اخر الاخبار:
اخبار المديرية العامة للدراسة السريانية - الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2024 18:10
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

دوام الحال من المحال! -//- محمد عبد الرحمن

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

محمد عبد الرحمن

دوام الحال من المحال!

لم يعد المواطن العراقي ينتظر من المسؤولين التحدث عن الأسباب والمبررات التي حالت وما زالت تحول دون إحراز تقدم على الصعد المختلفة، واختلط عليه الحابل بالنابل فالكل يتهرب من المسؤولية ويقول أنه ناجح وغيره فاشل، لا احد يقول أن لبنه حامض، لا احد يريد أن يتحمل قدرا من المسؤولية، ثم من يحدد درجة الفشل والنجاح في ظل أوضاع تزداد كل يوم تضبيبا ويجري التراشق ويزداد الضرب تحت الحزام؟.

الأمر مختلف قطعا عند المواطن ولسان حاله يقول شبعنا وعودا واتخمنا كلاما معسولا في المؤتمرات واللقاءات ولكن ما النتيجة العملية والفعلية، وما جنى الوطن والمواطن من ذلك، فمن التدهور الأمني الى تدهور الكهرباء، ومن نقص المياه الى الفشل في تأمين البطاقة التموينية، ومن فساد الى آخر اقمش،  ومن أزمة سياسية الى أخرى، ملخص القول أن البلد يعاني من أزمة عامة شاملة متعددة الجوانب، طانبة ضاربة، اخذ يتحدث ويقول بها الجميع تلميحا وعلى الجلي المكشوف، ويبدو أن الكل عاجز عن الخروج منها، وهذا واحد من تجلياتها، انه الأزمة بعينها.

وهنا التساؤل المشروع، من المسؤول عما وصلت إليه أوضاعنا التي لا نحسد عليها فبدون ادعاء باكتشاف البارود مرة ثانية نبادر الى القول وبقناعة كبيرة الكل مسؤول، الكل المتنفذ، ومن بيده القرار، وان تفاوتت المسؤولية واختلفت حسب الصلة بمركز القرار، ويخطئ من يظن أن أزمة اليوم منسلخة عن سابقاتها، وعن سياق ما مرت به العملية السياسية منذ انطلاقها بعد التغيير في 2003 من تعرجات ومساومات بل حتى مؤامرات ودسائس ومن تدخلات خارجية فظة وبالإرهاب والعنف أن تطلب الأمر وهو ما حصل فعلا، ليس بعيدا عما شاب بناءها من تشويه متعمد ساهم فيه المحتلون بهذا الدرجة أو تلك، واستمرأ المتنفذون التعامل مع أس البلايا فيها بما يحفظ مصالحهم ونفوذهم وهيمنتهم، فهم إذ ينتقدون المحاصصة إلا أنهم على غير استعداد لمغادرتها، رغم لعنها في العلن ومغازلتها سرا كونها المحبوبة التي تدر "البركات" على هؤلاء!.

الليالي الرمضانية وما حفلت به من لقاءات مع المسؤولين كشفت الكثير المعروف ولكن ميزته انه جاء على لسان من يتربع على كرسي السلطة وبيده الأمر والنهي في مختلف مواقع المسؤولية، فبانت الحقيقة ناصعة أن الكثير منهم هو لاه بقضايا لا تمت بصلة لا من قريب ولا بعيد لهموم المواطن اليومية وما يعانيه، هم هؤلاء هو كيف يرتب أوراقه للفترة القادمة ويضمن حصته من الكعكة ولا بأس أن يكون ذلك عبر الديمقراطية بنسختها الانتخابية فقط وقد بدأ بالفعل معاركه الانتخابية مبكرا.

لنقل أن أية صولة انتخابية، طالما الحديث يكثر الآن عن الصولات، سيكون أساسها المواطن، فهو المستهدف وهو الأداة، وهو من كان بيده ولا يزال مفتاح التغيير، فهل وصلنا مع المواطن الى القناعة بأهمية التغيير، وأهمية الفعل من اجله وهو الأساس، فالتفكير في هذا مشروع وواجب على الدوام، سابقا وراهنا، وهو ليس مشروعا نخبويا على أية حال، وان كان للنخب دورها المنتظر، فتجربة مصر  أشارت الى تماهي النخب مع بحر متلاطم من البشر صمم على التغيير فكان له ما أراد، ولكني على قناعة كبيرة، أيضا، أن مسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة شريطة أن تكون سليمة وواثقة.

ـــــــــــــ

 

محمد عبد الرحمن

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.