اخر الاخبار:
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

• قوت الناس.. خط أحمر -//- محمد عبد الرحمن

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

محمد عبد الرحمن

قوت الناس.. خط أحمر

ما كان هذا المنتظر، ولا المرتجى، المواطن كان يريد شيئا آخر مختلف تماما، انه حقا فوجئ مع الملايين بالخبر الصاعق القاضي بإلغاء الحكومة البطاقة التموينية، ولسان حاله يقول "جانت عايزة التمت".

فأين يذهب ويلتفت المواطن؟ ونقصد هنا على وجه التحديد عامة الناس من الفقراء والشغيلة والكسبة ومحدودي الدخل، وهم الأغلبية، أين يذهب هؤلاء؟ أنهم محاصرون بالتركة الثقيلة للنظام المباد والخروقات الأمنية، وإجراءات الحكومات المتعاقبة غير المدروسة، وغير الناضجة والمستعجلة والتي هي لصيقة جدا بمواقع المتنفذين والقطط السمان والفاسدين والمرتشين والطفيليين، واللاهثين وراء الربح الفاحش وتكديس الأموال من السحت الحرام على حساب مصالح عامة الناس، أو أن تلك الإجراءات تنمُّ عن سوء تدبير إن أحسنا الظن بصانعيها.

أين يذهب المواطن المحاصر بعقابيل وتداعيات أزمات المتنفذين التي لا فكاك منها على ما يبدو، فكلما خمدت واحدة، اشتعل أوار أخرى وعلى "هل الرنة طحينج ناعم"؟ كل هذا ويريدون من المواطن ألا يتأوه وان يلوذ بالصمت ويستسلم لقدره المحتوم! وإن تحرك وتململ كانوا له بالمرصاد، هل نسينا كيف تعاملت السلطات مع شباب شباط عام 2011 وعموم المتظاهرين والمحتجين؟.

وأين يذهب المواطن الذي يعاني شظف العيش وسوء الخدمات وترديها، وهزالة الراتب التقاعدي والبطالة وانعدام أي مصدر للدخل وشح أموال الرعاية الاجتماعية، وأزمات السياسة وانعكاساتها على أوضاعه الاقتصادية والاجتماعية، بل حتى على حقه في الحياة إذ ما زال يصول ويجول الإرهابيون رغم التخصيصات الاستثنائية للدفاع والأمن.

المتنفذون ما زالوا في واد، همهم لما يزل تعظيم مكاسبهم، فيما المواطن في واد آخر يئن وينوء تحت ثقل ما يعانيه، ومن حقه أن يتساءل لمصلحة من اتخذ قرار إلغاء البطاقة التموينية في هذا الوقت بالذات؟.

الغريب أن يصدر القرار الفلتة بالإجماع من مجلس الوزراء، والأغرب أن ينبري البعض في الدفاع عنه وإيجاد المسوغات له؟ وحسنا فعلت بعض الكتل في التنصل من تواقيع وزرائها وأعلنت رفضها هذا القرار البائس.

أصوات الرافضين لهذا القرار في اتساع، ودائرة المؤيدين له مرتبكة ولا تدري كيف تداري فعلتها الشنيعة، ولا يكفي، على أهميته الاستنكار والرفض، بل المطلوب المضي أكثر حتى يتم التراجع عن القرار وإلغائه وتلقين المعنيين درسا ورسالة مفادها أن مصالح وقوت الناس خطوط حمراء لا يسمح لأحد بتجاوزها.

ـــــــ

محمد عبد الرحمن

جريدة "طريق الشعب"

الاحد 11/ 11/ 2012

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.