كـتـاب ألموقع

• "جانت عايزة التمت" -//- محمد عبد الرحمن

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

"جانت عايزة التمت"

محمد عبد الرحمن

لا اعرف بالضبط أين يضع المواطن العراقي مشكلة الاختناقات المروية والزحامات في الشوارع، واي تسلسل يعطيها في القائمة الطويلة والمنهكة من الازمات والمشاكل التي يعاني منها وتنغص عليه حياته ليل نهار.

قد يكون بطرا ان يتناول الحديث هذه المشكلة، فيما العشرات، والمئات من ابناء العراق يفقدون حياتهم، لاسباب متعددة متباينة نتيجتها واحدة: حرمان الناس من حقهم في الحياة، الذي كان وما زال في طليعة حقوق الانسان التي يفترض ان تصان وتضمن.

وقد لا تصح مقارنة مشكلة المرور والاختناق اليومي في الشوارع بمشكلة الكثيرين من الناس الذين لا يجدون ما يسدون به جوعهم، فيما نسبة الفقر تبقى معلقة عند 23 في المئة في بلد ستبلغ ميزانيته في عام 2013 على وفق التقديرات المعلنة، مبلغا خياليا: 132 مليار دولار، وجدير بالاشارة ان الستراتيجية الوطنية للتخفيف من الفقر، التى اطلقت في آب 2009، تحدثت عن خفض نسبته الى 16 في المئة عام 2014، ولكن لا توجد اية احصاءات تشير الى ما نحقق بالفعل.

قد يقول آخرون: "عرب وين طنبورة وين" عند الحديث عن الكهرباء وازمتها المستفحلة، شأن الازمة السياسية التي تعصف بالبلد، فيما المتنفذون سادرون في البحث عن مغانم اضافية، وشفط هذا الموقع او تلك المسؤولية، عادّين ذلك، وفقا لمحدودية التفكير، نصرا مبينا: وبالمناسبة فان المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء أقر في تصريح له يوم الخميس 27/ أيلول/ 2012، بان إنتاج وزارته لا زال بحدود 6651 ميغاواط، وعند اضافة المستورد من الكهرباء يغدو 8275 ميغاواط، فيما تقدر حاجة العراق باكثر من 15 الف ميغاواط، فهل ستصمد وعود المسؤولين بقرب الحل، بل وحديث البعض منهم عن تصدير الكهرباء في نهاية 2013؟ّ.

وبالعودة الى الاختناقات المروية نقول انها مشكلة بحد ذاتها، على ان السبب لا يكمن فقط في التزايد العشوائي لاعداد السيارات، وقدم شوارعنا وضيقها وعدم كفايتها وافتقارها الى ما يشيد في العالم من بنى تحتية مرورية، ساحات وانفاق ومجسرات، يضاف الى ذلك سبب هام آخر وهو اليوم اساسي ربما، ونعني كثرة السيطرات الامنية في وقت يشهد فيه الملف الامني اختراقات جدية، حيث تقوم سيطرة بين كل سيطرة وسيطرة، ولو كانت لهذه السيطرات فائدة ملموسة محسوسة في الحد من جرائم الارهابيين وإلحاق الهزيمة بهم وبمخططاتهم، لاستحق ذلك الانتظار الطويل فيها والذي قد يصل الى ساعات، حتى بات مصدر إزعاج جدي للناس.

لم اقرا ذلك في تقرير ولم اسمعه في نشرة اخبارية، وانما جربته بنفسي ولمرات عدة، وآخرها محاولة دخول مدينة بغداد في يوم عطلة رسمية، حيث استغرق ذلك اكثر من ساعتين، فكيف الحال اذا كان يوم دوام وعمل ؟.

ترى هل نضيف ازمة الاختناقات المروية الى غيرها من الازمات المستعصية: الازمة السياسية، ازمة الكهرباء، ازمة البطاقة التموينية...الخ، ام ان حلال المشاكل ــ قانون البنى التحتية سيتكفل بحلها؟.

ـــــــ

جريدة "طريق الشعب"

الأحد 30/ 9/ 2012