اخر الاخبار:
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

العاقون! -//- محمد عبد الرحمن

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

محمد عبد الرحمن

العاقون!

على مدى سنوات عدة نعت "مثقفون مأزومون" او لنقل "اشباه مثقفين" او الاصح من تخيل نفسه انه اصبح "مثقفا" بمجرد تأبطه مجموعة كتب لا نعرف ان كان يفقه ما فيها ام لا، هؤلاء نعتوا الشعب المصري الذي امهل ولم يهمل، بشتى النعوت، فقلب هذا الشعب المقدام حسابات هؤلاء راسا على عقب فاختلت المعايير والمقاييس عندهم وهؤلاء انفسهم اليوم يركبون الموجة ويريدون اعماما ارادويا، ذاتيا لاي حراك مجتمعي على كل شعوب الارض، بل لا يتورعون عن تقريع شعوب باكملها، كما كانوا يفعلون، لا لشيء الا لانها، وحسب مقاسات بعض هؤلاء المتحذلقين، تاخرت عن هذا الحراك الذي رسموا له موعدا افتراضيا في مخيلتهم التي اصابها العطب ودخلت في مرحلة الهلوسة.

المصيبة ان هؤلاء لا يتورعون عن تقريع شعبنا ولومه، وربما بحالة اشد واسوأ من نقدهم وتوجيه سهامهم الى من اوصلنا جميعا الى الحال الراهن، فهو العقوق بعينه، وعدم الدراية، وان حسبنا البعض قد نضج، فيبدو انه في السياسة ما زال مراهقا و ينطبق عليه "لا يندل ولا يخليني ادليه".

والمصيبة الاكبر انك تعرف هذا البعض العاق جيدا، وكيف لا وقد علمته كتابة حتى اسمه، وانت من اخترته كي تساعده في الوقوف على رجليه فاذا به يخيب كل الظنون ليس بالمعنى الضيق، بل الخيبة بمعناها الواسع الانساني، ولا يغير من حقيقة هذا الامر ان يحتل هذا البعض مواقع معينة في صحف، او انه من  هواة التنقل بينها، وربما بسبب المزاجية المفرطة الملازمة.

على اية حال هذا البعض ليس بالجديد فقد مرت على العراق وعلينا نماذج كثيرة من هؤلاء، والبعض قد انزوى بعد ان عرف حقيقة نفسه، فيما يواصل اخرون تسويد اعمدة صحف في مسعى لتعميم ما يختلج في النفس  من يأس واحباط، كان وما زال ملازما لهم.

على اننا كنا وما زلنا نقول بغنى الحياة وعمقها، والثقة العالية بالناس، وهي تعلمت الكثير من تجاربها،  والجماهير ليست تحت طلب هذا البعض النزق، والطلائع لا تقاتل بنفسها، ولكن الحق مطلوب منها المبادرة المدروسة الواعية، وليس الطائشة المتهورة لمجرد اشباع نزوات هذا البعض المريضة، وفي حراك نضجت اسبابه او في طريقها، ولنسمه مدنيا، كما كتب هذا البعض، لا ينتظر تعليمات لا من هذا المثقف الهمام، ولا من ذاك "المدني"، ولا من أي "مكتب سياسي" كما جاء في العمود المتهافت.

يبقى اخيرا ان نعتذر للقارئ على اقحامه في موضوع ليس هو ابن ما يعيشه الان، ولكن ماذا نعمل وقد فسر البعض سكوتنا على بذاءاتهم طويلا بانه ضعف، ونحن منغمسون بهموم الوطن والمواطن، ولا نريد الانجرار الى قضايا ثانوية يبدو انها غدت من ديدن البعض من اجل التكسب، ومعذرة ثانية لاستخدامنا "التورية" فقد حاول كاتب العمود عن "الحراك المدني" التشاطر علينا بان لا يذكر اسم حزبنا الشيوعي فيما هو المقصود، وهو الحزب الذي علمه أبجدية السياسة والكتابة، ولكن لا بأس ففي العوائل، ايضا، هناك عاقون.

على ان الفرق شاسع بين ما يكتبه هؤلاء المأزومون، وبين النقد الحقيقي البناء فهو كان وما يزال الابواب مشرعة له.

���%����@~ العراقي باللاّ مبالاة وعدم الإكتراث.. لذلك أنهى سماحته الحديث بالقول " ان كانت بعض الجهات تخشى خسارة رصيدها الجماهيري وشعبيتها فانها عاجلا ام اجلا ستخسر هذا الرصيد اضافة الى خسارتها الاكبر والمتمثلة بحساب الله تعالى").

 

دون أدنى شك، أن خطاب المرجعية الدينية هو الأكثر تعبيرا عن الواقع العراقي في تأشيرها على مناطق الخلل وإستشرافها للمستقبل السياسي في البلد، فالحكومة التي قد تبدو غير مستسيغة لهذا التأشير والإستشراف هي المعنية الأكبر في هذا التشخيص، بل والمستفيدة الأكبر منه، خاصة وأن بقاء الحكومة بهذا الشكل ومع ما يُطبخ لها في كواليس العواصم الإقليمية من مخططات تصعيدية خطيرة للأشهر التي تسبق الإنتخابات البرلمانية، لن يؤدي سوى الى الإستنزاف التدريجي لرصيدها الشعبي وعن القفز المتتالي من مركب الحكومة في فترة قياسية قد يقوم بها مسؤولين كبار وإنفضاض مفاجئ للحلفاء السياسيين عندما تصل الأمور الى طريق مسدود وعندما تبتعد أكثر مما هي عليه الآن عن تطلّعات جماهيرها، أي السقوط الحتمي المفاجئ الذي قد يلقي بظلاله على مجمل العملية السياسية الديمقراطية في العراق التي كانت ولا زالت تشكّل تهديدا للأنظمة الوراثية في المنطقة.

لقد دعت الحكومة العراقية مرارا الى "حكومة الأغلبية السياسية"، كونها تعتقد بأن طبيعة الشراكة الحالية بما هي عليه اليوم من عدم تناسق وإتساق سياسي تعيق الأداء الحكومي في الكثير من المفاصل وتحد من قدرتها على الإنجاز كما أسهمت مثل هذه الشراكة على تغذية العملية التخادمية بين الفساد والإرهاب.. ومثل هذا الأمر ليس إدعاءاً بل لا يخلو من الصحة .. ومن هنا ننطلق في دعوتنا للإنتخابات المبكرة المسبوقة بتحالفات وطنية عابرة للطوائف والأعراق، أي تأتي كخطوة استباقية لتحاشي الكمائن التي تخطط دول الجوار لنصبها والعمل عليها للفترة المتبقية التي تقارب العام أو ربما تمتد لأكثر من ذلك، وكذلك الرغبة في أنتاج حكومة منسجمة مع نفسها قادرة على صناعة القرار في أقرب وقت ممكن.

فقد لمس وسمع الكثيرون منا بوادر بعض المخططات سواء المتعلقة منها بالهروب الجماعي للإرهابيين من السجون أو التخطيط لإنتاج مسلسل الانشقاق المتتالي للديبلوماسيين العراقيين عن الحكومة، أو دعم وتشجيع الأصوات الداعية لتدويل بعض القضايا الداخلية العراقية، أو التفجيرات التي بدأت تطال المنطقة الخضراء، أو غيرها الكثير ممّن لاينبغي أن يكون خافيا على حكومة يُفترض بها قد أقامت خلال هذه الفترة مراكز دراسات لتحليل الواقع السياسي وإستشراف التداعيات المستقبلية المحتملة تجنبا للمفاجآت المريرة التي واجهتها الأنظمة السياسية في المنطقة.

لقد طرحنا في مقال سابق حلولا منها (جمعية الإنقاذ الوطني) ونطرح هنا مسألة (الإنتخابات المبكرة)، وما يهمّنا في الطرحين تحصين التجربة الديمقراطية من الإختطاف، فضلا عما يمكن أن ينتج عنه الإستقرار السياسي في بغداد وما يسفر عنه وضع العملية الديمقراطية في مسارها الصحيح من تأثير ايجابي على الوضع في اقليم كردستان الذي سيتحرّك هو الآخر في هذا الإتجاه، والعكس بالعكس قطعاً.

ختاما نود التأكيد هنا،  بأن شخص المسؤول ليس من ثوابتنا فما يمكن أن نستحسن منه طبيعة الأداء اليوم، لا نجد ما يمنعنا من انتقاده غدا على سوء الأداء، أو حتى التحذير بقسوة من التداعيات السلبية المستقبلية لهذا الأداء والتي تمس ثوابتنا المحصورة في الوطن والإنسان العراقي والتجربة الديمقراطية التي تحول دون تسلّط الطغاة والبعث من جديد على رقاب الشعب العراقي. ولذلك نقدنا وننتقد الأداء الحكومي في بغداد وحذرنا ونحذّر من التداعيات الخطيرة إنطلاقا من حُرصنا على الثوابت وإقتداءً بما سبقتنا المرجعية الدينية العليا الى تشخيصه والتحذير منه. وذات الحال ينطبق على الإنتقادات التي توجهنا بها الى أداء السلطات في إقليم كردستان العراق فالهدف هو محاربة الارهاب والفساد والدعوة للتمسك بالإتجاه الصحيح وليس كما يحاول البعض ممن تربّى في أحضان البعث سابقا ويعتلي (المناصب الحزبية) العليا في الاقليم اليوم، يحاول اتهامنا بالعمالة للمالكي أحيانا ولغيره أحياناً أخرى بهدف اسكات أصواتنا التي لن تسكت أو كسر أقلامنا التي لا ولن تُكسر طالما هي حرة لا يسودها أو يحرّكها سوى صوت الحق وصوت الضمير.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.