كـتـاب ألموقع

• المرتجى.. بين الجر والعر-//- محمد عبد الرحمن

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

المرتجى.. بين الجر والعر

محمد عبد الرحمن

تتواصل حالة الاستعصاء السياسي، وتبقى أجواء عدم الثقة والشك بين الكتل المتنفذة مخيمة، وينسحب ذلك، بهذه الدرجة او تلك، الى داخل الكتل نفسها، حتى تلقي الأزمة الشاملة بظلالها الثقيلة على كامل اللوحة السياسية والاقتصادية والأمنية في البلاد.

الكتل المتنفذة عاجزة عن حل الأزمة، رغم أجواء التهدئة وجهود رئيس الجمهورية لجمع الفرقاء حول طاولة الحوار، علما ان الحوار شيء والوصول الى حلول شيء آخر مختلف تماما، وكيف يأتي الحل؟ ومن يأتي به في مناخات الارتياب المتبادل وهذا التشبث بالمحاصصة اللعينة؟.

ما من كتلة متنفذة تبدي استعدادا للتنازل من اجل مصلحة الشعب، ولإخضاع مصالحها لهذه المصلحة بعيدا عن الأنانية والذاتية، والانكي ان هذه الكتل تصر على الاستقواء بالخارج وجعله عنصرا مقررا في شؤون البلد الداخلية، انها هي من يصر على إدخال هذا العامل وجعله حاسما ربما في الصراع الداخلي المحتدم، ولا يلوح في الأفق ما يدل على انها مستعدة للكف عن ذلك، ولنقرأ السلام على سيادة العراق الوطنية واستقلاله، اللذين يلهج بهما البعض ليل نهار.

معاناة الناس تتزايد وتتفاقم مع ثبات المتنفذين على مبدأ "اذا مت ضمآنا فلا نزل القطر"، فلا شيء يعلو على المصالح الخاصة والتشبث بالمناصب وبموقع القرار والمغانم.

المتنفذون هم من أوصل البلد الى ما هو عليه، وعراكهم على السلطة حال دون الاستخدام الرشيد للموارد، ودون إعادة البناء، وانطلاق عملية الاعمار، وتحسين الخدمات، والارتقاء بحياة الناس، والتصدي الناجع للإرهاب، وأيضا للفساد الذي شمل كل المستويات، وليس أدل على ذلك مما يعلن عنه من قوائم، ويبدو ان الحبل ما زال على الجرار.

لا حد للازمات، ولا حصر، والمتنفذون ما زالوا يضيفون اليها المزيد، وعلام يدل هذا التطاحن بشأن إقرار قوانين العفو، والبنى التحتية، والمحكمة الاتحادية، والموازنة التكميلية وغيرها، مما فاقم الأوضاع وحول مجلس النواب الى ساحة لصراع المصالح والمناكدات وتنفيذ أجندات سياسية على حساب الناس ومصالحهم؟

نعم، المعارك متواصلة، والقلق يزداد، وعلامات الاستفهام ترسم كبيرة على مستقبل مفتوح على كل الاحتمالات.

ووسط هذا الجر والعر تطل تلك الومضات المضيئة التي تؤشر إمكانية واقعية لكسر هذه الحلقة والخروج من عنق الأزمة، انها بدون منازع ومضات "لا تسرق صوتي"، وانتخابات التحدي العمالية، ومطالب المتقاعدين وأصواتهم الهادرة، والرفض المتواصل لتكميم الأفواه وقضم الحريات بحجج واهية ومعارك دونكيشوتية، ولتتوج تلك الاضاءات بالمشروع ذي الدلالات الرفيعة ، مشروع "انا عراقي، انا اقرأ" وغير ذلك من الفعاليات التي لولاها في هذا الوقت الصعب والمرهق، لكانت الصورة كاملة القتامة.

الأمل، كل الأمل في ان تتسع وتزداد وتتلألأ هذه البقع المضيئة، وان تكبر وتتدحرج ككرات الثلج وتشمل الوطن بأسره، فهي ما يرتجى ويعول عليه!

ـــــــ

محمد عبد الرحمن

جريدة "طريق الشعب"

الاحد 14/ 10/ 2012