اخر الاخبار:
توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي) - الأربعاء, 27 آذار/مارس 2024 19:18
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

كي لا تضيع الحقيقة! -//- محمد عبد الرحمن

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

كي لا تضيع الحقيقة!

محمد عبد الرحمن

الارهابيون يتفننون في ابتكار وسائل قتل العراقيين، فاينما توجهت في ارجاء عاصمتنا لا تجد الا القطع السوداء وسرادقات العزاء، لم تبق منطقة يمكن الاطمئنان الى كونها محصنة وبمنأى عن ارهاب الارهابيين، حتى المنطقة الخضراء تعلن بين الفينة والاخرى انها مهددة، فكيف بالمناطق الحمراء؟!.

نعم هناك جهد يسعى لسد منافذهم والحد من نشاطهم، والحفاظ على نبض الحياة في العاصمة، وغيرها من مراكز المحافظات، ولكنه اقل مما هو مطلوب، مقابل قوى منظمة تختار اهدافها بعناية، وتضرب في الاوقات المناسبة لها، وقد طورت من وسائلها، بل ان الوضع في بغداد وعدد من المحافظات ما عاد يطاق، والناس في حيرة من امرها.

امام هذه الحالة نجد ان الحديث عن انتصارات، او السعي للتغطية على العجز في الملف الامني عبر مكرمات ووعود، هو هروب امام استحقاقات واجبة، ومن مقاربات للمعالجة اصبحت الحاجة اليها ماسة ولا بد منها.

والناس اخذت تتحدث بصوت عال عن الاسباب وتقول بالبدائل، وهي تدرك على نحو جيد ان ما يحصل ليس ببعيد عن ما آلت  اليه اوضاع البلد السياسية، مهما ارتفع الصراخ، وكثرت الخطب الرنانة المنمقة، وتم الحديث عن بطولات وصولات، وعن مشاريع عملاقة على الورق يزداد ادراك كونها لن ترى النور، او انها ستولد وهي بحاجة الى وضعها في العناية المركزة بسبب الفساد الذي لم يعد بامكان احد انكاره، ولكن يرحلونه الى اخرين في لعبة سمجة وتبادل للادوار، والنتيجة ضياع الحقيقة والمال العام واستمرار النهب والسرقة امام اعين اجهزة الرقابة المختلفة، التي غدت بلا حول او قوة امام تداخل السلطات واجهزتها  ورجالاتها المتنفذين مع مؤسسة الفساد.

المدخل للمعالجة يفترض ان لا يكون منفردا، يركز على جانب ويترك الاخر، او يتم البحث عن كبش فداء، او عن شماعة  تعلق عليها عوامل الفشل، وهو الطاغي بمعالمه حتى الان، المعالجة، رغم اهمية جوانبها المتعددة، هي في الاصل سياسية وبامتياز، ولها صلة وثيقة بطبيعة الحكم واسسه وآلياته ونهج، وهذه حقيقة لا بد ان تدرك جيدا من طرف الجميع، ومن الناس المكتوية بالماسي والويلات.

والمهم ان تدرك الحقيقة من جانب الناس، فهؤلاء هم المعول عليهم في الاصلاح والتغيير، وليس بعض المتنفذين الذين اعماهم هوى السلطة عن رؤية ما يدور حولهم، بل ولا يتورع قسم منهم عن استغلال مآسي الناس لتحقيق مآربهم في تدوير سلطانهم، ان ادراك الناس للحقيقة هو ما سينزع الشرعية عن الفاسدين والفاشلين، وهو مهم لتوجيه طاقاتهم نحو اهدافها المطلوبة، وللحيلولة دون تشتت القوى وضياع البوصلة وسط تأجيج طائفي متعدد الاطراف، مقصود ومتعمد.

ـــــــــــــ

 

"طريق الشعب"

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.