التظاهرات في تحشيد المتظاهرين واقناعهم بمطالبهم". واختتم التصريح بما يبدو انه بيت القصيد حيث قال: "ان الحكومة ليست وراء نقصان عدد المتظاهرين، فكل ما فعلته من نشر قوات امنية في ساحة التظاهر كان لحماية التظاهرات، وليس لغرض قمع المتظاهرين".

انا اعرف حق المعرفة كيف يكون موقف المتظاهرين عند قراءتهم التصريح أعلاه، وماذا سيقول من اعتقل وذاق صنوف التعذيب، وماذا سيقول من فقد احد افراد العائلة! بل ان الدهشة ستصيب المدافعين عن حقوق الانسان، والمنظمات الوطنية والعالمية التي اصدر بعضها بيانات موثقة، وآخرها ما ثبته تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش. فهؤلاء جميعا سيصابون بالدهشة ازاء هذا الاصرار على الخطأ العمد المرتكب وعلى ايجاد الذرائع له، بدل الوعد بعدم تكراره، طالما يتكرر الحديث باننا نعيش في بحبوحة ديمقراطية، وان القانون والدستور فوق الجميع!

هل علينا التذكير بما رفع من مطالب وشعارات  في يوم 25 شباط؟ ياليت السيد المستشار يدلنا على شعار واحد رفع من جانب الجمهرة الغالبة من المتظاهرين (وليس على يد "الشبيحة")  يتناقض مع  هموم الناس ومشاعرهم، الناس الذين كانوا هم أنفسهم في الساحة؟

يبقى أن نذكر السيد المستشار بما تقوله حقائق التاريخ من ان المهم ليس العدد وحده، بل عدالة القضية ومشروعية المطالب المرفوعة. ونحن على يقين من انه لا يجهل قول الامام العادل الحكيم علي بن أبي طالب (ع):

"لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه".

ـــــــ

محمد عبد الرحمن

جريدة "طريق الشعب" ص2

الاحد 4/3/2012

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.