اخر الاخبار:
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

المواطنة.. العدالة// محمد عبد الرحمن

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

المواطنة.. العدالة

محمد عبد الرحمن

 

 

زال العراقيون الملتاعون يتطلعون بأمل الى تحقيق حكم عادل غير طائفي، يأخذ بمبدأ المواطنة، والى رؤيته رهن التطبيق الفعلي، كان هذا الحلم يراودهم قبل سقوط الدكتاتورية، وعندما رحلت غير مأسوف عليها توفرت الإمكانية الفعلية ليكون الحكم بعيدا عن الطائفية، خصوصا وان الحكام الجدد ذاقوا، بهذا الشكل او ذاك، مرارة الحكم غير العادل وقسوته، وما ألحقه من أضرار بليغة ببلدنا وشعبنا، ودفعنا الى الوراء سنوات طويلة.

وعندي أن الحاكم مطلوب منه، قبل كل شيء، وضع مصالح الوطن العليا وشعبه فوق اية اعتبارات: قومية، طائفية، دينية، مناطقية، جهوية، عشائرية، ومصالح حزبية ضيقة، ولا يكفي الادعاء بذلك، فكثيرا ما تدبج البرامج والخطب الرنانة في هذا الخصوص، لكنها في نهاية المطاف تبقى حبرا على ورق، قولا بلا فعل.

وفي هذا الشأن لا بد من التأكيد أن الحاكم المطلوب لا بد أن يكون عادلا ومنصفا، صادق مع نفسه في الخفاء والعلن، وصادق في التعامل مع العراقيين جميعا على وفق ما جاء في المادة (14) من الدستور: "العراقيون متساوون أمام القانون دون تمييز بسبب الجنس او العرق او القومية او الأصل او اللون او الدين او المذهب او المعتقد او الرأي او الوضع الاقتصادي او الاجتماعي" بمعنى انه جاد في اعتبار المواطنة العراقية تعلو على ما سواها.

والإشارة هنا واجبة الى عدم الاكتفاء بحفظ وترديد هذا النص الدستوري، كما نشيد موطني، وإعادته في مناسبة او دونها لإظهار المتحدث او الخطيب، و"أبطال" شاشات الفضائيات، بمظهر من هم حريصون على تطبيقه بحذافيره بلا ميل او زوغان وعلى خط مستقيم، لا اعوجاج فيه ولا نتوءات، ولا مسارب جانبية او كواليس.

بعد عشر سنوات من التغيير لا حاجة لمن يذكر العراقيين بمخاطر الطائفية وشرورها وأضرارها، وما جلبته لبلادنا من مآس وكوارث، ما زلنا نعيش كوابيسها، بل ان المحاصصة الطائفية الاثنية كأساس اعتمد للحكم، كان ولا يزال هو أسّ البلايا والمصائب، وفي كل لحظة يملك القدرة الخارقة على توليد أزمات جديدة.

وما زالت الوقائع والإحداث والممارسات لا توحي ولا تبشر، لا من قريب ولا من بعيد، الا بالإصرار العجيب على هذا النهج الخاطئ، واستمرائه، رغم الكلام المنمق والمعسول، الذي تشم منه رائحة الدعاية الانتخابية.

ونبقى نقول: نعم كبيرة، كبر حب الوطن، لحاكم عادل غير طائفي فهاتوا برهانكم، ايها المتنفذون القابضون على سلطة القرار، على صدق التوجه وحسن النية بالسير وفق وصية الإمام العادل علي ( ع ) للصحابي الجليل مالك الاشتر لما ولاه مصر: "وليكن أحب الأمور إليك أوسطها في الحق، وأعمها في العدل، وأجمعها لرضى الرعية، فان سخط العامة يجحف برضى الخاصة، وان سخط الخاصة يغتفر مع رضى العامة".

 

محمد عبد الرحمن

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.