اخر الاخبار:
طهران تتراجع عن تصريحات عبداللهيان - الإثنين, 15 نيسان/أبريل 2024 11:24
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

مانديلا .. ستبقى ملهما// محمد عبد الرحمن

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

مانديلا .. ستبقى ملهما

محمد عبد الرحمن

 

رحل نيلسون مانديلا ، فرثاه العالم كله ، من اتفق معه ومن وضعه يوما على قائمة غير المرغوبين فيهم . كبار شخصيات العالم قالت كلاما طيبا في حقه ، واشادت بمناقبه وما قدمه لشعبه وسائر الشعوب. نال جائزة نوبل للسلام مناصفة، هو ومن كان ذات يوم سابق يقود سلطة الاقلية البيضاء بالضد من ارادة الغالبية السوداء، الرئيس دي كليرك .

قاد مانديلا ، بلا هوادة ولا تردد ، النضال ضد التمييز والفصل العنصري ( الأبارتايد ). وبفضل نضاله ونضال المؤتمر الوطني الافريقي وحلفائهم الشيوعيين، سقط هذا النظام واقيم مكانه نظام ديمقراطي راسخ، غدا نموذجا يحتذى في بلد متعدد الاعراق .

لم يعرف مانديلا المساومة على حق شعبه في الانعتاق والتحرر، وفي الحياة الكريمة، وحوّل سجنه الذي دام 27 سنة الى مدرسة للمناضلين ، وحفزهم على الصمود والتحدي . وواصل العطاء بلا كلل ، حتى من وراء القضبان ، لخير شعبه. فلا غرابة ان بكاه شعبه بكامله ، من البيض والسود .

انه لمنظر كبير الدلالة ان نرى ابناء الاقلية البيضاء يشاركون في توديع زعيمهم وباني جمهوريتهم الديمقراطية ، اللاعنصرية ، والذي فتح لابناء جنوب افريقيا الطريق الى المساواة والعدالة ، وبذل ما يمكن سلميا لتحقيق المصالحة بين مواطنيه من البيض والسود . وفي هذا يقارن كثيرون من المراقبين والمعلقين ما قام به مانديلا بما انجزه الرئيس الامريكي ابراهام لنكولن، الذي قاد حربا اهلية لتحرير السود في الولايات المتحدة الامريكية.بنضاله وتضحياته وشجاعته وكفاحه من اجل الحرية ، غدا مانديلا مثالا ملهما ليس لابناء شعبه وحدهم، ?كل لكل المناضلين في بقاع العالم . وقدم نموذجا يحتذى في كيفية التعامل مع اعداء الامس من مواطنيه، ولم يتوقف عند الماضي قدر ما استخلص منه العبر والدروس. فالمهم عنده هو كيف ينهض ببلده ويرسي دعائم نظام ديمقراطي حقيقي ، يساوي بين ابناء جنوب افريقيا شكلا ومضمونا، قولا وفعلا ، بالحقوق والواجبات .

نأى بنفسه عن عُقد الماضي وثقل مآسيه ، واخذ موقفا واضحا من الثأر والانتقام ، وعشوائية تطبيق القانون ، وسار ببلاده نحو مصالحة وطنية قدمت تجربة جديرة بالتمعن في دلالاتها ومعانيها وقيمها، لمن يريد حقا ان يحفظ وحدة بلده ويصون نسيجها الاجتماعي .

على ان مانديلا ، وكما كتب ونقل عنه الكثيرون ، وهو القائد والزعيم بلا منافس ، ظل متواضعا بسيطا منفتحا على الآخرين ، وبقي وفيا لحلفائه ، ومن سار معه في دروب النضال الشائكة ، وعانى مثله من قسوة نظام الفصل العنصري وهمجية بوليسه وقساوتهم آنذاك .

مانديلا ، الانسان والمناضل ، لم تغره السلطة ولا مغانمها ، فظل زاهدا بعيدا عن امتيازات الكرسي والموقع ، لا هم له الا خدمة شعبه الذي كان يتقاسم معه واقعه وطموحه. ربى حزبه على خدمة الناس ، فانطلق يعمل على تحرير شعبه من ثالوث الفقر والجهل والمرض ، وعلى بناء نهضة بلده على الصعد المختلفة . وفي لحظة اقتدار لم يتشبث مانديلا بالسلطة، بل تركها الى من يختاره الشعب ، ولم يترشح لولاية ثانية .

القائد والزعيم والمناضل والسجين والانسان نلسون مانديلا ، كنت ملهما في حياتك ، وستبقى ملهما في مماتك.

 

 

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.