اخر الاخبار:
احتجاجات في إيران إثر مقتل شاب بنيران الشرطة - الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2024 20:37
"انتحارات القربان المرعبة" تعود إلى ذي قار - الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2024 11:16
  • Font size:
  • Decrease
  • Reset
  • Increase

كـتـاب ألموقع

التغيير.. ليس المحاصصة بعناوينها الجديدة// محمد عبد الرحمن

تقييم المستخدم:  / 0
سيئجيد 

 

اقرأ ايضا للكاتب

التغيير.. ليس المحاصصة بعناوينها الجديدة

محمد عبد الرحمن

 

كلمة "التغيير" ربما كانت الاكثر تداولا في الحملة الانتخابية، وها انها ما عاد لها اليوم ذكر في اجواء التطاحن على ترتيب اوضاع الحكومة المقبلة، وما يصاحبها من استخدام لمفردات وكلمات تشكل بصورة او بأخرى استمرارا لاجواء الانتخابات، والاستثناء من هذا هم الدعاة الحقيقون والمطالبون باجراء تغيير  حقيقي، جذري وشامل.

ولعل ما يحصل الان، مثلما تحدثت وسائل اعلامية عدة، من شراء للذمم بعد رشوة الناخبين، يقدم الدليل على ان رفع البعض شعار التغيير اثناء الحملة الانتخابية، لم يكن الا ستارا لاخفاء المرامي الحقيقة لهذا البعض، والتستر على سعيه للتمويه، ولسلب شعار التغيير روحه وتقزيمه وتجييره لخدمة مصالح المتنفذين، الذين يريدون الاحتفاظ بالسلطة حتى ولو بشراء ذمم بعض النواب الجدد، واغرائهم بالانضمام الى كتل معينة، وقد قيل ان سعر النائب (المعروض للبيع) وصل الى مليون دولار، والعهدة على من اعلن ذلك وبالاسماء.

هذه المهزلة، ان صحت، لا تعكس الا استهتارا بالناخب وبيعا بائسا لصوته، ومن يقوم بذلك، من الجهتين، الواهب والقابض، بعيد كل البعد عن الناس ومصالحها، ولا يتجلى فيه الحرص على اخراج البلاد من ازمتها المستفحلة، وهؤلاء جميعا لا يربطهم جامع، لا من بعيد ولا من قريب، بالتغيير ومضامينه الحقيقية، بل يحاولون في الواقع الالتفاف عليه عبر دخان كثيف من عبارات  الحرص على تصحيح الاوضاع والمسيرة.

ان جميع المقترحات والعناوين التي قدمت لرسم معالم تشكيل الحكومة المقبلة، تدور بعيدا عن اساس البلاء، ولا تشكل مخارج من نظام حكم المحاصصة الطائفية - الاثنية المولدة للازمات، والحاضنة للفساد، والتي وفرت اجواء استطاع ان ينفذ منها الارهاب وقواه الشريرة، وشكلت غطاء لنشاط المليشيات المنفلتة، التي تجول وتصول على مرأى ومسمع من اجهزة الدولة وهيئاتها المسؤولة، كما ان اصحابها يرددون، عندما يتذكرون، ان لا سلاح خارج يد الدولة، لكن واقع موقفهم يقول بغير هذا، والناس على علم بحقيقة ما يجري.

ان العناوين المقترحة على تعددها تُبقي على جوهر المحاصصة، بل هي تكرسه، في حين اثبتت تجربة الـ 11 سنة  الفائتة المريرة، وما رافقها من مآسٍ ودموع والام، ان لا تغيرا حقيقيا يرتجى مع استمرار نظام المحاصصة المقيت ومن يقول بغير هذا فهو يلعب على حالة اللاوعي المرافقة للشحن الطائفي والمناطقي، ولتغذية الشوفينية وروح التعصب القومي.

فالتغيير يهدف اساسا الى نبذ هذا النهج المكبل لبناء مؤسسات الدولة على اسس الكفاءة والنزاهة والاخلاص، وهو تغيير في نمط التفكر، وفي المنهج والاساليب، ولا يجمعه جامع مع روح التفرد والاستئثار والاقصاء والتهميش، وهو بهذا المعنى  يستلزم تغيير الاشخاص ايضا، الذين لا يمكن نكران دورهم، تسريعا ام اعاقة.

ان التغيير ليس شعارا عابرا، انتخابيا، سارع الرافضون لجوهره الى القول به ركوبا للموجة، بل ان الناس هي من قالت به وطالبت بالاقدام عليه بعد ان وصل السيل الزبى، وبات يصعب عليها العيش كالسابق.

 

انه شعار وهدف دعاة التغيير الحقيقيين، المدنيين والديمقراطين، وهو شعار للعمل المتواصل وتحشيد الجهود لمراكمة عوامل انجازه.

للاتصال بالموقع

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.