اخر الاخبار:
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

بلدنا ليس حقل تجارب!// محمد عبد الرحمن

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

اقرأ ايضا للكاتب

بلدنا ليس حقل تجارب!

محمد عبد الرحمن

 

عندما اعلنت وزارة الكهرباء وحلفت باغلظ الايمان ان الظلام لن يعود للعراق بعد اليوم، فان الكثرة من ابناء شعبنا لم تأخذ هذا الحديث الاستعراضي للوزارة والحكومة مأخذ الجد ، وقال عديدون بان العبرة ليست في الاشهر التي لا تتطلب قوة تحميل عالية ، بل في ما يليها حين يأتي الشتاء ، وعندها سيتبين الخيط الاسود من الابيض .

وفي وقت الاختبار فان الوزارة ومن وراءها لم تتطابق اقوالهم مع افعالهم ، وعادت الانقطاعات الى اماكن ومحافظات عدة ، واخذ يتطاير شرراحاديث عن مافيات نشأت وعلاقات حميمة بين اصحاب مصالح عدة ، لا يرون في عودة الكهرباء منفعة شخصية لهم . والحديث يدور بوضوح اكثر عن هذه العلاقات ، التي بالتاكيد تحتاج الى توثيق ، بين اصحاب المولدات الاهلية وموظفين في دوائر الدولة، ومنها على الاخص الكهرباء .

وفيما اصبحت الانقطاعات واقعا معاشا ، راحت الوزارة تتخبط ، وصارت في حيص بيص ، وهي الآن تعيش حالة من انعدام الوزن بعد ما ظهر من تناقضات في تصريحات مسؤوليها ، ثم وهي ترى ان الفرحة التي بشرت بها لم تدم طويلا. واخذت تسعى في ارتباك واضح الى تقديم مبررات بانت مهلهلة امام ما يعيشه المواطن ويتلمسه ويعاني منه . ومن هنا جاء اختراع فزاعة « الصاعقات « تماما كما اخترعت لنا امانة بغداد وفبركت « صخرتها « التاريخية. حتى اصبحت موضع تندر من بادر الى اطلاقها نفسه بعد الرفض الشعبي الواسع لاطروحات مبتذلة كهذه.

وعند العودة الى الحديث عن الكهرباء فان المختصين كتبوا ويكتبون ويقدمون النصح والبدائل، وهنا نعيد التذكير ببعض مما قالوه ، عسى ان تنفع الذكرى ، وتهدي المسؤولين عن هذا الملف الحساس والحيوي الى الطريق القويم والمستقيم . فالمختصون يقولون بان مشكلة الكهرباء لا تنتهي بزيادة طاقات التوليد على اهميتها ، بل ان قضية النقل والتوزيع ترتبط بها وتوازيها ولا تقل عنها اهمية . وقد عاشت الناس ابعاد المشكلة ايام سقوط الامطار مؤخرا ، التي اظهرت ما تعانيه من عورات ونواقص جدية . والامر الثاني والهام كذلك انه ليس معقولا ولا مم? يصدق ان محطات التوليد تتوقف عن العمل بفعل نقص الوقود، او اننا ما زلنا نصرف مليارات الدولات لشراء الوقود من الخارج، بينما بلادنا تسبح في بحر من النفط . فهل في هذا حكمة وحصافة في التخطيط والتوجه ؟

وهنا نقول ايضا ان على صقور الخصخصة ان يكفوا عن الترويج لمشاريعهم البهلوانية ، فتجارب العالم لم تثبت الا خطل ما هم مصرون عليه . وعشر سنوات كافية لمن يريد ان يجرب ، وليس من المنطق في شيء استمرار التجريب فيما بلدنا وشعبنا يعانيان .

 

واخيرا فان من الافضل ان يكف المسؤولون عن استعراضات انجازية لا يبررها الواقع ولا يدعمها ، والناس تريد بدلا عنها انجازات اخرى ، ملموسة ويمكن رؤيتها بالعين المجردة وتتمتع بالديمومة والاستمرارية.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.