كـتـاب ألموقع

حذار.. حذار!// محمد عبد الرحمن

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

حذار.. حذار!

محمد عبد الرحمن

 

قالت مصادر مطلعة في الانبار لوكالة "شفق نيوز" ان قوات الجيش منعت دخول شاحنات تحمل مواد إغاثة الى مدينة الفلوجة، العهدة على الوكالة التي نقلت الخبر.

المصدر في ادارة إغاثة اللاجئين الذي تحدث لـوكالة "شفق نيوز" قال ان "ست شاحنات محملة بمواد اغاثية تابعة لليونسيف تحمل أغذية ومواد طبية وأغطية منعت من دخول مدينة الفلوجة من قبل الجيش العراقي"، وأضاف أن الشاحنات عادت أدراجها إلى العاصمة بغداد.

واصلت متابعة الأخبار بهدف التأكد من صحة هذه الأنباء، فلم يصدر عن اية جهة، حتى وقت كتابة هذه السطور، ما يشير الى تكذيب الخبر أو إثبات صحته.

اختلط الأمر كثيرا على المتابع، فمن جهة يجتمع مجلس الوزراء ويصدر قرارا بان تقوم كل الوزارات بتقديم المساعدات العاجلة الى محافظة الانبار وأهلها، وإغاثتهم وتخليصهم من وضع لم يكونوا في يوم من الأيام من صناعه، في حين تقوم محافظات العراق باستضافة الانباريين النازحين، وتقدم المرجعية والعتبات المقدسة مساعدات الاغاثة لهم، ومن جهة أخرى يحصل هذا الفعل – والعهدة كما قلنا على الوكالة - من الجيش الذي يحاصر الفلوجة.

ونتيجة للتعتيم على ما يجري من أحداث وتطورات في المحافظة، وتضارب التصريحات والمعلومات التي تقدمها الجهات المسؤولة وهي عديدة، وتقاطعها مع ما تقوله الناس وتنقله الفضائيات، بات العديد من الأمور هناك موضوعا للتكهنات  والتقديرات.

إن ما يحصل لا يشبه بعضه بعضا، فحصار المدينة، او مدن محافظة الانبار، والإجراءات التي تؤدي الى تجويع الناس هناك، وعدم تقديم الخدمات لهم، امر لا يجمعه جامع مع جهد الدولة ومؤسساتها المختلفة في التصدي للإرهاب والإرهابيين، وإفشال خططهم الشريرة ومراميهم الظلامية، وتخليص بلدنا من شرورهم، وهي شرور كل من يحمل السلاح خارج سلطة الدولة الشرعية، ويصادر حقوق الانسان العراقي، مهما كان اسمه ولونه وانتماؤه.

وليس صحيحا ولا جائزا في كل الأعراف، ان تؤخذ المدينة او المحافظة بجريرة إرهابيين وخارجين عن القانون موجودين فيها، هذا لا علاقة له من قريب ولا من بعيد بالتصدي لـ "داعش" وغيرها من المسميات، التي وجدت تربة خصبة للعمل والنشاط على خلفية الوضع العام السيئ للبلد، والإدارة غير السليمة للحياة السياسية فيه، والفشل الذريع في الأداء الحكومي والرسمي، والتلكؤ الواضح في الاستجابة لمطالب مشروعة رفعها المواطنون، فضلا عن الفشل في إدارة الملف الأمني، وهو ما يتجسد في الانفلات الملحوظ في عدد من المحافظات.

إذا صحت هذه المعلومة (منع دخول مواد الإغاثة) فإنها تؤكد ما ذهب إليه كثيرون من الحريصين على إنقاذ البلد، والحيلولة دون انزلاقه من جديد الى الفتنة الطائفية، وهم يحذرون من خلط الأوراق، ومن عدم التمييز بين الإرهابي والمواطن البريء، وما قد يحصل من انتهاك للقانون والدستور وللحقوق التي ينصان عليها، ومن تجييش طائفي ذي أهداف ومرامٍ انتخابية، وقد حصل هذا في الماضي، والبعض، على ما يبدو لم يتعظ، وهو على استعداد لإعادة ذلك حفاظا على كرسي السلطة.

قاتلوا "داعش" وغيرها من عناوين القتل وإزهاق أرواح الناس بكل إمكانيات الدولة  ومؤسساتها، العسكرية والمدنية، ولكن حذار من  الإساءة الى المواطن بأي شكل من الأشكال.

وحذار.. حذار من نشوة نصر مغموسة بدماء الأبرياء!